المقالات

مؤتمر الجوار الإقليمي العراقي..والتدوير الإمريكي 

1659 2021-08-13

 

 قاسم سلمان العبودي ||

 

تحاول الولايات المتحدة الإلتفاف حول القرار البرلماني القاضي بخروجها من العراق ، بأي شكل من الإشكال . مره من خلال أدعائها بخطر الأرهاب الداعشي الذي يشكل خطراً على العراق ، ومره من خلال أستهداف قطعات الحشد الشعبي على الحدود ، وفي الداخل العراقي ، وأخرى من خلال أصدار عقوبات أقتصادية ( مضحكة )  على بعض القوى السياسية المنضوية تحت قبة البرلمان ، والتي صوتت على أخراج القوات الإمريكية . 

اليوم السيناريو مختلف عن السابق . وذلك من خلال أقامة مؤتمر الجوار الأقليمي للعراق ، في محاولة من واشنطن بأيهام الرأي العام العراقي بأن مشكلة العراق تكمن بدول الجوار العراقي ، في أشارة واضحة جداً صوب طهران ، بعيداً عن تواجدها الإحتلالي . 

جميع الإنظمة في العالم عندما تذهب الى عقد مؤتمرات ( لبرمجة ) مصالحها الداخلية   والخارجية ، وذلك بعد أن تحل جميع مشاكلها الإقتصادية والإمنية والإجتماعية الداخلية . بمعنى بعد أن ترتب البيت الداخلي . فما الذي ( ترتب ) في العراق من هذه الملفات التي ذكرت ، حتى يذهب العراق الى تفعيل المنظومة الإقليمية من خلال عقد هذا المؤتمر ؟ 

أذا سلمنا جدلاً بصدق النوايا ، ما هو الداعي لأستضافة فرنسا ضمن قائمة المدعوين ؟ هل أن فرنسا ترتبط أقليميا مع العراق ؟

 في ذات الوقت تستبعد فيه دمشق المجاوره من قائمة الدعوات ! نعتقد أن واشنطن بدأت بتغيير مساراتها في العراق ، آخذه بنظر الإعتبار واقعية خروجها من العراق ، لذا تحاول ترتيب جهودها بأشراك فرنسا وبريطانيا في أكمال ما بدأته واشنطن ، من رسم بوصلة العراق القادمة التي تشير بأتجاه أقامة علاقات تطبيعية مع الكيان الصهيوني ، تحت أي ظرف كان ومهما كلف الثمن . 

وهذا المؤتمر بأعتقادنا يأتي في هذا الوقت لأمرين مهمين ، الإول توهين العملية السياسية من خلال حزمة العقوبات التي فرضتها واشنطن على القوى الرافضة للإحتلال الإمريكي ، والتي تستهدف تواجدهم من خلال القصف المستمر للسفارة وبعض القواعد العسكرية ، ضناً منها أن من يدفع بهذا العمل العسكري هي الإصابع الإيرانية ، التي تضغط على واشنطن من أجل مصالحها .  

والأمر الثاني ، هو أعطاء صفة شرعية للتواجد الإجنبي غير الإمريكي مثل البريطاني والفرنسي من أجل أيهام المواطن العراقي بأن واشنطن ترعى بجدية كبرى مصالح الشعب وهذا خلاف المعلن .

  نعتقد  أن هذا المؤتمر قد فرض من الجانب الإمريكي على العراق في زيارة رئيس الوزراء العراقي الإخيرة الى واشنطن  . ربما سينتج هذا  اللقاء  تواصل أيراني _ سعودي بروتوكولي محدود  ، لكن لا نعتقد سيكون هناك أستئناف للعلاقات الدبلوماسية بين البلدين كون الملفات المختلف عليها لا زالت قائمة . 

 أن المؤتمر وأنعقاده رمزياً من أجل تكريس الإحتلال ، ولن يفضي الى مخرجات حقيقية تمس الواقع السياسي العراقي ، والخروج من أزمته الخانقة . والدليل أستبعاد سوريا التي تشترك مع العراق بملفات أمنية مهمة ، وأشراك تركيا ، صاحبة النفوذ الأحتلالي في شمال العراق ، والتي تعطل مشاريع النسب المائية للعراق ، وذلك بأشارة وتوجيه من قبل السفارة الإمريكية . 

أذن ، جميع المعطيات تذهب بنا الى نتيجه واحده ملخصها ، أن المؤتمر لا يعدو كونه سيناريو مُعد في واشنطن ، واليوم ينفذ في العراق ، بأوامر أمريكية واضحة ومكشوفة أمام الشعب العراقي .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك