المقالات

مقومات العمل السياسي في العراق


 

محمد حسن الساعدي ||

 

لا يمكن احتساب قيمة أي عمل سياسي إذا كان بعيداً عن القيم والمبادئ وآفاقها الإنسانية، لان السياسي الناجح يمتلك هذه الأدوات لكي يدافع عن مصالح شعبه  ووطنه والنهوض ببلاده ،وإذا فُقدت هذه الأدوات فيا ترى عمن يدافع السياسي وكيف سيدافع وهو لا يمتلك ابسط مقومات العمل السياسي ، فلا قيمة للعمل إذا لم يسانده الخلق والمبدأ ، لان السياسة هي فن الممكن مع الحفاظ على المبدأ ، وان أهم علامات التردي الأخلاقي تبدأ بالنظر إلى المنافسين وكأنهم أعداء وليسوا منافسين في الساحة السياسية ، وهنا برزت ظاهرة التسقيط السياسي الذي استطاع فيها المفلسون من نسج خيوط محاربة منافسيهم عبر الاتهامات الباطلة ومحاولة تشويه صورة المنافسة الشريفة .

القوى السياسية العراقية وجدت أسهل طريق لها هو لغة التخوين والتشويه ، وحيث لا يوجد مايمكن فضحه يتم اللجوء إلى الكذب والافتراء كلاً على الآخر ونسب له فعلاً ، وان البعض يتفنن في وسيلة الكذب بحيث تنطلي على اغلب الناس ناهيك عن انتشار الوسائل التواصلية التي كان لها الأثر الفاعل في النشر وإقناع الآخرين حتى لو كان كذباً وزوراً، ويأتي هذا الاستهداف فقط لأجل النيل منهم سياسياً، وإبعادهم عن جمهورهم وتسقيطهم مجتمعياً خصوصاً ونحن نقترب من استحقاق انتخابي في العاشر من تشرين الأول القادم ، وهي حرب لا تتصف بأي ذرة أخلاق ،خصوصاً مع وجود أقلام فاسدة تقود الحرب الالكترونية السائدة اليوم والتي تعد من أقذر الأساليب ،وأن شراء الذمم أمسى ظاهرة في المجتمع العراقي .

أن استهداف القوى الوطنية منها للآخر، ومحاولة إفراغ البلاد من أي صوت يدعوا إلى العقل والحكمة يستهدف من المفلسين والفاشلين الذين يعتاشون على لغة التسقيط الممنهج ، هي محاولة لإفراغ البلاد من العقول السياسية الناضجة ، واستبدالها بعقول لا تعرف سوى لغة إلغاء الآخر، لهذا فان هذا المنهج لا يمكن الاعتماد عليه في بناء وطن ، او التأسيس لبناء مؤسسات قادرة على النهوض بواقع البلد ، وان لغة الجهل والتخلف والفساد والسرقة ونهب المال العام وأملاك الدولة هي السمة الأبرز في حركتهم السياسية لأنهم كخلايا السرطان تعتاش على ما حولها لتتكاثر وتقتل جسم الإنسان بهدوء .

ــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك