المقالات

ايران والعراق ..فرصة ذهبية لن تتكرر 


 

محمد الياسري *||

 

مع استعداد الجمهورية الاسلامية للظهور بحلة السيد ابراهيم رئيسي الرئيس المنتخب برزت للافق ملامح المشروع الايراني المقبل وبقوة الى العراق والذي يشدد على دعم مركزية مؤسسات الدولة وتقوية النظام المركزي في العراق والانتقال من الفوضى السياسية والامنية والخدمية الى مرحلة اعادة الاعمار للبلاد. 

تقوية الدولة ومؤسساتها مشروع ايراني منذ 2003 وركز عليه المسؤولين في طهران بشكل مستمر على الاهتمام بالشعب وتقديم الخدمات وعكس الرؤية الحقيقية للمشروع الاسلامي الحضاري في الانتقال بالبلاد من مرحلة الفقر والجوع والعبثية الى الاعمار والبناء والرفض التام لرهن ثروات العراق بيد الاميركان . 

التحالف الوطني او "البيت الشيعي" على رأس اولويات الجمهورية الاسلامية فهو من يضبط الايقاع وقد نجح سابقا في ترسيخ قوة الدولة والقانون ومساندة الحكومة في الحد من الفوضى والانفلات ولكن بمجرد ان دبت الخلافات وتصدع التحالف فقد المكون حقه في انتخاب من يمثله في رئاسة الوزراء واصبح القرار رهن للمكونين الاخريين وبالتالي الهدف الاساس لاعادة قوة حكومة ومؤسساتها يتمثل باحياء التحالف الوطني للبيت السياسي والانتقال للحوار مع المكونات الاخرى ، والسيد رئيسي يمتلك علاقات وطيدة مع جميع اطراف التحالف الوطني. 

ايران من الدول القليلة التي تمتلك مؤسسات عملاقة للتخطيط العمراني وشركات رصينة اثببت قدرتها عالميا ومن هذه الشركات عملت في العراق ولاتزال تعمل رغم الضغوطات والفوضى الادارية والازمة الاقتصادية الحادة لكن طهران تعتمد على المبادأة السياسية وتطرح الرؤى متعددة ولاتنتظر مبادرات الاخرين وهذا ما تمثل بدعوة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي من قبل السيد رئيسي فور ظهور النتائج وهذا يدل على اصرار الجمهورية الاسلامية على الاهتمام بدول الجوار وخصوصا العراق لوجود روابط ثقافية واجتماعية وتاريخية بين الشعبين الشقيقين .

ايران لديها رؤية لتفعيل قناة مالية للتبادل التجاري والاقتثصادي بعيدا عن العقوبات الاميركية وهذا سيحل مشكلة الشركات الايرانية العاملة في العراق او التي لديها طموح بالعمل وخصوصا في قطاع الكهرباء حيث تعتمد وزارة التخطيط في المطابقة على مؤسسات دولية فأنشأت ايران شركات متخصصة بالمطابقة وفق المواصفات الدولية وبالتالي أوجدت الحلول لكل اشكاليات الاستثمار في الكهرباء. 

ولمعالجة ازمة المياه يمكن لبغداد بالاستعانة بشقيقتها طهران والاستفادة من خبراتها في مجال بناء السدود والتدوير العكسي للمياه فضلا عن تنظيم آلية الاستفادة من المياه الجوفية وزادت من انتاجها الزراعي والذي مثل 23 بالمئة من مجموع صادراتها في العام 2020 واصبحت في المرتبة الرابعة عالميا من حيث التنوع الزراعي وهذا يمثل فرصة ذهبية امام المسؤولين العراقيين في الاستفادة من الخبرات الايرانية في احياء القطاع الزراعي الذي شل تماما جراء السياسات الخاطئة.

وعلى ضوء هذه النقاط فان عملية التكامل الاقتصادي والتجاري والزراعي للبلدين الشقيقين تعتمد بالاساس على التطبيق الفعلي للسياسات والاتفاقيات الدولية والاندماج الكامل في اتفاقية استراتيجية على غرار الاتفاقية الايرانية الصينية لتشكيل قوة اقتصادية كبيرة في غرب اسيا. 

امام ايران فرصة ذهبية في تطوير منظمة التعاون الاقتصادي وضرورة دخول العراق فيها كونها تمثل منطقة اقتصادية وبشرية كبيرتين فضلا عن وجود موارد طبيعية هائلة اضافة الى موقع جيوسياسي متميز

 

*محلل سياسي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك