المقالات

العراق وافغانستان..الأكذوبة ألأمريكية الصارخة..!


 

د. سلام الربيعي ||

 

اكذوبة التدريب والتاهيل الامريكي لجيوش الدول المحتلة من قبله.

يجب ان لايصدق اي عاقل اولبيب ولديه بصيرة، من التصديق باقوال واحاديث وكلام المحتل الامريكي انه يريد ان يبني ويعمر مايحتله من دول، لاسيما بناء القدرات العسكرية والقوات المسلحة، على اساس تدريبها وبناؤها ضمن متطلبات المرحلة بالطرق الحديثة والامكانيات العالية القتالية من استخدام الاسلحة المتطورة والتكنلوجيا المتقدمة.

توصلنا الى حقيقة مهمة وقاطعة، ان هذه الامور تستخدم للاستهلاك المحلي ولتبرير تواجد هذه القوات في الدول المحتلة من قبلهم، بدلا من تسميتهم ووصفهم بقوة عسكرية غازية ومحتلة، التزويغ اللفظي والرتوش وتجميلها بعبارات فضفاضة، توصف هذه الجيوش المحتلة بالمدربين والمستشارين لتاهيل القوات العسكرية لذلك البلد المحتل.

المعروف لدى القاصي والداني ان المدربين والمستشارين تكون اعدادهم محدودة لا يرتقي الى الالاف المتواجدة في قواعد عسكرية وثكنات كبيرة في العدة والعدد، وان يكونوا من اصحاب الرتب العسكرية العاليةوالاختصاص، وتكون اماكن تواجدهم ضمن ثكنات ومعسكرات ذلك البلد او في اماكن خاصة خارج المعسكرات.

هذادليل قاطع ولايمكن ان يبرر باي طريقة، ان اكذوبة تواجد القوات العسكرية القتالية المحتلة في العراق وافغانستان على ان تواجدها لاغراض التدريب والتاهيل ،واثباتنا لهذا هو فشل هذه القوة من تاهيل وتدريب القوات الملسحة العراقية والافغانيةوافراغها من محتوى هذا العنوان، هو سقوط محافظات العراق واحدة تلو الاخرى خلال ساعات على يد عصابات داعش.

اين التدريب وبناء القدرات للقوات العسكرية العراقية؟

اين التاهيل وتجهيز القوات العسكرية العراقية بالاسلحة والمعدات؟

الادعائات التدريبة والتاهيلية كانت كذبة وهذه نتائجها، ثم ان هنالك رسالة للحكومة والشعب مضمونها، انتم بحمايتنا وبدوننا ستكونون فريسة سهلة لاي قوة عسكرية ، لانهم استخدموا اموال العراق لبناء قدرات عسكرية وقتالية لعصابات داعش لاستخدامهم لارهاب اي مطلب باخراجهم من الدول المحتلة وهذا ماحصل بالفعل في العراق وكانت داعش وحواضنها محمية من قبل قوات دولة الاحتلال.

التجربة في العراق كانت مختلفة تماما، ولولا فضل الله سبحانه وتعالى وحكمة المرجعية الرشيدة والتفاف الشعب حولها والشرفاء من ابناء الشعب العراقي والاخوة المخلصين والشرفاء من الجمهورية الاسلامية.

استطاع الابطال من قلب الطاولة وتغيير اتجاه البوصلة نحو النصر، وافشال اكبر مخطط عالمي، يتمثل بالهمجية والبربرية التي حرقت الحرث والنسل واستباحت الحرمات، وارادت طمس كل مايمت للبلد من حضارة وتاريخ.

الفتوى العظيمة من المرجعية الرشيدة، وولادة الحشد العقائدي الذي امتثل لهذه الفتوى وقدموا الدماء والشهداء بدون مقابل، لحماية ارض العراق واعراضه ومقدساته وحرماته، واختلطت الدماء  الطاهرة الزكية، من مقاتلين الجمهورية الاسلامية ومقاتلي الحشد المقدس على ارض العراق، لتكون شعلة النصر المبين، مصداق اعتقادنا يعاد اليوم، بسيناريوا جديد وبمكان اخر هو افغانستان.

بعد انسحاب القوات الامريكية المحتلة من افغانستان، تحركت قوى الظلام الارهابية المتمثلة بحركة طالبان من بسط سيطرتها على معظم المدن الافغانية، وانسحاب وتقهقر القوات النظامية امامها بسرعة هائلة وبدون اي مقاومة تذكر، نسأل هنا اين تدريب قوات الاحتلال للجيش الافغاني؟

اين المليارات من الدولارات التي انفقت من اجل التدريب واعادة تأهيل القوات المسلحة الافغانية؟

 تعداد الجيش الافغاني حوالي 300 الف جندي انهار بسرعة كبيرة وسط ذهول واستغراب جميع المراقبين، وحتى من قبل طالبان انفسهم، وهنالك تقرير في صحيفة التلغراف البريطانية، يفيد ان الاموال التي صرفت على تدريب وتأهيل القوات المسلحة الافغانية خلال فترة 15 عام ومن الامريكان لوحدههم تقدر ب8.8 مليار دولار، هذه المليارات هدرت وصرفت في غير محلها لانها اعتمدت عدم تدريب القوات الافغانية ووضع قيادات غير وطنية ومؤهلة لقيادة الجيش الافغاني ، لغرض تنفيذ مخططاتهم، وليثبتوا للاخرين ان وجود القوات المحتلة ظرورة ملحة للحفاظ على الامن والاستقرار في هذه الدول، وانها رسالة واضحة ان هذه الدول لاتستطيع حماية بلدانها وامنها الداخلي بدون وجود القوات المحتلة.

الرئيس الامريكي جو بايدن ، يصرح يوم الثلاثاء الماضي ان الامريكان انفقوا ما مقداره اكثر من الف مليار دولار لتجهيز وتاهيل وتدريب القوات المسلحة الافغانيةخلال 20 عاما خلت.

هذا دليل قاطع اخر ملموس وعلى ارض الواقع يثبت صدق اعتقادنا،هو اكذوبة المحتل ببناء وتدريب جيوش الدول المحتلة.

وهنا اصبح واضحا وجليا بالجميع ان لايصدق اكاذيبهم مستقبلا، من خلال وجودهم للتدريب والتأهيل والتجهيز للقوات المسلحة العراقية، وتبرير وجودهم في العراق بحجة المدربين والمستشارين، على البرلمان ان يصروا ويؤكدوا على موقفهم بقرارهم باخراج قوات الاحتلال من العراق، وعلى الحكومة العراقية ان تلتزم بقرار البرلمان وقرار الشعب العراقي في الحرية والكرامة والاستقلال من قيود وعبودية المحتل.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك