المقالات

الانسداد السياسي يعصف العراق..و"بلاسخارت" تدفع للفوضى 


  محمد الياسري ||   الجميع يعرف "مس بيل" ودورها الخبيث في تمرير سياسات بريطانيا بالعراق بعد الحرب العالمية الاولى وكيف سعت الى اقصاء الشيعة من الحكم واستمر برنامجها حتى العام ٢٠٠٣ عندما اسقط الغزو الانجلوامريكي تلميذهم المطيع المقبور صدام وجاءت المرحلة اللاحقة في تحديد شكل النظام السياسي ، ففي اجتماع شرم الشيخ عام ٢٠٠٣ الذي ضم دول جوار العراق بالاضافة الى الدول الدائمة العضوية في مجلس الامن حيث قرر المجتمعون رفض اجراء اي انتخابات في العراق باستثناء الجمهورية الاسلامية الايرانية واميركا ،، السعودية وبريطانيا اكدا بان اجراء الانتخابات يعني ستكون الاغلبية شيعية هي الحاكمة وهذا يتقاطع مع سياستهما وتبعهما الاخرون اما ايران فأصرت على اجراء الانتخابات في العراق لاجل بناء نظام سياسي مبني على خيارات الشعب والمواطن يحدد شرعية النظام والتخلص من اثار الديكتاتورية اما الادارة الاميركية فارادت التخلص من تبعات سياستها المبنية على الهيمنة عبر القوة العسكرية ولجأت الى دعم اجراء الانتخابات في محاولة منها لدعم كتل سياسية منسجمة معها لكن تلك القوى فشلت وكان الرابح الائتلاف العراقي الموحد وفشلت مشاريع واشنطن عندها ، لكن لندن العجوز لم تتوقف ولجأت الى انشاء منظمات اتخذت من المجتمع المدني غطاء لتمرير المشاريع الخبيثة. فبعد فشل مشروع داعش وانهارت العصابات التكفيرية واجريت اول انتخابات بعد التحرير كانت القوى المؤيدة للحشد الشعبي والمقاومة في طليعة المتصدرين فحاولت واشنطن ولندن ابعاد تلك القوى وتمرير حكومة بعيدا عن تلك القوى المقاومة ايضا كان الفشل لتلك المخططات حتى اندلعت فتنة تشرين ٢٠١٩ بدعم من بعض الكتل السياسية التي فشلت ضغوطاتها على حكومة عبد المهدي من تحقيق مكاسب حزبية فادت الى تهديد النظام السياسي فجاء دور "بلاسخارت" في الدفع باتجاه العنف والفوضى وتحولت من ممثلة اممية لتهدئة الاوضاع كما يفترض بها الى منصة للتصعيد ومفاوضا عن المحتجين وتقرر وتفرض بلا حرج في دور يشبه تماما دور مس بيل في القرن المنصرم ، ولم تكتفي بذلك بل كذبت حتى في بيانها عن المرجعية وتدخلت في فرض قانون الانتخابات والالية ثم شكلت القوى المنبثقة من تشرين وساندتها ودعمتها بكل الوسائل .. اما دورها في الانتخابات فقدت اشرفت على العملية الانتخابية من خلال التأثير على المفوضية والتلاعب بالنتائج وسرقة اصوات من خلال تعطل الوسط الناقل ومرة اخرى عن طريق الفرز الالكتروني ورفضها الشديد لاجراء العد والفرز اليدوي فضلا عن مئات الخروقات الانتخابية واخرها الاصرار على تمرير النتائج المعلنة وهذا سيؤدي الى تحقيق عدة خيارات:    الاول صعود قوى مؤيدة للمشاريع الغربية مؤثرة في البرلمان وتستهدف الحكومة في حال شكلتها القوى الاسلامية واسقاطها عبر طريقة تشرين ومساندة برلمانية لزعزعة استقرار النظام السياسي بالمجمل. الثاني دق اسفين بين القوى الاسلامية واستحالة تحالفهم من جديد والدفع بسياسة الاقصاء للقوى الحشدية ومن ثم اسقاط الحكومة المقبلة ان نجح الطرف الاسلامي الاخر بتشكيلها لتكون اخر حكومة تتشكل من الاسلاميين . الثالث القبول بنتائج مشكوك بها سيطعن في شرعية النظام والدفع بانقلاب على طريقة "السيسي" في مصر من خلال التأييد الشعبي واللعب على ورقة المقاطعين للانتخابات. ومن هذا المنطلق يجب التأكيد على اعادة العد والفرز اليدوي للتخلص من اشكاليات النتائج التي ادخلت العراق في مأزق خطير والسبب من المفوضية وتخبطها وسوء إدارتها للعملية الانتخابية والا فمشروع بلاسخارت في الدفع نحو الفوضى سيتحقق مالم يتدارك القادة الشيعة خطورة الموقف والذهاب الى توافق سياسي عبر تفاهمات الاطار التنسيقي والكتلة الصدرية لحسم شكل الحكومة المقبلة والابتعاد عن خيارات الاقصاء السياسي وهذا سيخلصهم من شروط الانبار واربيل ايضا.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك