المقالات

تزوير الانتخابات وواقع الحال


 

ماهر ضياء محيي الدين ||

 

نعيش في بلد يسير في خط تنازلي نحو الهاوية ، وحظوظ النجاة او الامل في التغيير والاصلاح يكاد يصيح مستحيلا ، وسواء جرت انتخابات سابقة او ستجرى مستقبلا او حتى تم تزويرها ، فواقع الحال خير دليل على تقدم .

مع قرب موعد اجرى الانتخابات القادمة تتزايد المخاوف من وجود تحركات لبعض الجهات  او الجماعات تروم تزويرها ،وكانت رئيسة بعثة الأمم المتحدة (يونامي) هينيس بلاسخارت قد حذرت من مغبة تزوير الانتخابات المتوقع إجراؤها في 10 تشرين الأول المقبل، داعية واشنطن إلى زيادة عدد المراقبين الأجانب للانتخابات بما يضمن نزاهتها, ومن أجل ضمان سلامة الانتخابات المبكرة استعانت الحكومة العراقية بفريق أممي لمراقبة الانتخابات البرلمانية المقبلة للحد من حالات التزوير المتوقع حصولها بسبب سطوة الكثير من الكتل السياسية ، وفعلا قبل أكثر من خمسة أيام تقريبا ألقى جهاز الأمن الوطني القبض على عصابة لديها معدات لتزوير الانتخابات البرلمانية المبكرة، حيث لا يزال أفراد هذه العصابة تحت التحقيق ،وقد اطاحت السلطات القضائية الخميس الماضي بمجموعة من الأشخاص يحترفون الابتزاز الالكتروني، كان هدفها الأول الإعداد للتلاعب بنتائج الانتخابات القادمة وتغيير نتائجها، فيما كان هدفها الثاني الفوضى السياسية ,وفي إطار ذلك أطاحت لجنة مكافحة الفساد التي يقودها الفريق احمد أبو رغيف بالعضو السابق في مجلس مفوضية الانتخابات، مقداد الشريفي في مطار بغداد، وتناولت وسائل إعلام مختلفة أن أسباب الاعتقال تتعلق بتزوير الانتخابات بعد شكاوى كثيرة وصلت حول فساده وتزويره النتائج والأرقام لصالح جهات سياسية.

بعيدا عما تقدم ، وهي اولا خطوات جيدة لضمان شفافية ونزاهة الانتخابات لمنع حالات التلاعب بنتائجها ، لكن علينا ان نترك قضية تزوير الانتخابات القادمة ، وننظر لواقع البلد ، لأنه مراة حقيقي لواقع وحال شعب يعيش الازمات الواحدة تلو الاخرى ، والنكبات التي تزايد في ضحايانا ، واعداء الثكالى واليتامى ,  وتزداد المخاوف من قادم الايام في ظل حكم الاحزاب ، وتدخل الاخرين .  

لو فرضنا جدلا تم اجرى الانتخابات سواء كان في موعدها المقرر او تم تأجيلها ، وكانت انتخابات جيدة من حيث اجرها او نسبة مشاركتها ، وقبول نتائجها من الاغلبية ، بسبب اجراءات الحكومة ، ودعم المنظومة الدولية ، ولم يكون حالها كحال الانتخابات الاخرى  من اتهامات  التزوير ، وحالات الحرق ،وما هو معروف من الجميع  ،ووصول شخصيات وطنية وذو كفاءة وخبرة ، وخسارة ممن كانوا افي الدورات الاولى مراكزهم ،السؤال  الذي يطرح نفسه بقوة ماذا بعد ذلك ؟ ، هل سيبدأ عهد جديد في عمر الدولة العراقية ؟ وتبدا رحلة الاصلاح والتغيير في العلمية السياسية لما بعد 2003، وهل ستنهي حقبة الإخفاقات والدمار ؟ والاهم مما تقدم هل سينتهي التدخل الخارجي ؟ وهو بصراحة موضوع اشبه بالمهمة المستحيله للحكومة القادمة  والحكومات السابقة.

جواب في جملة واحدة لن يتغير حال البلد واهله ما لم تتغير قواعد اساس قيام الدولة العراقية ما بعد 2003 ،  ووضع حد جذريا للتدخل الخارجي سواء زورت الانتخابات او لم تزور ،  من اجل ان يتغير حال العراق ، والا الله يستر من قادم الايام في ظل معطيات الوضع الحالي .

                                                     

ــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك