المقالات

الاسقاط والتسقيط في السياسة العراقية


 

عبد الخالق الفلاح ||

 

الإسقاط والتسقيط في السياسة يحدث للأشخاص الذين يعانون فكرة متسلطة للكيد بالمقابل بالشكل الذي يريده وتعريته، ولا يرون أي مشهد في الواقع معزولاً عن آمالهم وأمنياتهم وهو مرتبطة بالتسويق للزعامات السياسية او الدينية ورجال القبائل والتجار والناشطين المدنيين وتتسع الفجوة بين المتنافسين يوما بعد آخر وتزداد حدة الخلافات والأحقاد ويتحول المتنافسون الى محاربين أشداء هدفهم القضاء على الخصوم والتنكيل بهم وسحقهم وعدم السماح لهم بإلتقاط الأنفاس لكي لا يعودوا قادرين على التأثير في المجتمع ويكسبوا المزيد من المناصرين وفي عالمنا اليوم يمكن رصد هذا الإسقاط من خلال الإعلام مع العلم ان بعض الكتل السياسية المدعومة من أحزاب حاكمة في البلاد تسعى منذ أشهر إلى شراء الصفحات المليونية أو مساحات إعلانية فيها، مقابل مبالغ ليست قليلة وتكشف الفجوة التي تعيشها هذه الأحزاب بينها وبين العراقيين الذين باتوا لا يطالعون البرامج الانتخابية والسياسية للأحزاب، ولديهم انعدام ثقة بالكتل السياسية، ما يدفع هذه الكتل للوصول إلى الناس من خلال طرق أبواب التطبيقات الإلكترونية عسى أن تؤدي إلى إحداث نوع التأثير الذي ترغب به.

الإسقاط هي حيلة لا شعورية تتلخص في أن يَنسب الإنسان عيوبه ونقائصه ، ورغباته المستكرهة ، ومخاوفه المكبوتة التي لا يعترف بها ، إلى غيره من الناس ، أو الأشياء ، أو الأقدار ، أو سوء الطالع... وذلك تنزيهاً لنفسه ، وتخففاً مما يشعر به من القلق أو الخجل أو النقص أو الذنب ويلجأ إليها الشخص كوسيلة للدفاع عن نفسه ضد مشاعر غير سارة في داخله ، مثل الشعور بالذنب أو الشعور بالنقص ، فيعمد على غير وعي منه إلى أن ينسب للآخرين أفكاراً ومشاعر وأفعالاً حيالة ، ثم يقوم من خلالها تبرير نفسه أمام ناظريه،وقد اضاف علم النفس السياسي الكثير إلى أدبيات السياسة الكلاسيكية، سواء ما يتعلق بالحروب النفسية أو الإسقاط وإنكار الواقع لها وما  أسهل التلاعب بالألفاظ وتطويعها للأحكام المسبقة باسم التحليل السياسى. وهو ظلم للغة وظلم للواقع السياسي فى آن واحد، ان المقصود به المثيرات النفسية التي تثير الرغبة في قرارة القائم بالإسقاط ، وتدفعه لممارسة هذا السلوك تجاه هدفٍ معينٍ ، وهذه المثيرات يجب أن تكون ـ في نظر القائم بالإسقاط ـ أموراً لا يحبها ، ولا يحب أن تكون فيه على الرغم من علمه بوجودها فيه و تتأتّى جاذبيّة الإسقاطات أكثر من كونها لعبة فنية وأدبية، في أنها تثير لدى المرء ضرورة اقتفاء لأحلامه، وعدم التخلي عنها تحت أي ضغط، والتصدّي لجميع محاولات تدجين وإسكاته ليمارس دورا آليا يوكل إليه، في الوقت الذي يكون العالم أمامه منفتحا على مصراعيه، والحرية تناديه كي يسعى إليها،

الملاحظ اليوم هي بروز هذه الظاهرة عند الطبقة السياسية العراقية ومع الاسف مع التنافس بين الأحزاب على تحقيق أكبر قدر من المكسب السياسية في الانتخابات البرلمانية المقبلة ، تتواصل حملات التسقيط الانتخابية على مواقع التواصل الاجتماعي و انها لاتتعامل بالمعايير المطلوبة فيما بينها سواء اعلاميا او اخلاقيا او واقعيا بل تلجا في اغلب الامر الى عمليات مبتذلة هدفها التسقيط و يأخذ مديات واسعة، لكن اللافت إن الناس صارت تفهم اللعبة وهي على علم كامل بتلك السخرية العالية فلم تعد تبالي بشيء لأن الرد سيكون جاهزا من الضحية المفترض و  المستهدفة،والربح على حساب كل طبقات المجتمع ومجتمع كالمجتمع العراقي والظروف الصعبة التي يمر بها وهو ارض خصبة لكل الفوضى وتبعاتها وبالاخص بالجانب السياسي والتسقيد يؤدي إلى دخول المجتمع بمكوناته وطوائفه وانتماءاته في دوامة خلافات وتناقضات وأفعال وردود أفعال وهذا ما يحدث في مجتمعنا العراق وخاصة في فترات ذروة الاستحقاقات الانتخابية، وهذا ما يتخوف المراقبون اليوم والمتابعون منه، الشارع العراقي في هذه الأيام يعيش بداية رواج وصيرورة ظاهرة التسقيط السياسي ذات النوايا والأبعاد الانتخابية السيئة ،ونحن نرقب ونشاهد ان اغلب الكتل والاحزاب السياسية المنضوية في العملية السياسية هي مطلية بلون من الالوان اما ديني صرف واما علماني مدني وهذان اللونان يوفران جانب ادبي واخلاقي محترم لدى من يعمل لديهما ولكن مانراه عكس ماهو مرغوب به حتى وصل الامر الى ان الغطاء الديني سمح للبعض من السياسيين الى فقدان عقيدتهم بتصرفات بائسة وطائشة وغير اخلاقية وبدؤو يبيعون اخراتهم بمجرد عرض المغريات المختلفة ، المالية او الجنسية او ماشابه من امور رخيصة فتراهم يندفعون ويتزاحمون للسبق بنيل احدى هذه المغانم التافهة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك