د. حسين فلامرز ||
منذ فترة ليست بالقصيرة تعمل الدول الخليجية على الحصار الاقتصادي على لبنان المقاوم البلد الجميل ذات الخدين الاحمرين وارضه البيضاء. الاوامر صهيونية والادوات امريكية والمنفذ الحكومة السعودية بامتياز. كل يوم قضية ويزعل السعوديون ويقاطعون المنتجات ويغلقون المصارف ويقللوا الاستثمارات في بيروت الى ان وصلت الى تصريحات النبيل القرداحي جورج الذي كانت "كلمته " قد هزت عروش الملوك كجوق البعوض الهش. فوبيا محاربة لبنان وجهها السعوديين نحو الكترونيات الاشاعة العراقية الهشة التي تم اختبارها في تشرين الاسود ونجحت خيانتها بامتياز! والان وفجأة وبعد أن اكتشفوا أن لبنان نبراس الشرق وباريسها والعالم يتجه نحوها لطلب العلم في وقت اغلقت جامعات العالم ابوابها بسبب عدم تمكنها من تجاوز التحديات، تلك التحديات التي دفعت بالتعليم ليكون الكترونيا مما اعطى فرصة لاعداد اكبر مما هو معتاد عليه وهذا هو واقع الحال وهو حق لكل طالب علم لايمكن سلبه ومثل ذلك موردا اقتصاديا مهما للشعب لمنظومة التعليم اللبنانية بشكل خاص والشعب اللبناني بشكل عام، والان لنعد الى العراق وخصوصا الدراسات العليا المتاحة والتي وفرت في السنين السابقة بمعدل ١٤ الف مقعد سنويا والمتقدمين ٨٨ الف مرشح سنويا يفلترهم الامتحان التنافسي والذي لايوقف طموحهم عند النجاح من عدمه والذي يدفع بهؤلاء المرشحين بالبحث عن جامعات رصينة تمكنهم من اكمال مسيرتهم العلمية وكثيرا ماتكون دول مصر ولبنان وايران هي المقصودة لكونها قريبة من العراق ثقافيا ولغويا، ناهيك عن الجامعات الروسية التي تستقطب الالاف من طلاب الهندسة والطب ولم نسمع احدا يشتكي من ذلك. لماذا لبنان؟ ان لبنان ذات الثقافة الراقية وصمود شعبها الجميل ومالها من المنظومة العلمية الرصينة التي مكنت العراقيين باكمال دراساتهم العليا يجب ان لا تكون عرضة للفوبيا السعودية المريضة عربيا وعلى الجهة المسؤولة عن معادلة الشهادات في وزارة التعليم العالي العراقية ان لا تاكل الطعم بمحاربة الطلاب العراقيين وان لا تلعب دورا يعزز من المقاطعة الاقتصادية لدولة لبنان العزيزة و عليها أن تؤدي دورها بكل حرفية في اجراءاتها عند المعادلة. لقد تغير العالم واصبحت الدراسة عن بعد احدى الوسائل المنافسة بل المتفوقة وكل ما نحتاجه هو أن نغير اسلوب التعيين الوظيفي على أساس الشهادة، بل يجب أن تكون على أساس السيرة الذاتية والخبرات والتجارب والمهارات. على وزارة التعليم العالي العراقية أن تكون مسؤولة في تعاملها مع هذا الملف ولا تعرض نفسها للاعتذار في الوقت القريب! فالفوبيا السعودية تتغلل في واقعنا العراقي الذي تشوبه شوائب مثيرة!