المقالات

إنتخابات تشرين ٢٠٢١: بداية مرحلة جديدة.


 

محمد كريم الخاقاني *||

 

ستكون إنتخابات ١٠ تشرين الأول ٢٠٢١ حدثاً تأريخياً في مسيرة الديمقراطية منذ التغيير في نيسان ٢٠٠٣.

 تعد الإنتخابات المبكرة هي الأولى التي تجري قبل موعدها المقرر في عام ٢٠٢٢ وحسب الترتيب الزمني لكل دورة إنتخابية والتي مدتها اربع سنوات، فهي حصيلة جهود وتظاهرات قام بها الشعب في تشرين الأول ٢٠١٩ وما تلاها تطورات ومتغيرات افرزت واقعاً جديداً وفاعلاً مؤثراً في العملية السياسية.

 وبموجب قانون الإنتخابات الجديد، تغيرت المعطيات في إدارة الدولة، إذ بموجب قانون رقم ٩ لسنة ٢٠٢٠ تم إعتماد طريقة جديدة تتناسب مع تلك المعطيات والمتغيرات التي احدثت تغييراً شاملاً في التعامل مع العملية الإنتخابية وطرق وصول الأعضاء الجدد لمجلس النواب القادم.

لم يعد نظام سانت ليغو بكافة صيغه معتمدة في الإنتخابات المبكرة، فالصوت الإنتخابي له قيمته التصويتية، فكل ناخب سيكون له صوته الذي يمنحه لأي من المرشحين، ومن ثم يضمن وفقاً للنظام الجديد ان يكون صوته لمن أنتخبه وليس لغيره كما كان يحدث في السابق.

 ومن الفوائد الأخرى لتشريع قانون رقم ٩ لسنة ٢٠٢٠ هي تغيير نظام الترشيح من قوائم مغلقة الى ترشيح فردي وضمن دائرة صغيرة، ومن ثم يتيح ذلك الى فرصة مضافة للمرشحين المستقلين ضمن حدود الدائرة المرشح عنها وبالتالي ستكون حظوظه بالفوز بالمقعد النيابي اكبر واوفر في ظل هذا النظام على العكس مما كان يجري سابقاً.

 فالمستقل عموماً تقل حظوظه وفرصته بالحصول على المقعد النيابي من دون دعم وإسناد من الأحزاب السياسية المهيمنة على المشهد السياسي، وهنا يتيح للمرشح المستقل ان يتحرك بيسر ودون تقييد بمعايير الأحزاب والكتل السياسية ضمن حدود الدائرة الواحدة وهنا سيتم التنافس مع غيره من مرشحي بقية الكتل الأخرى.

وسيحسم الأمر صوت المواطن ولمن يعطيه لهذا المرشح ام غيره، ولذلك فقد اعطى القانون الجديد للإنتخابات القيمة المعنوية والحقيقية لصوت المواطن وإحتمالية صعود مرشح من المرشحين على حساب الآخرين.

 لذا فالصوت الواحد ضمن الدوائر الإنتهابية سيكون له صداه المؤثر وسيقرر من يكون الفائز عن تلك الدائرة، فكل الأصوات التي ربما ستعطى لشخص ما سوف لن تُحتسب لغيره من المرشحين ضمن قائمته، بل سيكون الصوت فقط لمرشح واحد اما بقية الأصوات التي حصل عليه ستكون فائضة ولا قيمة لها في إحتساب الأصوات المؤهلة للفوز بالمقعد النيابي وصعود غير المؤهلين وغير الحاصلين على الأصوات الكافية، وهنا سيكون للمواطن دوره المؤثر والكبير في إختيار من يراه مناسباً له ومؤهلاً للفوز في مجلس النواب القادم. عليه ستكون تلك الإنتخابات بداية لمرحلة جديدة في واقع العملية السياسية وربما ستفرز وجوه جديدة ستعمل على تحقيق طموحات ناخبيهم.

 

*اكاديمي وباحث في الشأن السياسي.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك