المقالات

اوكسجين الانتخابات وكورونا المقاطعة !؟


 

عمر الناصر / كاتب وباحث في الشأن السياسي

 

لم يتبقى الكثير من الوقت لتدق ساعة الصفر لتعلن انذاك النفير العام تجاه المهمة المقدسة الثانية بعد ان تم تقريباً الخلاص من اهم واجب ومهمة شرعية واخلاقية انقذت البلاد والعباد من اعتى تنظيم ارهابي عرفته البشرية ، واكمالاً لمهمة الشعب المسكين وبالتزام منقطع النظير استكمالاً لمسيرة ثورة الشباب السلمية الذين ارادوا بها توجيه صعقة كهربائية لقلوب واذهان الطبقة القابضة على السلطة التي كادت على يتوقف شعورها وإحساسها بأهمية مطالب واحتياجات الشباب الثائر المشروعة ، مهمة اضافية تكمن في شحذ الهمم وبث الايجابية والامل للذهاب الى انتخابات حرة ونزيهة وشفافة تكون بوابة التغيير المرتقب التي تتطابق مع معايير ثورة تشرين النقية لا تلك التي تم شيطنتها وتلويثها من قبل بعض الاطراف المحلية والخارجية والتي اصبحت مهمة الذهاب اليها ضرورة حتمية ومسؤولية وطنية واخلاقية تقع على عاتق كل من يشعر بحقيقة الانتماء لهذه الارض الطيبة.

شعب لا يمتلك من الخيارات الكثيرة التي يسيل لها اللعاب وتمكنه من تغيير ارقام المعادلة السياسية سوى بالحلول السلمية والمشاركة الفعلية والحقيقية في الانتخابات القادمة، بينما في الجانب الاخر يقابل ذلك احزاب سياسية قابضة على السلطة استطاعت ان تمد جذورها لعمق الاستحواذ السياسي ولديها كل الخيارات ابتداءاً من الجمهور المحتكر الى النفوذ والمال السياسي.

التجربة الديمقراطية الفتية وصلت اليوم لسن التقاعد قبل ان تصل الى سن البلوغ بل هي في منعطف خطير ومنحنى لا يحتمل المغامرة باجتهادات خاطئة لاننا قريباً سنجد امامنا اما عملية تحول ايجابية وتغييرات محورية او الوصول لنقطة اللاعودة وكسر العظم الذي سبق وان حذرنا من الوصول اليه في السابق ، خصوصا اذا لم يكن لصوت الشعب القرار الفصل ليبدأ المبارزة السياسية بجيل جديد قد فتح عيناه على حلمً ضائع ووطن مسروق، جيل استطاع ان يلطم افواه الفتنة ليكتم على انفاس الغربان التي راهنت على تفتيت البنية والنسيج المجتمعي لكي يدقوا الاسفين بين طبقات شغاف القلب الواحد، جيل هو اكثر الاصوات ارتفاعاً واكثرها تضحية واكرمنا

·        ايمانا وجوداً بالنفس التي هي اسمى غاية الجودِ.

لقد بات المشهد اكثر سخونة وحساسية من ذي قبل وكلما اقترب موعد الانتخابات كلما ازداد وطيس المعارك وتقسيط الخصوم السياسيين كأننا في ساحة حرب حقيقية لكنها غير معلنة ينقصها فقط فوهات البنادق ورائحة البارود وازيز الرصاص، في المقابل يوجد تنصل واضح وكبير لاغلب اصوات العقلاء والحكماء من الاغلبية الصامتة ممن تهمهم تغليب المصلحة الوطنية على جميع الاعتبارات والميول الاخرى لاجل وضعها فوق كل الاعتبارات حتى وأن كانت لا تتناسب مع الاهواء الشخصية تضحية وفداء للصالح العام.

في الجانب الاخر اصبح غياب بعض وسائل الإعلام وانقسامه على نفسه من ضمن الأيديولوجيات السياسية اللي تحرك بعض القنوات الإعلامية التي تبث رسائل مبطنة للناخبين تبث السلبية عن طريق ترويجها بأن هنالك جماهير محتكرة لشخصيات سياسية وحزبية معينة تحسم نتائج الانتخابات فلا داعي للمشاركة على الرغم من انها قد اثبتت فشلها في الماضي لكنها تود الرجوع لتسنم مقاليد لسلطة ، في وقت وجود قنوات حيادية مستقلة تعد على أصابع اليد لا يؤثر صوتها الا على الدوائر الضيقة والمحيطة بها لكونه اصبح موضوع تحشيد الرأي العام تجاه أي قضية محورية هو الشغل الشاغل لأغلب الأحزاب السياسية المشاركة في العملية السياسية في ظل وجود محاولات لصرف نظر الجمهور عن القضايا الحساسة والمفصلية الاهم .

مثلما كان هنالك شعور بالمسؤولية وتحشيد عالي وتفاؤل كبير ومشاركة واسعة في اول انتخابات تشريعية بعد التغيير والقياس مع الفارق طبعاً ينبغي اليوم حث الجميع على ان نشر الايجابية لإيجاد وخلق استراتيجية جديدة ‏من اجل تغيير واقع مرير وكابوس جثم على صدر الشعب سنين طويلة ومن اجل كبح جماح الفاسدين وقطع الطريق امام الطفيليات والوصوليين الذين يودوا ان يتسنموا المناصب الحكومية مرة اخرى اذا اختار الشعب حقاً خيار المشاركة الفاعلة في الانتخابات .

لقد حانت الفرصة لانجاح العملية الانتخابية من اجل تعظيم موارد الدولة ‏وخفض النفقات وإيجاد مصادر دخل إضافية بديلة عن النفط وتغيير الوجوه  المستهلكة التي جثمت على صدور العراقيين سنين طويلة من اجل العمل على صعود كفاءات صادقة ونزيهة ووجوه جديدة بإمكانها ان ترتقي بالبلد إلى مصافي المجتمعات المتحضرة ، ولابد لنا قبل ذلك من تهيئة الأجواء السياسية وإيجاد المشتركات الجادة لغرض تهيئة بيئة انتخابية ملائمة بعيدة عن تأثيرات السلاح المنفلت والنفوذ والمال السياسي او لغات الترغيب والترهيب التي تعودنا على سماعها سابقاً من أجل الوصول إلى تفكير المواطن وتخطي أهم العقبات التي تعرقل مسيرة العملية السياسية من خلال ‏تكثيف الحوارات ونبذ ألانا ونبذ الذات .

 

انتهى …. ‏

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك