المقالات

إيران تؤسس الطريق الثالث لإقامة نظام عالمي جديد إنساني


 

سميرة الموسوي ||

 

الطريق العالمي الثالث الذي تنهمك بتأسيسه إيران الاسلامية يمثل مسارا  مبدئيا إنسانيا نقيا جديدا يتجاوز بخواصه وشموليته ؛ المحورية الثنائية _ الاقتصادية والسياسية التي يسير عليها وبها النظام العالمي السابق والحالي حيث تتصادم وتتباغض وتتحارب الدول في ما بينها متأرجحة بين النظام الرأسمالي وبين النظام الاشتراكي وبكل ما يترتب عليهما من مسارات حيوية على الاصعدة كافة .

الطريق الايراني العالمي الثالث لا يقتصر على مجرد تجاوز الثنائية في الاقتصاد والسياسة غير المبدئيين وغير الانسانيين ،وإنما يتعدى بثبات وإيمان الى الشمولية والرسوخ في النظرة الى حياة الشعوب وذلك بوجوبةالالتزام بمكارم الاخلاق والاستقامة وعدم الاعتداء والهيمنة والاستغلال مع إحترام إرادة الشعوب والتعامل معها بعدالة وإنصاف ،على أن ينعكس هذا الالتزام على وعي شعوب الدول بدورها في التآخي الانساني وإنسحاب هذا التآخي على الشعور المتبادل بمبدأ العدالة وإحترام العيش الكريم ،فالطريق الثالث يتعامل مع الدول وشعوبها ومسؤوليتهما معا في إحترام خلق الله بكل تطلعاتهم وحقوقهم .

الطريق الثالث المؤسس لممارسة حياة كريمة وآمنة لدول وشعوب العالم تمخضت عنه ثورة الامام الخميني الكبرى وبقي يسمو برقي وتقدم إيران بقيادة المرشد الاعلى الامام الخامنئي ،إذ إن الامام الخميني وضع مضامين الطريق الثالث منذ بداية ثورته الميمونة بقوله أن إيران الاسلامية _ لا شرقية ولا غربية _ مما يعني أن إيران لا تتبنى توجها من التوجهات التي ينقسم العالم عليها _ رأسمالية أو إشتراكية _ ولا سيما الدول الكبرى وإن هذين التوجهين تمخضا عن مآس بشرية بالغة بالحروب أو بغيرها .

 على هذا الاساس الذي إختطه الامام الثائر بدأت إيران تبني نفسها بناء ينسجم وتوجهها الوطني الاقليمي العالمي الانساني ،وهذا التوجه تجاوز مفاهيم دول الحياد الايجابي إبان فترة الستينيات من القرن الماضي والتي لم تستطع الاستمرار على ما قامت عليه لانه كان مجرد إتفاق بين رؤساء دول ولم يتحول الى منهج فكري شعبي لا يزول بزول شخص الرئيس ،وسارت إيران على هذه المباديء وهي تبني نفسها ، حتى وصلت الى الاكتفاء الذاتي من حيث الغذاء والدواء وإعداد موارد بشرية قادرة على الانتاج العلمي والتكنولوجي بأدق وأخطر مستوياته ، وحين وصل إبراهيم رئيسي الى رئاسة الجمهورية بإنتخابات نزيهة تابعها الاصدقاء والاعداء بدأت مرحلة  جديدة مستعيدة الهمة ،والروح الثورية نفسها التي بدأ بها الامام الخميني ، وأكد الرئيس الجديد بأنه يحمل أهداف حكومة شعبية ثورية ، وبذلك ينشط السيد رئيسي ويستعيد مباديء الثورة الخمينية بحيويتها وعالميتها .

كان لا بد لإيران أن تؤسس لطريقها العالمي الثالث وتدخل بفاعلية في إيجاد محاور دولية تعي مسؤوليتها الحديثة في الاسهام بقيادة العالم قيادة تفاعلية مبدئية ،وهذه المحاور رسمت لها إيران الاسلامية نظاما عالميا جديدا وأنسانيا ، وقد ظهرت ملامح هذا النظام في السنوات الاخيرة بين بعض الدول الكبرى ودول أخرى مختلفة المستويات في التقدم .

الطريق العالمي الثالث هو طريق لا يتبنى ولا يميل الى أي نظام من النظامين الرأسمالي والاشتراكي أو أي نظام لا يتبنى المسؤولية الانسانية التفاعلية كما تنظر لها إيران في طريقها الثالث المشتمل وبتساو على الاقتصاد والسياسة والبنى الاجتماعية والفكرية والثقافية الرسالية ، وهذا الطريق يضع الشعوب في مسؤولية متساوية مع حكوماتها ويوجب علاقة تفاعلية إنسانية  بين دول العالم  وشعوبها ، فهذا الطريق يمكن إعتباره دستورا عالميا يحفظ إنسانية الانسان بتعاون شعوب ودول العالم تعاونا واجبا ، وهذا الطريق يتمخض عنه نظام عالمي جديد وإنساني تنسجم فيه دول العالم لتنفيذ مباديء الطريق الثالث العالمي .

عملت إيران الاسلامية وبفاعلية على تنفيذ طريقها وبينت بتعاملها ملامح نظامها العالمي عن طريق تكوين محاور دولية ناجحة في بناء  حياة إنسانية مسؤولة

أدى ذلك الى تكالب دول الاستكبار العالمي وتابعيها عليها ،إلا أن إيران وكما يبدو من مواقفها الجريئة الكبرى أنها مصرة على مشروعها الاسلامي الانساني الرسالي .

 إيران الاسلامية هبة الله لحياة إنسانية حرة تنشط بتسديد وعناية من الله سبحانه وتعالى من أجل حماية خلقه وإنفاذ رسالة إنقاذ المستضعفين في الارض من الاستكبار العالمي ، وإن طريقها الثالث ونظامها العالمي الجديد الانساني ومحاوره التنفيذية في الاداء الكريم سيكون هو الابقى والاكثر أصالة  ورقي .

... وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك