المقالات

الصدر..بين الممانعة والرضوخ

1493 2021-07-15

 

🖋  قاسم سلمان العبودي ||

 

المتابعين للشأن السياسي العراقي ، يرون بوضوح الخط البياني الصدري في العملية السياسية مابين  صعود ونزول . على مر الأعوام التي تلت عام ٢٠٠٣ ، كان السيد الصدر ، وتياره قد مر بمراحل متعددة ، أبتدئها مقاوماً للمحتل  الإمريكي ، ومن ثم مشارك في العملية السياسية ، وهناك مؤشرات كثيرة على أداء نوابه  تحت قبة البرلمان ، وعلى التيار  بأكمله .

اليوم السيد الصدر ، أعلن بكل وضوح أنسحابه من الإنتخابات القادمة في خطاب متلفز ، بث من النجف الإشرف ، وقد حظى خطابه بأهتمام أعلامي كبير ، لما ورد فيه من مؤشرات خطابية لم تفاجيء الأوساط الأعلامية ولا حتى السياسية بقدر تفاجيء الرأي العام الشعبي العراقي . والسؤال هنا ، ماذا أراد الصدر بهذا الإنسحاب ؟ 

بأيجاز ، نرى أن السيد الصدر أراد أرسال رسائل متعددة من خلال هذا الإنسحاب الغير مفاجيء لنا والذي كنا نتوقع منه مفاجئه ، ربما لم تكن على مستوى الإنسحاب  من الإنتخابات .

 بعد سلسلة خطاباته التي صرح بها خلال الإسابيع الماضية من أن هناك من يحاول أغتياله ، وأن بعض السياسيين أعتبر وجوده ، أي الصدر ، عِبء على العملية السياسية من خلال تذبذب السلوك السياسي لدى هذا التيار الذي يتمتع بشعبية كبيره في الداخل العراقي ، وحقيقه هذا هو الرهان الكبير الذي طالما راهن به السيد مقتدى الصدر بقلب أوراق العملية السياسية في أي وقت يشاء . السؤال هنا ما هي الرسائل التي بعثها الصدر من خلال هذا الإنسحاب ؟

♦️  أولاً ، أن القواعد الشعبية للتيار الصدري أخذت بالأنحسار ، بعد أن بات من المسلمات أن الصدر يقف خلف رفع قيمة صرف الدولار وأن الحيف الأقتصادي قد أرهق المواطن كثيراً ، وأن  الأنتخابات ربما لن تفرز له مقاعد تؤهله للوصول الى رئاسة الوزراء التي أصبحت أمنية صدرية .

♦️ ثانياً نعتقد أن الإخفاق الكبير بتقديم الخدمات في وزارة الكهرباء والصحة ، واللتين تحسبان على الصدر بكل حيثياتها ،وآخرها أحتراق المرضى الراقدين في مستشفى الإمام الحسين ( ع ) في محافظة ذي قار ، وقبلها مستشفى أبن الخطيب ، في أبشع صوره قدمت للعالم من خلال مصيبة  ( حفلات الشواء ) التي هزت ضمير الأنسانيه على امتداد المعمورة . علماً أن هاتين الوزارتين بلا وزراء لأنهما أستقالا بعد الهوان الذي لحق بالمواطنين جراء النقص الحاد في تجهيز البنى التحتية المطلوبة .

♦️ ثالثاً ، أعادة الخارطة الإنتخابية في مخيلة الجمهور الصدري ، الذي قرر عدم التصويت للمرشحين ، الذين تحوم حولهم شبهات كبيرة من الفساد ، وجُلهم له ماضٍ سيء ، وخصوصاً في ما يسمى اللجان ( الإقتصادية ) الغير شرعية ، والتي أصبحت من المسٌلمات الصدرية ، والتي بات الكل يعرفها ويعرف من يقف خلفها .  ربما أعادة التموضع والتخندق أمام الجمهور الصدري ، هي من جعلت هذه الرسائل ، تخرج للجمهور في هذا المفصل الحساس من تأريخ الإزمة الخانقة التي تعصف بالعراق . أجمالاً نرى إن السيد الصدر بخطابه اليوم قد هرب الى الأمام للتنصل من المسؤوليات التي عصبت برأسه ورأس تياره .

على مستوى الإمنيات ، نتمنى أن يعود السيد الصدر عن قرار الإنسحاب ، ولكن على طريقة ترتيب البيت الشيعي وذلك من خلال أجراء مصالحة كاملة مع باقي التيارات والأحزاب الإسلامية  المشاركة في العملية السياسية ، وخصوصاً دولة القانون ، والفتح . نعتقد بهذه العودة ، وهذا الإنفتاح على الآخرين ستتشكل الكتلة الإكبر تحت قبة البرلمان ، وسيكون أخراج المحتل الإمريكي منوطاً بهذه المصالحة ، التي تحتاج الى قرار جريء من لدن السيد الصدر ، وبهذا يغلق الباب على من يحاول دق أسفين البغضاء بين المكون الواحد ، وخصوصاً هناك تخندق لشركائنا في الوطن ، والذين لايروقهم التوحد تحت خيمة المواطنة .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك