المقالات

من مآسي (الزمن الجميل) مشهد لعوائل الدجيل

1574 2021-07-07

 

✍🏻 : د. عطور الموسوي ||

 

حادثة ختان الاطفال في سجن ابي غريب والحاجة السجينة بدره حاجم حسن (ام فارس) رحمها الله..

اعتقلت عوائل بأكملها من قضاء الدجيل بعد ان زارها الطاغية المقبور صدام في8/7/1982..

تلك الزيارة المشؤومة التي جرت على هذه المدينة ويلات حين اعتقلت العوائل وهدمت بيوتهم وجرفت بساتينهم المثمرة بأنواع الثمر لتصير اثرا بعد ان كانت جنان الله في الارض..

من هذه العوائل امرأة قدمت اربعة شهداء هم فارس ومحمد واحمد وعباس ، فشابهت مولاتنا ام البنين بصبرها وقوة ايمانها ..

يسجل لها التاريخ موقفا في ذلك الزمن المرعب حيث اعتقلوهم وصبوا عليهم جام غضبهم صاحت أم فارس بصوت نقي كنقاء بيئتها الخضراء وبشجاعة الحرة التي لا تخشى الا الله :

"ادري راح يطول بقائنا هنا واولادنا راح يفوت عليهم وكت الطهور ..

ادري ماتهتمون الهم وانتو قتلتوا آباءهم وعذبتوا امهاتهم وحتى بيبياتهم واجدادهم ..

اگول اذا انتو اسلام لازم هذوله الولد يتطهرون !!"

كان كلامها صادما لذلك الجلاد الذي يدير سجن ابوغريب احدى محطات الاعتقال المتعددة في صيف 1982 واستغرب كيف لم تنكسر ارادتها وكيف تخاطبه بهكذا خطاب، وربما اهتز ضميره ..

تعرق جبينه وتحير باجابتها وانى له ذلك قبل خطابها وضميره نائم في سبات يوم ارتضى ان يكون جلادا لاهله ..

لكنه استجمع نفسه وقال سأسأل واجاوبك ..كلهم عبيد بلا استثناء..

اردفت ام فارس :

"اريد اشوف غيرتك اذا انت عربي ومسلم!!"

ابتلع ريقه بصمت وانصرف ..

التفت حولها الأمهات يباركن فعلتها هذه ويفخرن انها معهن ..

"وهي تردد مادامنا طيبين ونشم الهوا ما نسكت ابد الموت بس يسكتنا ..

الله انطانا الحياة وما ياخذها غيره .."

وفي اليوم التالي جاءت مفرزة طبية واتخذت ما يلزم بشأن ختان اولئك الايتام وسط بكاء الامهات وصرخات اولادهن ..

اي ختان دون وجود الاب وكل الاهل والاقرباء والاحباب ! دون نثر الحلوى وذبح الخراف !! ودون ولائم الطعام ! بل دون لبس الدشداشة البيضاء..

ختان لا مراسيم له ولا يشبه ماكان يحتفى به في مدينتهم التي غدت منكوبة، تلك المدينة التي انتقم منها الطاغية اشد الانتقام ولم يستثن طفلا او امرأة او شيخا كبيرا..

لكنها مهمة ادتها هذه المراة البطلة رغم أنف صدام وزبانيته المجرمين .

بعد معتقل ابي غريب نقلوهم الى صحراء السماوة وسجنت هي وابنتها عباسه اربعة سنوات في معتقل ليا مع مئات العوائل من أهالي مدينة الدجيل البطلة ..

سلام على روحك ايتها الشجاعة الأبية وعلى ارواح شهدائك وشهداء الاسلام جميعا ..

 

7/7/2021

26 ذو القعدة 1442

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك