المقالات

لا تعجبوا فالتطبيع قديم

1335 2021-09-25

 

حافظ آل بشارة ||

 

عندما نغضب جميعا من دعوات التطبيع مع اسرائيل فذلك موقف مبدأي جيد ، ولكن هذا الموقف جاء متأخرا لأن التطبيع بدأ منذ وقت طويل ، وجرى باسلوب تدريجي ذكي وغير معلن برعاية الصهيونية والوهابية ، كانت الامور واضحة عندما بدأ العراق توثيق العلاقات مع دول الخليج الست والاردن ، وهو يعلم ان السعودية ضالعة في قتل الاف العراقيين بالمفخخات والانتحاريين ، اما الاردن فقد اسسوها اصلا لحماية اسرائيل وهي حاليا تؤوي بقايا نظام صدام والمطلوبين للقضاء العراقي ، وعمان كهف للبعثيين . وكل من الاردن ودول الخليج هي في حقيقتها اذرع لاسرائيل وهي جسور للتوسع الصهيوني في الشرق الاوسط الجديد في اطار تهويد دول المنطقة واخضاعها لاسرائيل ، فاقامة علاقات مع دول معادية للعراق معناه تطبيع مع اسرائيل خاصة وان هذه العلاقات لا تنفع العراق بشيء قط .

اما في الداخل العراقي ، فالعراق في ظل الاحتلال ليس بيده اي قرار سياسي او امني او اقتصادي ، القرار لاميركا ، وكل من الكرد والسنة ونصف الشيعة ليس لديهم مشكلة مع الاحتلال ، وهم راضون به مادام يلبي طلباتهم من الاموال والمناصب وطموحاتهم الشخصية وكل من اميركا واسرائيل كيان واحد وامة واحدة ، ومن خضع لأميركا فهو خاضع لاسرائيل ، النهج الاسرائيلي في التطبيع يعتمد فكرة اقامة علاقات ناعمة مع الشخصيات والاسر المالكة والمتنفذة في العالم العربي ، بعدها يتم الزحف داخل البلدان ، الكرد والسنة ونصف الشيعة تقودهم سياسيا زعامات عائلية وهي تفضل التطبيع وترحب به بلغة العيون ، وتقفز بخفة نحو منبر التطبيع عبر علاقاتها مع دول الخليج ، اما عشاق الحضن العربي فالمقصود به الحضن الاسرائيلي ، هنا يصبح واضحا لماذا تقود البلد شخصيات واسر عريقة ، لماذا لا توجد في هذا البلد احزاب حقيقية ، كل ذلك من اجل ان يسير التطبيع بخطوات واثقة فالزعامات العائلية تضمن امتيازاتها وحمايتها بالتطبيع مع اسرائيل ، وممالك التطبيع تريد ان يبقى العراق بلا احزاب حقيقية لأن النظام السياسي المكون من احزاب حقيقية يصعب اختراقها وتغيير سياستها .

ماذا بقي حاليا نفط العراق يصل الى اسرائيل بابخس الاثمان ، والاغذية الاسرائيلية تملأ المائدة العراقية مسوقة تحت ماركات اردنية ، والاسرائيليون مقيمون في القواعد الامريكية آمنين ، ومشروع اسكان الفلسطينيين الذين يزعجون تل اليب في العراق سيبدأ .

كيف يمكن افشال التطبيع ؟ الجواب عندما يتحرر العراق من الاحتلال ومن حكم الزعامات العائلية ويصبح سيد نفسه ويحكمه الاحرار .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك