المقالات

القصف الإمريكي للحشد..دلالة الزمان والمكان

1283 2021-07-02

 

🖋  قاسم سلمان العبودي ||

 

لقد ذهب أكثر المحللين السياسيين ، والمتابعين للشأن السياسي العراقي ، وحتى بعض القيادات السياسية ، الى إن النجاح الكبير ، والإنضباطية العالية التي رافقت الإداء العسكري في أستعراض الحشد الشعبي  قد أغاضت واشنطن ، وهو اي الإستعراض ما عجل بهذه الضربة الإمريكية الغادرة على القطعات المتواجدة على الحدود ، وهذا جزء من القراءة التحليلية .

يتبقى هناك جزءٍ ثان ، وهو أن أستهداف الحشد في هذا الوقت تحديداً ، للإلتفاف على قرار الكونغرس الإمريكي القاضي بتفويض الرئيس الإمريكي بأرسال قطعات الجيش الإمريكي خارج حدود الولايات المتحدة ، للحفاظ على ( الإمن القومي )  ، الذي منح للرئيس جورج دبليو بوش ، أبان الإحتلال الإمريكي للعراق وبقى ساري المفعول حتى مجيء بايدن .

لذلك هي المرة الإولى التي يقول بها بيان الجيش الإمريكي ، أن القرار صدر عن جو بايدن الرئيس في سابقة تُعد الأولى . يَبدوا أن الغرض من الضربة هو جَر الحشد الى مواجهة عسكرية بين الطرفين ، من أجل أقناع المؤسسة العسكرية صاحبة قرار التفويض ، بأن الحشد يشكل خطراً على مصالح الولايات المتحدة ، وعلى أمنها القومي في الداخل ، مما يعطي الذريعة الى عدم أنسحاب الجيش الإمريكي من العراق تحت ضغط الكونغرس الأمريكي ،  وخصوصاً هناك أنسحاب محتمل للقوات الإمريكية من أفغانستان ، وقد بدأ فعلاً أنسحاب بعض القطعات من هناك  حسب الانباء الواردة من كابول .

فضلاً عما ذكرنا ، هناك أنحسار للتواجد الإمريكي في الشرق الإوسط على مستوى أثبات الوجود وخصوصاً بعد فشل الكيان الصهيوني بصد صواريخ المقاومة الفلسطينية ، الذي قوض الأدعاء الإمريكي بأمكانية القبة الحديدية التي تلاشت أمام ضربات المقاومة . يضاف الى ذلك ، أفشال المخطط الإمريكي في العراق من قبل الحشد الشعبي ، الذي قلب المخططات الإمريكية الرامية بتقطيع أوصال البلد ، ومن ثم الذهاب به الى تطبيع مذل كما جرى لبعض الدول التي طبعت علاقتها مع الصهاينة . كما إن منع الحشد الشعبي من عبور المجاميع الإرهابية الداعشية من سوريا بإتجاه العراق  أربك المخطط الإمريكي القاضي بخلق فوضى أمنية في الداخل العراقي  . جميع هذه التداعيات وغيرها ، أجبرت واشنطن على الإقدام على هذه الضربة الغادرة التي هي ليست الإولى ، ولا نعتقد بأنها ستكون الإخيرة ما لم يتم تفعيل القرار الخاص بطرد القوات الإجنبية . ذهاب رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي الى بروكسل في هذا الوقت الحساس ، للألتفاف على قرار البرلمان الذي مضى على اقراره اكثر من سنة ، وذلك بأستبدال قوات الإحتلال الإمريكي ، بقوات الناتو المتعدد الجنسيات ، كي يتم أذابة القرار العراقي بطرد القوات الإمريكية ، والمجي بقوات مقاتله بديلة بحجة التدريب والإستشارة .

بدا  الأنقسام السياسي واضحاً بين النخب ، عندما شجبت الإوساط السياسية الغارة الإمريكية ، ولم تعطها صفة العدوان . مما يدل دلالة واضحة أن المواقف الوطنية غير موحدة ، وأن هناك مصالح شخصية مع واشنطن من قبل بعض رؤساء الكتل الذين إستنكروا العملية من باب إسقاط الفرض فقط . لكن إغرب بيان وسط هذه الموجه من الإستنكارات ، كان بيان وزارة الخارجية العراقية التي عبرت عن ضعتها وضعفها بشكل واضح لا يرقى له الشك بالهوان .

في الوقت الذي كنا نتوقع إن يكون رد الخارجية العراقية على مستوى الحدث الكبير ، الذي أطاح بهيبة الدولة ، خرجت لنا ببيان هزيل خدش كبرياء جميع العراقيين بلا إستثناء ، عندما وصف البيان بأن الغارة عبارة عن تصفية حسابات ! وكأن القوات الماسكة للإرض لم تكن عراقية !

اليوم بات تفعيل القرار البرلماني القاضي بإخراج المحتل الإمريكي ضرورة ملحة ، لإعادة بناء الدولة العراقية التي إضعفها الإحتلال ، والتي لم تنتج لنا حكومة وطنية لهذا اليوم .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك