المقالات

صمت من نوع آخر...!

1661 2021-10-11

  د. عائد الهلالي ||   اعتدنا ان نسمع عن الصمت الانتخابي. وهو اجراء قانوني متعارف عليه تقف فيه الدعاية الانتخابية التي تروج لحملات المرشحين في الانتخابات قبل يوم من اجراء العملية الانتخابية، وهذا سياق عهدته كل التجارب الديمقراطية الا بعض الاحزاب الغير منضبطه لا بوازع مهني او ديني او اخلاقي فنراها تثير الفوضى وتعبث بكل القيم والمحددات غير مبالية بما سوف يجري او ردات الفعل وهذا ما رافق العملية الانتخابية في التجربة العراقية بانتخاباتنا يوم ١٠/١٠ لكننا اليوم وبعد الانتهاء من طقوسنا الديمقراطية والتي كانت ترتقي لهذا الفهم لولا هذا النفر المنفلت والذي لا تحده حدود . المهم لقد ساد الصمت الان ولكن من نوع اخر و بشكل حقيقي .  اولا. الجميع يترقب ماتسفر عنه الساعات القادمة من بعد اعلان النتائج محاولا ان لا يستبق الاحداث وان رشح عن هذه الجهة او تلك بعض من النتائج مدعين وصلا بالمفوضية ، والمفوضية تنفي ،اوتعلن ان المعلومات المسربة غير دقيقة وغير نهائية . القلوب وصلت الحناجر مرة اخرى الشعب ينتظر ساعات اعلان النتائج بفارغ الصبر ، ورؤساء الكتل يمتلكون المعلومات كاملة لكن الكل غير راضي عن النتيجة بسبب عدم تحقيق الغاية المنشودة حتى وان اعلنوا عن رضاهم وشكرهم لجماهير والجماهير التي خرجت معهم  امام الاعلام. ثانيا. لقد خذلت الاغلبية الصامته العراق والمرجعية  فلم يكن حضورها بالمستوى الوطني  اللائق والمطلوب لتحقيق المبتغى من الانتخابات المبكرة  ،وهي ما كانت  وبأستمرار  تشكل وتحمل المرجعية الرشيدة كل اسباب الفشل الذي رافق الحكومات السابقه ،فعلى الرغم من التأكيد خلال الايام الماضية من ان المشاركة في الانتخابات تعني الكثير للعراق لانه يمر بظرف استثنائي وانه تكليف شرعي ولم تنقطع نداءات المرجعية حتى في يوم الانتخابات تحث المواطنين على المشاركة من خلال الجوامع والمساجد لكن العزوف كان واضح من خلال نسبة المشاركة المتدنية وحتى هذه النسبة ماكان لها ان تتحقق لولا توجيهات قيادتنا الدينية في النجف الاشرف بهذا الامر . علما ان المرجعية ليس لها سلطة على جميع أبناء الشعب العراقي. لقد عاد صمت الترقب يلف الجميع مرغمين لمعرفة مأسوف تأول اليه نتائج العد والفرح، وبغض النظر عما سوف تكون النتيجة النهائية فالتموقع ان لا يكون هنالك تغيير كبير في النتائج الحالية و عما اسفرت عليه نتائج انتخابات ٢٠١٨ لكن مع كل هذا وذاك الجميع مطالب بقراءة المشهد من زاوية ثانية لا من زاوية ما تحقق، لأنني اظن ان المتحقق سوف لن يلبي طموحات الجماهير والاحزاب في احداث التغيير المنشود وما قامت هذه الانتخابات من أجله لكن لربما سوف يضع خط شروع جديد من خلال ميثاق عمل تشترك فيه كل الكتل والاحزاب وذلك باحداث تغييرات دستوريه كبيره تجعل العراق يخرج من عنق الزجاجه من خلال انتهاج نمط سياسي جيد يلبي تطلعات الجميع . علينا ان لا نبتئس من حالة الخذلان التي تعرض لها الجميع ونحن مطالبين بصمت من نوع آخر يختلف عن صمت الانتخابات ، وصمت ترقب النتائج بل هو صمت لمحاسبة الذات ومراجعة كل الخطط والبرامج القديمه لانها اصبحت بالي ولا تصلح لهذا الزمن ،فزمن اسقاط الحكومة عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي يختلف عن الآليات التي كانت متبعه ومن هنا تبدأ قرأتناا للقادم بأذن الله . ماذا نملك ماهي مقدراتنا ادواتنا خططنا برامجنا وما مطلوب منا لكي نستطيع أن نتماهى من المتغيرات والظرف الجديد فنحن محكومين بنظام العولمة والذي يستطيع ان يعبث بنا وبمقدراتنا ان لم نفهم هذا النظام ونقرأه بشكل دقيق ومستفيض وبالتالي تكون لدينا جميع الاسلحة القادرة على المواجهة والمجابهة .  نصيحتي للجميع صمت من نوع آخر.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك