المقالات

لِمَ الخجل من إظهار حبك!؟


 

عَـبـّـاسُ البياتي ||

 

كثير من الناس الذين أعرفهم سواء أصدقائي او أصدقاء التواصل، أو حتى على مستوى سياسيين وشخصيات إعلامية أو فنانين، دائما أراهم يظهرون حبهم لصدام بشكل طبيعي جدا لا وبل يفتخرون بذلك، مع معرفتهم التامة بجرائم صدام بحق الشعب العراقي الشيعة منهم بالأخص، ومع دراياتهم المطلقة بأنه كان طاغيا ومجرم حرب، ومع علمهم بأنه قتل الكثير من أهلنا وناسنا وأعدم وغيب الكثيرين منهم ايضا، ومع كل ذلك لم يستحوا من إظهار هذا الحب والانتماء، حتى لو كان ذلك احتراما لمشاعر إخوتهم أصحاب الضحايا، وهذه ليست مشكلة فلكل منا اختياراته وانتماءه فليحب من يحب ويكره من يكره.

 حقيقةً ليست لدي اي مشكلة حتى مع المنتمين لنا او المحسوبين علينا لا أبدًا، بل مشكلتي مع من هو في خطي ونهجي ويؤمن بما أؤمن به، ولكنه يخجل من إظهار هذا الإيمان والانتماء والحب لرموزه!

 وقد يكون يخجل لأن يسموه ببعض التسميات قد ينحرج منها، كأن يسموه بالذنب"ذيل" او عدم الولاء للوطن، وغيرها من التسميات والذي صدام نفسه صدر هذه الثقافة للشعب، للاستحواذ على عقولهم في ذلك الوقت والسيطرة على الوضع لإتباع الكثير من العراقيين لمراجع دينية في إيران .

 وأي رموز كانوا رموزه! قادة اقتدوا بالحسين قائدا، فكانوا حسينيين أصلاء حقا في الالتزام والجهاد، فكيف لا وهم كلما كانوا يزورون الحسين كانوا يتوسلون برب الحسين، ان يجعل خاتمتهم كخاتمة الحسين يتقطعون إربا إربا وعلى أيدي أشد اعداء الله واعداء الإنسانية في الأرض .

 إذًا لِمَ الخجل من إظهار انتماءك وانت تؤمن بالحسين وتبكيه لان تقطعت أوصاله في أرض العراق، وهؤلاء القادة أيضًا وأسوة بالحسين تقطعوا اوصالا في أرض العراق كذلك، ومن اجل دين وعقيدة الحسين وارضه وكانت هذه قمة طموحهم وأمنياتهم . فعندما يظهر الكثير حبهم لرموزهم حتى لو كانوا رموزا متطرفة ومجرمة، فَلِمَ الخوف من ان تظهر حبك لقائدك، حتى لو لم تكن تؤمن بفكره فمن المؤكد تؤمن بدينه وعقيدته وسلامة انتماءه لأهل بيت رسول الله صلوات الله عليهم أجمعين .

 عذرًا لهذا المثال ولكني مضطر لذلك من اجل تقريب وتوضيح الصورة، كانت هنالك يدين ؛ الأولى يد لرمز إسلامي حقيقي قاتل أعداء الاسلام في مشارق الأرض ومغاربها ودافع عن المظلومين المسلمين في كل بقاع الأرض دون تمييز بينهم، والثانية يد لجندي أمريكي وتحت رحمته الرئيس العراقي المعروف بشجاعته الوهمية وتجبره وطغيانه وقتله لشعبه وتفننه بقتلهم وبأبشع الطرق.

 والمفارقة بأن صدام عند بداية دخول امريكا كان قد هرب واختفى في حفرة في قرى من قرى المدينة التي ولد فيها، والحاج قاسم سليماني كان أول الحاضرين عند سقوط المحافظات الغربية وتهديهم لسامراء وبغداد.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك