المقالات

الصدر..بين الممانعة والرضوخ

1422 2021-07-15

 

🖋  قاسم سلمان العبودي ||

 

المتابعين للشأن السياسي العراقي ، يرون بوضوح الخط البياني الصدري في العملية السياسية مابين  صعود ونزول . على مر الأعوام التي تلت عام ٢٠٠٣ ، كان السيد الصدر ، وتياره قد مر بمراحل متعددة ، أبتدئها مقاوماً للمحتل  الإمريكي ، ومن ثم مشارك في العملية السياسية ، وهناك مؤشرات كثيرة على أداء نوابه  تحت قبة البرلمان ، وعلى التيار  بأكمله .

اليوم السيد الصدر ، أعلن بكل وضوح أنسحابه من الإنتخابات القادمة في خطاب متلفز ، بث من النجف الإشرف ، وقد حظى خطابه بأهتمام أعلامي كبير ، لما ورد فيه من مؤشرات خطابية لم تفاجيء الأوساط الأعلامية ولا حتى السياسية بقدر تفاجيء الرأي العام الشعبي العراقي . والسؤال هنا ، ماذا أراد الصدر بهذا الإنسحاب ؟ 

بأيجاز ، نرى أن السيد الصدر أراد أرسال رسائل متعددة من خلال هذا الإنسحاب الغير مفاجيء لنا والذي كنا نتوقع منه مفاجئه ، ربما لم تكن على مستوى الإنسحاب  من الإنتخابات .

 بعد سلسلة خطاباته التي صرح بها خلال الإسابيع الماضية من أن هناك من يحاول أغتياله ، وأن بعض السياسيين أعتبر وجوده ، أي الصدر ، عِبء على العملية السياسية من خلال تذبذب السلوك السياسي لدى هذا التيار الذي يتمتع بشعبية كبيره في الداخل العراقي ، وحقيقه هذا هو الرهان الكبير الذي طالما راهن به السيد مقتدى الصدر بقلب أوراق العملية السياسية في أي وقت يشاء . السؤال هنا ما هي الرسائل التي بعثها الصدر من خلال هذا الإنسحاب ؟

♦️  أولاً ، أن القواعد الشعبية للتيار الصدري أخذت بالأنحسار ، بعد أن بات من المسلمات أن الصدر يقف خلف رفع قيمة صرف الدولار وأن الحيف الأقتصادي قد أرهق المواطن كثيراً ، وأن  الأنتخابات ربما لن تفرز له مقاعد تؤهله للوصول الى رئاسة الوزراء التي أصبحت أمنية صدرية .

♦️ ثانياً نعتقد أن الإخفاق الكبير بتقديم الخدمات في وزارة الكهرباء والصحة ، واللتين تحسبان على الصدر بكل حيثياتها ،وآخرها أحتراق المرضى الراقدين في مستشفى الإمام الحسين ( ع ) في محافظة ذي قار ، وقبلها مستشفى أبن الخطيب ، في أبشع صوره قدمت للعالم من خلال مصيبة  ( حفلات الشواء ) التي هزت ضمير الأنسانيه على امتداد المعمورة . علماً أن هاتين الوزارتين بلا وزراء لأنهما أستقالا بعد الهوان الذي لحق بالمواطنين جراء النقص الحاد في تجهيز البنى التحتية المطلوبة .

♦️ ثالثاً ، أعادة الخارطة الإنتخابية في مخيلة الجمهور الصدري ، الذي قرر عدم التصويت للمرشحين ، الذين تحوم حولهم شبهات كبيرة من الفساد ، وجُلهم له ماضٍ سيء ، وخصوصاً في ما يسمى اللجان ( الإقتصادية ) الغير شرعية ، والتي أصبحت من المسٌلمات الصدرية ، والتي بات الكل يعرفها ويعرف من يقف خلفها .  ربما أعادة التموضع والتخندق أمام الجمهور الصدري ، هي من جعلت هذه الرسائل ، تخرج للجمهور في هذا المفصل الحساس من تأريخ الإزمة الخانقة التي تعصف بالعراق . أجمالاً نرى إن السيد الصدر بخطابه اليوم قد هرب الى الأمام للتنصل من المسؤوليات التي عصبت برأسه ورأس تياره .

على مستوى الإمنيات ، نتمنى أن يعود السيد الصدر عن قرار الإنسحاب ، ولكن على طريقة ترتيب البيت الشيعي وذلك من خلال أجراء مصالحة كاملة مع باقي التيارات والأحزاب الإسلامية  المشاركة في العملية السياسية ، وخصوصاً دولة القانون ، والفتح . نعتقد بهذه العودة ، وهذا الإنفتاح على الآخرين ستتشكل الكتلة الإكبر تحت قبة البرلمان ، وسيكون أخراج المحتل الإمريكي منوطاً بهذه المصالحة ، التي تحتاج الى قرار جريء من لدن السيد الصدر ، وبهذا يغلق الباب على من يحاول دق أسفين البغضاء بين المكون الواحد ، وخصوصاً هناك تخندق لشركائنا في الوطن ، والذين لايروقهم التوحد تحت خيمة المواطنة .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك