المقالات

التظاهرات وقمعها اللامبرر

1178 2021-11-06

ماجد الشويلي *||   لابد من إعادة استذكار المطلب الذي خرج المتظاهرون لأجله ؛ حتى يمكننا تقييم ما حدث ليلة أمس من اعتداء عليهم ذهب ضحيته عدد من الشهداء والجرحى. المتظاهرون قد خرجوا لتحقيق مطلب واحد لا غير ، هو إجراء العد والفرز اليدوي الشامل . وهذا المطلب مطلب يتماشى مع الدستور ومع قانون الإنتخابات نفسه. إذ أن العد والفرز لنتائج الإنتخابات في الأصل هو عد وفرز يدوي ، وما الأجهزة الألكترونية إلا أجهزة تسريع لإظهار النتائج ليس إلا ، ولا دخل لها في تحديد دقة الأرقام وتوزيع المقاعد ، وإن كانت مبرمجة على ذلك إلا أن تلك البرمجة هي لتسريع فحسب كما أسلفنا. وهي أي الأجهزة الألكترونية عرضة للإختراق والتلاعب بها من جهات عدة . خاصة وهي تعتمد اعتمادا كبيراً على القمر الصناعي الرابط مابين تلك الأجهزة والسيرفرات هذا القمر الصناعي المملوك لإحدى الدول الخليجية القريبة من اسرائيل. المهم أن الأجهزة الألكترونية فقدت جدوائيتها المتمثلة بالتسريع بعد تأخر إعلان النتائج عن الحد المقرر بالقانون اعتماداً على تلك الأجهزة . ولذا فإن العودة الى الأصل والإعتماد على العد والفرز اليدوي هو السبيل الوحيد لفض النزاع في هذه القضية. وعليه خرج المتظاهرون مطالبين بتحقيق هذا المطلب وأعلنوا استعداهم لتقبل النتيجة أياً كانت.  فلم يكن اعتراضهم على جهة فائزة بحد ذاتها ، ولا ينبغي للجهات الفائزة أن تعد هذه التظاهرات استهدافاً لها،  فمن مصلحة الفائزين أن يتمتعوا بفوز ناصع نقي لاتشوبه شائبة التلاعب والتزوير أكثر من أية جهة أخرى. المشكلة أن هذه الأزمة تفاقمت وقد تتفاقم أكثر ، والحكومة والقضاء وبعض الجهات المؤثرة الأخرى يتفرجون على المشهد من غير أن يبادروا الى حسم الأمر باجراء العد والفرز اليدوي الشامل دون أي تسبيب  منطقي للتعنت برفض هذا المطلب القانوني. لكن ما أن حاول المتظاهرون ممارسة نوع من الضغط الإضافي سعياً لاحقاق الحق ؛ حتى انبرت الحكومة باطلاق يد جهاز حفظ النظام لقمع المتظاهرين بصورة بشعة ، أوضحتها الفيديوات المسجلة للواقعة. واستشهد من استشهد وجرح من جرح بحجة المحافظة على النظام ، متغافلين عن أن التهديد الأكبر للنظام يكمن بتجاوز مطالب المتظاهرين وإمضاء نتائج الانتخابات بالنحو الذي أُعلنت فيه . والآن يمكن تدارك الأمر ومنع تدهور  الأوضاع في البلد بالإعلان عن العد والفرز اليدوي الشامل فوراً وإلا فان الإعراض عن تحقيق هذا الهدف هو إمعان بتعريض البلد لفتنة كبرى . ولم تعد للمفوضية أي حجة برفض مطلب المتظاهرين بعد هذا التأخير الذي جرى وسالت على صعيده دماء الشهداء الزواكي (رضوان الله عليهم).   *مركز أفق للدراسات والتحليل         2021/11/6
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك