المقالات

القصف الإمريكي للحشد..دلالة الزمان والمكان

1013 2021-07-02

 

🖋  قاسم سلمان العبودي ||

 

لقد ذهب أكثر المحللين السياسيين ، والمتابعين للشأن السياسي العراقي ، وحتى بعض القيادات السياسية ، الى إن النجاح الكبير ، والإنضباطية العالية التي رافقت الإداء العسكري في أستعراض الحشد الشعبي  قد أغاضت واشنطن ، وهو اي الإستعراض ما عجل بهذه الضربة الإمريكية الغادرة على القطعات المتواجدة على الحدود ، وهذا جزء من القراءة التحليلية .

يتبقى هناك جزءٍ ثان ، وهو أن أستهداف الحشد في هذا الوقت تحديداً ، للإلتفاف على قرار الكونغرس الإمريكي القاضي بتفويض الرئيس الإمريكي بأرسال قطعات الجيش الإمريكي خارج حدود الولايات المتحدة ، للحفاظ على ( الإمن القومي )  ، الذي منح للرئيس جورج دبليو بوش ، أبان الإحتلال الإمريكي للعراق وبقى ساري المفعول حتى مجيء بايدن .

لذلك هي المرة الإولى التي يقول بها بيان الجيش الإمريكي ، أن القرار صدر عن جو بايدن الرئيس في سابقة تُعد الأولى . يَبدوا أن الغرض من الضربة هو جَر الحشد الى مواجهة عسكرية بين الطرفين ، من أجل أقناع المؤسسة العسكرية صاحبة قرار التفويض ، بأن الحشد يشكل خطراً على مصالح الولايات المتحدة ، وعلى أمنها القومي في الداخل ، مما يعطي الذريعة الى عدم أنسحاب الجيش الإمريكي من العراق تحت ضغط الكونغرس الأمريكي ،  وخصوصاً هناك أنسحاب محتمل للقوات الإمريكية من أفغانستان ، وقد بدأ فعلاً أنسحاب بعض القطعات من هناك  حسب الانباء الواردة من كابول .

فضلاً عما ذكرنا ، هناك أنحسار للتواجد الإمريكي في الشرق الإوسط على مستوى أثبات الوجود وخصوصاً بعد فشل الكيان الصهيوني بصد صواريخ المقاومة الفلسطينية ، الذي قوض الأدعاء الإمريكي بأمكانية القبة الحديدية التي تلاشت أمام ضربات المقاومة . يضاف الى ذلك ، أفشال المخطط الإمريكي في العراق من قبل الحشد الشعبي ، الذي قلب المخططات الإمريكية الرامية بتقطيع أوصال البلد ، ومن ثم الذهاب به الى تطبيع مذل كما جرى لبعض الدول التي طبعت علاقتها مع الصهاينة . كما إن منع الحشد الشعبي من عبور المجاميع الإرهابية الداعشية من سوريا بإتجاه العراق  أربك المخطط الإمريكي القاضي بخلق فوضى أمنية في الداخل العراقي  . جميع هذه التداعيات وغيرها ، أجبرت واشنطن على الإقدام على هذه الضربة الغادرة التي هي ليست الإولى ، ولا نعتقد بأنها ستكون الإخيرة ما لم يتم تفعيل القرار الخاص بطرد القوات الإجنبية . ذهاب رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي الى بروكسل في هذا الوقت الحساس ، للألتفاف على قرار البرلمان الذي مضى على اقراره اكثر من سنة ، وذلك بأستبدال قوات الإحتلال الإمريكي ، بقوات الناتو المتعدد الجنسيات ، كي يتم أذابة القرار العراقي بطرد القوات الإمريكية ، والمجي بقوات مقاتله بديلة بحجة التدريب والإستشارة .

بدا  الأنقسام السياسي واضحاً بين النخب ، عندما شجبت الإوساط السياسية الغارة الإمريكية ، ولم تعطها صفة العدوان . مما يدل دلالة واضحة أن المواقف الوطنية غير موحدة ، وأن هناك مصالح شخصية مع واشنطن من قبل بعض رؤساء الكتل الذين إستنكروا العملية من باب إسقاط الفرض فقط . لكن إغرب بيان وسط هذه الموجه من الإستنكارات ، كان بيان وزارة الخارجية العراقية التي عبرت عن ضعتها وضعفها بشكل واضح لا يرقى له الشك بالهوان .

في الوقت الذي كنا نتوقع إن يكون رد الخارجية العراقية على مستوى الحدث الكبير ، الذي أطاح بهيبة الدولة ، خرجت لنا ببيان هزيل خدش كبرياء جميع العراقيين بلا إستثناء ، عندما وصف البيان بأن الغارة عبارة عن تصفية حسابات ! وكأن القوات الماسكة للإرض لم تكن عراقية !

اليوم بات تفعيل القرار البرلماني القاضي بإخراج المحتل الإمريكي ضرورة ملحة ، لإعادة بناء الدولة العراقية التي إضعفها الإحتلال ، والتي لم تنتج لنا حكومة وطنية لهذا اليوم .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك