المقالات

هل ستنفذ أمريكا وحلفائها تهديداتها ضد إيران؟!

1716 2021-08-06

 

🖋️د.علي الطويل ||

 

قبل الحديث  في هذا الموضوع ، فإنه صار بديهيا لدى المتابع للصراع الأمريكي الإيراني ومنذ انتصار الثورة الإيرانية والى اليوم ان يلاحظ مستوى الحنق والحقد الذي يتصف به سلوك الاستكبار العالمي ضد الجمهورية الإسلامية التي يرى انها أصبحت والى الأبد خارج طموحاتهم  واحلامهم في الهيمنة ، خاصة وانها تحت قيادة علمائية تمتلك من البصيرة ما يجعلها تتنبا بخطط العدو وتحركاته قبل حدوثها بزمن ليس بالقصير ، لذلك تستبقه بخطط مضادة ، وتحصينات تكسرت عليها كل الاستهدافات والهجمات العسكرية والسيبرانية والحصار الاقتصادي والفتن المذهبية والعنصرية التي حدثت طول هذه السنين ،

كما أن ثمة بديهية تتكرر بعد كل فوز للاصوليين وعلى مدى السنوات الأربعين الماضية ، وهي القيام بحرب نفسية شديدة  وحملات اعلامية تسقيطية ضد شخصية الرئيس الفائز  ، خاصة إذا كان حازما ومبدئيا وملتصقا بمشروع الولاية ومطيعا لقيادته ، ففي هذه الحالة لايدخر الاستكبار مناسبة او غير مناسبة لمحاولة النيل منه وتشويه سمعته او الضغط عليه عسى أن يحصلون على تنازلات او في الاقل يفتتون عزمه واندفاعه،

وعندما فاز السيد ابراهيم رئيسي بانتخابات رئاسة الجمهورية الإسلامية الاخيرة لم يكن هناك استثناء بالموقف الأمريكي والعربي اتجاهه ، وذلك  ككل مرشح اصولي ذا عزيمة وولاء واخلاص، فراحت وسائل الإعلام الغربية والعربية المتماهية مع المشروع الأمريكي في المنطقة ، تكيل له الاتهامات ، وفي هذه المرة راحوا ابعد من ذلك في موقفهم تجاه هذا الرئيس الجديد لتصل الأمور حد التهديد باستخدام القوة ، وكلما زادت وتيرة الحرب النفسية وحملات التسقيط الأمريكية البريطانية الإسرائيلية ومن تبعهم ،فذلك دلالة على  الاحباط الذي يعيشه هؤلاء ويأسهم من تليين موقف الجمهورية الإسلامية تجاه القضايا المختلفة ،

لذلك فإن التهديدات الأمريكية البريطانية الإسرائيلية الاخيرة ماهي إلا زوبعة فارغة وجعجعة لحفظ ماء الوجه اولا وثانيا للضغط على إيران وترهيبها لغرض العودة للمفاوضات النووية ،التي شعر الامريكان أن إيران غير مهتمة بالعودة إليها خاصة بعد ترك ممثلها طاولت الحوار دون أن يحدد موعدا للرجوع إليها  .

فامريكا وبريطانيا لازالت ذاكرتهم تحتفظ بألم وقسوة حادثة طبس بالنسبة لامريكان في الثمانينات ،وإنزال الدرون المتطورة من قبل الإيرانيين، وقصف قاعدة  عين الأسد ليس ببعيد عن ذاكرتهم أيضا ، اما البريطانيون فإن عملية أسر جنود البحرية وسفينتهم في الخليج كافية لان تعيد في ذاكرتهم  مستوى الذل الذي وقعوا فيه وقتذاك، لذلك فإن تحويل التهديدات إلى عمل حربي هو من الأمور التي لاتدعمها والوقائع على الأرض، والتي تشير إلى تفوق الجمهورية الإسلامية وانتصارها في اي موقعة ممكن ان تقع وذلك لعدة عوامل عسكرية واستراتيجية ،إضافة إلى الموقف السياسي الحرج الذي يعيشه ساسة أمريكا لتخلفهم عن تنفيذ وعودهم الانتخابية خاصة فيما يتعلق بايران ، وأما إسرائيل فانها تعلم جيدا أن اي ضربة توجه لإيران فانها ستواجه برد حازم يزلزل وجودها ، لذلك فانها تبحث عن فرصة لخلط الأوراق وتحشيد القوى العالمية لفعل ما ضد إيران، وقد ترتكب حماقة محدودة ولكنها ستكون حتما القشة التي قصمت ظهر البعير بالتاكيد، فالجمهورية الإسلامية اليوم هي في أقوى حالاتها خاصة وأن سلطاتها الان في أكثر ا

أوقاتها  انسجاما، وشعبها قد اختار من شعر أن بيده حلول لمشاكل البلاد ، لذلك فإن التحام الشعب مع قيادته سيكون اول علامات النصر في حال أن واجهت الجمهورية الإسلامية اي عدوان من هؤلاء ، وأن كان ذلك مستبعدا للعوامل أعلاه ، ولكن مع ذلك فجهوزية إيران في أعلى حالتها .وانها لن تكون الا منتصرة في أية مواجهة قادمة .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك