المقالات

السياسي الفيلي ..الوعي والإدراك بالمسؤولية


 

عبد الخالق الفلاح ||

 

الكورد الفيليون  مقبلون على مرحلة اخرى على أعقاب مرحلة سابقة وتجربة خلقت أمامهم واقع مر ومؤلم  ،  ولا يوجب الرجوع بالزمن , وعلينا ان نستوعب ان الماضي قد مر فعلا ، وصار تاريخ ، تؤخذ منه العبر والدروس ، وأن التغيير لا محالة ، والوقوف في وجه عجلة التغيير مضيعة للوقت والجهد ، وتأخير للوصول للأفضل ، لان الأفضل هو تجاوز كل معوقات الماضي ومآسيه ، والأكثر سوءا حتى من الماضي نفسه هو الذي يريد ان يعيد ذلك الماضي ، مستخدما أدوات مثخنة بثاراته واحقاده وكراهيته ، ويعتقد أنها الأفضل و المخلص لقضيته.

السنوات التي مضت في ظل التغييرلم تنجز فيها المنظمات و الاحزاب والقوى والتجمعات والتيارات والتي تتحدث باسمهم وخلال فترة 19 عاما اي منجز والذي أنجز كان من الغير الفيلي  او جهود فردية نكن لها كل التقدير والاحترام من المكون نفسه وعلى رأسهم الاخ الفاضل فؤاد علي اكبر باني مشروع نصب الشهيد الفيلي  وهم في الحقيقة قلة ويتقدم في الإخلاص المواقع الالكترونية المختلفة التي منفكت في نشر ما يهم هذا المكون المظلوم والوقوف الى جانبه، حتى ظهرت حالة من التململ والتضجر لدى هذا المكون الصابر والمحتسب ، و يشعرون بالغبن وغمط الحقوق وضياع المستقبل، مقابل مجموعات تتمتع بالامتيازات، وتتلاعب بالاموال، وتكدس الذهب والفضة، وهناك بطون تبات جائعة ولا تجد ما تأكله ، اضف الى هذا حجم الخراب والدمارالنفسي، والفقر والبطالة، وآلاف الأيتام والارامل، وغير ذلك دون معيل ، واقول لم تنجز شيء يبقى في ذاكرتهم غير الحسرة والآلم..وشيوع نهب والبطالة و تراجع مريع في أغلب مضامين حياتهم التي تشاهدها في مناطقهم ومحلاتهم لترى البؤس والحرمان مرسوم على وجوههم وثيابهم .

 ان " منظمات "الكورد الفيلية لو حافظوا على  حقوقهم وحريتهم وعزتهم  وأدَّت تلك المسميات التي تتحرك بأسمهم  وظائفها على أكمل وجه وبلا تقصير، لما عاش المكون اليوم الوصاية والتشرذم الذي هم فيه، إنني دائمًا ما أقدم خالص احترامي للأجداد وأحاول أن أذكرهم بالخير دائمًا لانهم للحقيقة كانوا بنات للخير ، إلا أنني حين أنظر إلى ما يتعرض له الفيليون اليوم من وصايات بعضها فوق بعض لا أستطيع منع نفسي من عتابهم بعض الشيء؛ لانهم عجزوا عن قراءة الواقع الذي هم فيه الان،  بينما هذه المسميات لم تنزع ثوب الطاعة والولاء ووثنيتها بما يتناسب مع أفكارهم ومصالحهم  وإن أضخم مشروع لا زلنا نتلمس الطريق إليه منذ سنوات هو مشروع بناء الإنسان الفيلي الذي يشعر بالانتماء للغته وثقافته وتاريخه وهو اول الطريق بعد سنوات التغيب والعذابات والتهجير والابعاد والقتل و التشرذم ولم تنجزسوى الأعمال غير المجدية التي أصابة حياتهم بالشلل والعوز والفقر ومحاولة تكريس الوصاية القسرية الزائفة عليهم و يتعرضون للمؤامرات والدسائس ، ويحاول من يحاول ان  يؤذيهم من خلال التوظيف السلبي لقضاياهم و ابتزازهم بدل تدوير الظروف لمصلحتهم كليا ليساهم في نقل حياتهم وخروجهم من الظرف الاستثنائي الذي هم فيه الى مستقبل اجمل وارحب، مما أفرغ ألامل الذي  كانوا ينشده من عملية التغييرالذي حصل بعد عام  2003 وسقوط الصنم وزبانيته وهم منقسمون ولا يستطيعون تأسيس حركة لهم بشكل واع واختيار حقيقي حر ، وليس مجرد آليات ومظاهر المشاركة كما لاحظنها في المراحل الماضية ، أن الخيبات ما انفكّت تتوالى، لمّا بدا أن التنافس بين هذه المسميات، تتناسل من بعضها أحيانا، وأخرى تولد لكي تموت، في غالبية تمثيلاته ووقائعه، لا يتعلق ببرامج وخياراتٍ سياسيةٍ واجتهاداتٍ معنيةٍ بالواقع وتحدّياته الثقيلة، وإنما هي الاستقطابات والأوهام والاصطفافات التي تقف على سوء الظن ، من دون إدراك جسامة المسؤوليات والرهانات، بل وأيضا من دون اكتراثٍ بتطلّعات الفيلين وأشواقهم وحاجياتهم ومطاليبهم الملحّة وذلك بسبب النزاعات والخلافات والمأرب الشخصية ،بدلاً من التقدم لإدارة هذه المرحلة ، والنخب والساسة في أماكنهم وعلى مواقفهم القديمة. بل بدا واضحاً أن تلك النخب، ورعاتها هم من  تواطأوا ضد مصالح امتهم، كأن الأمر توزيع مغانم وأدوار، ليس للامة فيها نصيب. لذا، ليس مستغرباً أن يستمر الالم الشعبي، وهم يدركون ذلك جيداً، والأغرب أن هذا بذاته يدفعهم إلى المزيد من التواطؤ والارتباط بحزم في مواجهة شعبهم، وهم بات مصيرهم واحداً، ويعيشون كلٌ بوجود الآخر.. بامتهان هؤلاء سياسة الخداع ، مقصوراً على تلك النخب المستعدة للتحالف مع من يحكم، أياً كان. إذ يتعايشون من ذلك الدور الوظيفي في سياقه مؤسساتهم، داخل منظومة الحكم، الطفيلي في جوهره ومدلولاته الاجتماعية والإنسانية. لقد بات  كلُّ شيء في مجتمعنا يفسّر على أنه سياسي ، بيد أنه بعيد تماماً عن العمل السياسي المرتبط بمفهوم المصلحة العامة. ومن ثمَّ، الإصلاح الحقيقي يبدأ من خلال المفهوم المرتبط بالمصلحة العامة، وليس مصلحة الشخصيات ولا الجماعات التي تمارسها عملياً بعناوين التغالب والغنيمة ولا يمكن للسياسة أن تجسد مفهوم المصلحة العامة إذا كان العمل فيها وممارستها يجري على أساس تقاسم مغانم ، ويهمين على المجال العام فيها جماعات تملك المال بحلالها وحرامها  بطريقة لا يعلمها إلأ الله، لأنَّ ذلك سيحول كل فعل وممارسة سياسية لخدمة مصلحة مجموعة معيّنة، ولا يخدم مصلحةً عامّة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك