المقالات

يحكم المواطن بالإعدام ولكن بدون جريمة؟!!

1490 2021-09-23

  عدنان جواد ||

 

بعد ان انتشرت جريمة القاتل الذي قتل زوجته وحكم عليه بالإعدام ، ولكن بعد فترة عادت الزوجة للحياة!!، ويبدو ان عدالة السماء تدخلت قبل تنفيذ حكم الاعدام ببريء او على الاقل متهم، اثارت تلك الجريمة الغريبة الراي العام، وكيف يغير الاعلام ووسائل التواصل الاجتماعي القناعات ، بل ويسقط حكومات ويستبدلها بأخرى، ويجعل البريء متهم والسارق رجل شريف في زمن انقلبت فيه الموازين، والخوف كل الخوف ان يفعل ما يسيء في الانتخابات فيفوز الفاسد والعميل ويخسر النزيه والكفوء، فهو ظهر في برنامج تلفزيوني شهر به واطلقت عليه مختلف السباب والشتائم والنعوت السيئة لانه قتل زوجته واحرقها ورمى بجثتها في الماء،  ومع الاسف  كنا نامل بسيادة القانون بعد ذهاب الدكتاتورية التي كان فيها الرفيق الحزبي، وضابط الشرطة له الحق بإجراء التحقيق وممارسة شتى انواع التعذيب للحصول على الاعتراف، والاعتراف سيد الادلة كما يقولون، فالكثير من الابرياء تم اعدامهم لمجرد شك او كلام ضد النظام او رئيسه، ويتم اظهارهم في تلفزيون السلطة الوحيد بانهم خونة وعملاء ومجرمين ومن شذاذ الافاق، ويبدوا ان الكثير من هؤلاء الضباط ورجال الامن من الزمن السابق والمتدربين على اساليبهم هم من لازالوا يديرون التحقيق في مراكز الشرطة. وحسب القانون ان المحقق العدلي والقاضي هو من يمارس التحقيق، لكن يستعاض عنه بضابط الشرطة في حالة عدم تواجده في ساعة وقوع  الجريمة، لكنها صارت قاعدة وليس استثناء، فاصبح ضابط الشرطة يمارس دور القاضي، بل ويعتمد القاضي على ماكتبه ضابط التحقيق،  هناك الكثير من الكلام على الانتهاكات والتعذيب والابتزاز في مراكز الشرطة، لكن مع الاسف لا تتحرك الجهات المختصة الا بعد وقوع الكارثة، من المعروف في التحقيق لابد من وجود جريمة وجسم للجريمة، كالجثة واثار الحرق واطلاق النار، اي العناصر المادية، اضافة لشهادة الشهود وافادة الادعاء العام، وكل هذه الامور تتطلبها المادة 406 في القتل العمد، والاعتراف ليس كل شيء، فقد يكون المتهم اعترف تحت التعذيب والتهديد، فهناك الكثيرمن الانتهاكات لحقوق الانسان في العراق، وضابط الشرطة غالباً ما يعتبر المتهم الواقف امامه مجرم حتى قبل استجوابه، الا انه بريء الى ان تثبت ادانته. جرى محاولة نقل التحقيق سابقاً من الشرطة الى المحققين العدليين لكنه فشل، وحسب القانون والمادة 333في قانون العقوبات، يعاقب المحقق او الموظف او ضابط الشرطة الذي  يمارس التحقيق، بعقوبة تتراوح مدته من 5 سنوات سجن الى 10 كل من انتزع الاعتراف بالتعذيب او ظلل القضاء في اصدار العقوبة، ولكن ما نفتقده حق البريء بالتعويض، فليس هناك قانون شرع من قبل النواب الذين يدعون خدمة الناس وانهم يمثلون الشعب وان وظيفتهم التشريع والرقابة، ولكن مع الاسف لازلنا نسير على قوانين قديمة، فاين رد الاعتبار، سمعت المتهم وسمعة عائلته، ويجب ان يكون التعويض مادي ومعنوي. ينبغي من الان حصر التحقيق بالمحقق العدلي والقاضي المختص، سابقاً كانت كليات القانون محدودة وخريجوها  عددهم غير كافي لسد النقص في مراكز الشرطة والمحاكم، اما اليوم فما شاء الله فاغلب خريجي كليات القانون في مقدمة العاطلين عن العمل، بل ويتم تعينهم في غير اختصاصاتهم، اما الجانب الثاني فيجب ان يكون هناك وعي لدى المواطن وانه يستطيع المطالبة بحقه وان يشتكي على مركز الشرطة في محكمة التحقيق، ووكيل المتهم يقيم الدعوة في محكمة البداءة على الاضرار التي لحقت بالمتهم المعنوية والمادية
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك