المقالات

الحسين ثائرًا..


 

الدكتور ناظم  الربيعي ||

 

جموع مليونية تخطت العشرين مليون زائرًا واكثر من اثنا عشر ألف موكبًا لخدمة هؤلاء الزوار تقدم  لهم على مدار الساعة الخدمات والطعام والشراب مجانا اضافة الى تواجد اكثر من الف صحفي واعلامي عراقي وعربي واجنبي لتغطية هذه التظاهرة المليونية  العالمية جمعهم حب الحسين سيد الشهداء والثائرين.

اللافت للنظر ولاول مرة ان يتواجد بين الزائرين وفدا دينيا كبيرا من رجال الدين الفلسطينيين تزامن حضورهم مع عقد مؤتمر الذل والخيانة في أربيل الذي تكلل بالفشل الذريع والشنيع حيث انقلب السحر على الساحر حين تسبب المؤتمر بتوحيد صف العراقيين بكافة أطيافهم بموقف وطني شجاع وشريف تكلل بإدانة وتجريم  هذا الموتمر ومن حضره.

 وبالرغم من إن الوفد الفلسطيني الكبير الذي  حظر الى كربلاء لتقديم التعازي لرسول الله (ص) بمصاب سبطه سيد الشهداء الذي لم يحضى بنفس التغطية الاعلامية التي حظي بها مؤتمر الذل والخيانة في اربيل لكن حضورهم اعطى رسالة واضحة ان القضية الفلسطينية  باقية وسيخرج الإمام الحجة المنتظر (عج) من ابناء الحسين ليحررها من قبضة الصهاينة كما يحرر بيت المقدس من براثنهم.

 هذا الوفد الذي جاء ليواسي الزهراء عليها السلام بمصاب واستشهاد ولدها الحسين بن علي عليهما السلام جاء يستمدالعزم والثبات على المباديء من سيد شباب اهل الجنة  هذا الوفد الديني من اهلنا  في فلسطين نصب سرادقه على طريق الزائرين ليقدم الخدمة لزوار سيد  الثائرين الحسين بن علي  عليهما السلام.

 وشتان ما بين الموقفين موقف الذل والعار والشنار وموكب الشموخ والتحدي لنصرة الحق ضد الباطل والتأسي بالحسين وثورته والتشرف بخدمة زواره هذا التحدي المصحوب بالحضور الميداني لمقام سيد الشهداء والثائرين  من خلال مشاركة  اعضائه  جموع الزائرين  ألذين حثوا الخطى صوب كعبة الاحرار من عراقيين وعرب واجانب لمقام الثائر العظيم الحسين بن علي "‘".

 هذا الحضور الكبير الملفت للنظر والذي غطته عدسات الاعلاميين واقلام الصحفيين من شتى  انحاء العالم هو  رسالة كبيرة مفاداها ان الثبات على الحق والدفاع عنه بالمال والعيال هو من سيذكره ويخلده التأريخ بحروف من ذهب اما مؤتمرات  الذلة والخسة والخيانة فمصيرها مزبلة التأريخ وسيكون مصير من شارك بها ومن دافع عنها بحجة عدم وجود نص قانوني يحرم التعامل مع اسرائيل من بعض دعاة القانون هو الذلة والسجن والعار والشنار ان  الجموع المليونية التي اتت من كل فج عميق بلا كلل او ملل صغارا وكبارا نساء ورجالا وحدهم في مسيرتهم المليونية حبهم لإمام الثائرين وسيد الشهداء كونه ضحى بالغالي والنفيس من أجل وثائرا من اجل ان يبقى دين جده  محمد صل الله عليه واله وسلم حيا وباقيا ما بقيت الايام  والدهور  

لقد كان الامام الحسين ولا يزال قبلة للزائرين والثائرين من كل انحاء العالم يتعلمون من منهجه ان الظلم والطغيان وكثرة الجيوش وصهيل خيلها مهما كثرت  وتعالت فانها لاتصمد  امام الحق وان انتصر شكلًا فهو انتصار زائف  وسراب وايام دولته خراب وهذا ما حصل ليزيد واتباعة  لانه على باطل والباطل لا يصمد أمام الحق.

فأي حب هذا وأي عشق هذا الذي يدفع هذه الجموع  السير على الاقدام ليس من العراق فحسب  بل من دول الجوار لا بل من كل دول العالم لتقصد كعبة الأحرار وامام المجاهدين وسيد الثائرين وسيد شباب أهل الجنة.

فالسلام على الحسين وعلى أهل بيت الحسين وعلى اصحاب الحسين  ألذين ضحوا  بارواحهم من أجل أن يبقى دين محمد (ص) صحيحًا خاليًا من الانحراف والدس والتظليل  على من ارادوا ذلك من بني  أمية 

نعم انه حب الحسين الذي جمع هذه التظاهرة المليونية لانه قدوة للثائرين والمظلومين  والسائرين على طريق الحق في كل وقت وحين معبرين عن رفضهم للظلم والظالمين  لان بني آمية موجودين في كل وقت وحين.

ان حب الحسين عليه السلام  والسير على نهجه هو من وحد العراقيين وجعلهم يتحملون الصعاب وهم يسيرون  بهذه التظاهرة المليونية التي لم  يشهد التاريخ  مثيلا لها على  مدى كل العصور  ومعهم محبو الحسين من كل بقاع العالم كونه مظلوما فانتصر ولانه قدم أعز مايملك نفسه وعيالة ليستقيم دين جده دين محمد (ص) فكانت تضحيته الكبيرة تضحية لابد منها  

ليبقى دين جده. أليس هو ( القائل ان  كان دين محمد لن يستقم الا بقتلي: يا سيوف خذيني)  وهو ما فعله الإمام الحسين الذي ضحى بعياله وأصحابه من اجل أن يبقى دين الحق دين قيم ومبادئ مستقيما على مدى العصور فالسلام على الحسين  يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيًا .

وتبا للمتخاذلين والمنبطحين والمطبعين في كل العصور.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك