المقالات

مارية: أليسَ الحُسين إبنُ بنت نبيِكم؟!

1514 2021-09-02

 

أمل هاني الياسري ||

 

·        نساء عاصرنَ الأئمة وعشنَ أبداً/16!

 

تبرز الحاجة لتسليط الضوء على الدور الإعلامي، بجانب الدور الرسالي الذي أدته المرأة، بواقعة الطف وما بعدها، في أنك حين تواجه حرباً تضليلة من قبل الأعداء، ليوهموا العالم بأحاديثهم الزائفة، أن مسير الإمام الحسين لكربلاء، يعد خروجاً على طاعة الخليفة كما يدعون، ولكن أن تقف مرأة ومن أصول قبطية بالضد، لتثبت للمأزومين صدق نوايا الإمام، بأنه خرج لطلب الإصلاح في أمة جده (صلواته تعالى عليه وعلى آله) ومارية بنت منقذ العبدي، هي مَنْ وقفت هذا الموقف الكبير.

شاءت الإرادة الإلهية أن تقف هذه السيدة البصرية، لتأخذ دورها في قضية الإمام الحسين(عليه السلام)، قبل إستشهاده مدركة حجم الثورة التي سيقودها، ولتعيش كربلاء خالدة على مر العصور وكر الدهور، كما أن زوجها وأولادها إستشهدوا بواقعة الجمل، مضافاً عليه أن جدها وأبوها من النصارى الأقباط، أعلنوا إسلامهم وشهدوا بيعة الغدير، وأبرز ما يميز مواقف هذه السيدة، أنها وضحت للأمة أن الحسين ليس للمسلمين فقط، بل هو تتمة رحمة محمدية علوية، نزلت من السماء للإنسانية جمعاء.

يروي المؤرخون أنها جمعت أموالاً كثيرة، وأفرغت كيساً مليئاً بالدنانير، وصاحت بأهل الكوفة: خذوا ما تريدون من المال، وإذهبوا الى نصرة مولاي الحسين، لكن عندما وصلتها الأخبار، بشأن مصرع الإمام الحسين (عليه السلام)، وسبي عياله وفرح الطاغية وأهل الشام بمقتله، بقيت جالسة عند باب دارها تردد بلوعة:لستُ أبكي لأمر لي، إنما بكائي للحسين، فقد سمعتُ أنه يستصرخكم ويستنصركم فلم تجيبوه، أوليس هو إبن بنت نبيكم؟ أليس هو إبن الزهراء والمرتضى؟ أليس هو حبيب رسول الله؟

مارية بنت منقذ العبدي سيدة من أهل البصرة، أرملة شهيد وأم لشهداء، لم تخف في الله لومة لائم، فناصرت وجاهدت في سبيل قضية الحسين وكربلاء، بأموالها، ولسانها، وبكائها، لتقف موقفاً مشرفاً، لم يستطع رجال وقوفه في زمن الطاغية آنذاك، وقد أصرت على إقامة العزاء والمآتم، وذكر مصائب آل البيت، حتى لحقت بربها راضية مرضية، لذا كلما علا صراخ لسيدة نصرانية باكية على عذابات المسيح، فلتنذكر صوت مارية النادبة على الحسين: لقد قتلتم إبن بنت نبيكم!

أروع حالة التمايز وتوزيع الأدوار بين الرجل والمرأة،هو أن يكون دورها مكملاً له، فقد كان زوجها مجاهداً، مع ولي المسلمين علي(عليه السلام)، ضد المنافقين بواقعة الجمل، حتى إستشهد مع أولاده فإكتمل العقد الولائي، بموقفها المشرف لنصرة الإمام الحسين، ولا شك أن لها موقفاً متميزاً أيضاً مع الإمام الحسن، فهما إماما هذه الأمة، وسيدا شباب أهل الجنة، لتنسج بذلك رسالة واضحة للبشرية، حول مكانة المرأة في القضايا المصيرية، خاصة وأن كربلاء من أهم عوامل بقاء الدين والعقيدة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك