المقالات

منع شركة سيمنز من حل مشكلة الكهرباء لن تكون أخر مؤامرات الشيطان الأكبر


بقلم: فاطمة عواد الجبوري

لعب المنتخب العراقي مباراة قوية مع منتخب إيران، وعلى الرغم من أنّ نسور العراق لعبوا بقوة خلال المباراة إلا أنهم خسروا المباراة لهدف مقابل لا شيء. إلا أن الفريقين الجارين تأهلا معاً إلى تصفيات كأس العالم. ليست المرة الأولى التي يلعب فيها الفريقان مع بعضهما البعض إلا أن المهم هو مدى التجييش الذي سبق هذه المباراة ومدى مستوى الحقد والكراهية التي نشرته بعض وسائل الإعلام في محاولة لتخريب علاقة البلدين. ولكن مثل كل مرة يثبت الشعبين الجارين الذين تغلبا معاً على داعش وأخواتها ودحروا الاحتلال الأمريكي، معاً بأن المغرضين لا مكان لهم بين الأخوة.

جاءت هذه الأحداث بعد أيام قليلة فقط من الذكرى المؤلمة لمجزرة “سبايكر” والتي راح ضحيتها أكثر من 700 شهيد عراقي. أولئك الذين سعوا ويسعون في الليل والنهار لتخريب العلاقة بين البلدين يتناسون تماماً الدور التخريبي الذي لعبته الولايات المتحدة في العراق الحبيب منذ احتلاله عام 2003. الولايات المتحدة التي روجّت لحملتها وغزوها للعراق بعبارات برّاقة كالحرية والديمقراطية للشعب العراقي وغيرها من العبارات الكاذبة لم تجلب للعراق سوى الموت والقتل والتشرد والفقر ومجموعات إرهابية تابعة للولايات المتحدة تحت تسميات عديدة.

كل تلك الوعود الرنانة لم يتحقق منها أي شيء، بل تعمل الولايات المتحدة كل يوم على تقويض العراق ومنعه من الوصول إلى مصاف الدول المتقدمة. فبعد أن تغلب الشعب العراقي الباسل بقوات جيشه والحشد الشعبي والدعم العسكري واللوجستي والمالي من الجمهورية الإسلامية على داعش وبذلوا في ذلك أغلى الأثمان من دماء الشهداء الشباب والشهداء البواسل كأمثال الشهيد قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس. انزوت الولايات المتحدة في العراق وتقلص دورها بشكل كبير.

إلا أن هذه الأفعى لا تقبل بأقل من القضاء على العراق، وعليه بدأت هذه الأفعى بنهب ثروات الشعب العراقي ومصادرة ثرواته. فكم من بئر نفط في العراق يخضع لسيطرة القوات الأمريكية، وكم هي الميزانيات التي يدفعها الشعب لتغطية الوجود الأمريكي في العراق. ولم تكتفي هذه الأفعى بهذه الأفعال فحسب، بل جعلت العراق مرتعاً لبضائعها السيئة. فهاهم يروجون يوما بعد يوم لتصدير منتاجاتهم السيئة والمعدلة جينيا من قمح وأرز إلى العراق. في الوقت الذي يمكن شراء أفخر أنواع الأرز من الجارة باكستان (هنا لم أقل الجمهورية الإسلامية كي لا يتهمني البعض بالترويج لأحد على الرغم من أن الأرز الإيراني معروف في العالم بجودته ورخص سعره). إلا أن الحكومة العراقية تتماشى مع السياسات الأمريكية وتمهد لها الطريق لتصريف بضائعها الكاسدة السيئة. وها هم مرة أخرى يتجهون نحو ضرب الاستقلال السيادي للعراق الحبيب ويحاولون السيطرة على طباعة الدينار العراقي بحجة أنه لا يوجد شركات منافسة لطباعة العملة العراقية، وهذا كله كذب وافتراء فهناك شركات صينية وألمانية فاعلة ومحترفة لها باع طويل في هذا المجال ويمكن الاعتماد عليها في ذلك. إن التغاضي عن هذه المواضيع يعرض أمن البلاد للخطر وعلى الحكومة والشعب العراقي أن يفضحان هذه المؤامرات الخبيثة للاحتلال الأمريكي.

ومن ينسى أزمة الكهرباء في العراق الذي يعاني هذه الأيام من درجات حرارة مرتفعة للغاية وسط انقطاع للتيار الكهربائي في أغلب المحافظات العراقية. فعلى الرغم من أنّ شركة “سيمنز” الألمانية قالت على لسان رئيسها التنفيذي بأن الشركة قادرة على انهاء مشكلة العراق بشكل نهائي، إلا أن الولايات المتحدة ترفض للمرة الثانية دخول الشركة للعراق. المرة الأولى كانت في عهد الرئيس ترامب والمرة الثانية كانت في عهد بايدن.

خلاصة ما يجب قوله، هو أنه لا فرق بين رئيس ديمقراطي أو رئيس جمهوري، فكلا الحزبين يسعيان إلى السيطرة على اقتصاد العراق ومنعه من التطور والتقدم. فهم من يمنعون حل مشكلة الكهرباء في العراق وهم من يصدرون مواد غذائية سيئة للعراق وهم من يحاولون إفساد علاقات العراق بجيرانه.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك