المقالات

واشنطن تجعل من أفغانستان قنبلة موقوتة


 

عباس شاكر الموسوي ||

 

لا يخفي على الجميع أين ما حلت الولايات المتحدة الأمريكية حلت المشاكل والفوضى والإرهاب وتظهر مؤامراتها ضد الآخرين حتى تستغل الفرص المناسبة لها

فعندما دخل الإتحاد السوفيتي إلى أفغانستان في عام ١٩٧٩ وأصبح النظام شيوعيا فيها وبنفس العام نجحت الثورة الإسلامية في إيران ضد أكبر و أقوى نظام حليف لواشنطن في المنطقة بدأت تتغير اللعبة وقلقت واشنطن ولابد لها من التدخل كي تردع التوسعة السوفيتية في المنطقة أولا ثم تتوجه لمعالجة النظام الإسلامي في إيران

حيث دعمت واشنطن المقاتلين في أفغانستان عام ١٩٨٥ عندما كان ريغان رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية بالأموال والسلاح وفرضت على الرياض المساهمة في ذلك أضافة إلى تجنيد آلاف المقاتلين العرب للقتال بعد التشجيع من رجال الدين الوهابية في السعودية ونشر فتاويهم وحثهم في المساجد للجهاد في أفغانستان . وفي عام ١٩٩٦ سيطرة حركة طالبان على كابول ومعظم المدن الأفغانية بعد انسحاب السوفيت عام ١٩٨٩ وفيما بعد تمردت طالبان على واشنطن وقد صرحت هيلاري كلينتون إن القاعدة الذي صنعناها بالأمس اليوم نقاتلها !

وهذا ليس بغريب على واشنطن تصنع عملاء وعند انتهاء المهمه تتخلص منهم

حيث اتخذت من القاعدة ذريعة لاحتلال أفغانستان خصوصا بعد استهداف برجي التجارة في نيويورك عام ٢٠٠١ سرعان ما غزت الولايات المتحدة الأمريكية أفغانستان لزيادة نفوذها بالشرق الأوسط ولأن لأفغانستان موق إستراتيجي مهم جدا في المنطقة ولكن بعد نحو عقدين من احتلال أفغانستان لم تحقق غايتها واشنطن فقد عادت روسيا امجادها من جديد وتطورت قدراتها العسكرية والإقتصادية والسياسية وكذلك لم تمنع إيران تقدمها ونشر نفوذها بالمنطقة ولم ترعب الصين ولم تمنعها من تقدمها العسكري والإقتصادي لذلك علنت خطة لإنسحاب قواتها كليا ولم تقضي على الإرهاب الذي احتلت أفغانستان من أجله.

بعد انسحاب معضم القوات الأمريكية في يونيو الماضي سرعان ما زادت نشاطات حركة طالبان التي وقعت إتفاقية سلام مع واشنطن في العام الماضي اي بعد حرب استمر نحو ١٨ عام بين مقاتلين طالبان والقوات الأمريكية ولكن هل جاءت هذه الإتفاقية من اجل السلام فعلا أم هناك نوايا خفية لواشنطن وما السر وراء زيادة نشاطات حركة طالبان و احتلالها لعدة مناطق من البلاد .

لا نستبعد إن واشنطن أعطت الضوء الأخضر لطالبان للسيطرة على البلاد أعتقد أن الغرض من ذلك هو

 أولا انشغال موسكو بالوضع وبذلك يخف الضغط على الموقف الساسي والعسكري في سوريا.

ثانيا فتح باب لشغل طهران في أفغانستان خصوصا بعد هجوم طالبان على أغلب المناطق الشيعية و أيضا لفك الخناق عن الشأن السوري الحالي حيث أن لطهران دور قوي لمساندة نظام الأسد ودعمها لفصائل شيعية تقاتل في دمشق مثل لواء فاطميون الأفغاني وغيره

ويشمل ذلك فك الخناق عن ضرب القوات الأمريكية في العراق من قبل الفصائل المدعومة إيرانياً ولا نسثني من ذلك تقليل الضغط على إسرائيل من المقاومة في فلسطين.

ولا يستبعد المشهد من انشغال الصين وابعادها من القضية السورية أضافه الى ذلك بعُد كبير لفشل مشروع طريق الحرير.

لكن ما سينتج من ذلك أتوقع ستكون هذه الخطوة لفائدة إيران أيضا فلا شك سيتشكل فصيل مسلح كبير مدعوم إيرانياً اي شبه تجربة الحشد الشعبي العراقي في أفغانستان وهذا يخدم مصالح طهران ونستبعد زج قوات إيرانية للأراضي الأفغانية لان أفغانستان أرهقت جيوش كل من يدخلها حتى سُميت مقبرة الإمبراطوريات وإيران تعرف ذلك جيدا.

ومن المؤكد سيكون تدخل روسي للحفاظ على استقرار المنطقة وكذلك لا تقف بكين متفرجة على الوضع الذي يؤثر على حدودها ومصالحها الإقتصادية. وهنا سيكون تدخل لباكستان ولكن سيكون من جانب طالبان كما تكون معبر وحلقة وصل بين السعودية والإمارات وحركة طالبان.

تركيا الذي صرحت بأنها قادرة على حماية مطار كابول الدولي الذي يتواجد نحو ٥٠٠ مقاتل من جنودها من حلف الناتو في كابول ولكن اشترطت الدعم اللوجستي والسياسي الأمريكي وهذا سيتناقض مع الإتفاقية بين واشنطن وطالبان الذي اشترط الطرف الآخر خروج القوات التركية من الأراضي الأفغانية وهذا سيؤدي إلى توتر كبير بين تركيا وطالبان . ولا يستبعد المشهد من تدخل هندي في القضية لأنها حتما تكون إقليمية. 

وبالأخير سيتنافس ثلاث أقطاب المتصدر الأول هي إيران التي تربطها حدود مشتركة كبيرة أضافه إلى ربط عقائدي كبير ولاشك تحصل دعم صيني لضمان وحفاظ على مشروع طريق الحرير ، و روسيا الذي تربطها علاقات وسياسات وثقافات قديمة مع أفغانستان ، وباكستان الذي تربطها حدود كييرة مشتركة وربط ديني وقومي وكذلك تعتبر حلقة الوصل للخليج وطالبان .

وتبقى هذه مجرد قراءات لا نعتمد عليها كليا لأن السياسة والمصالحة خداعة لاسيما وجود الولايات المتحدة الأمريكية في القضية

ــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك