محمد العيسى ||
إطلاق عنوان الشيطان الأكبر على أمريكا من قبل الامام الخميني قدس سره ،له دلالات لاتنحصر بمقطع زمني معين ،بل لها بعد استراتيجي ،لايخضع لطبيعة الصراع بين أمريكا وإيران فحسب بل يتعدى ذلك إلى جميع بقاع العالم حيث تمارس امريكا دور الوصاية على الشعوب واستضعافها.
وقد وضع الامام قدس سره حينذاك حدا للجدل القائم في وصف امريكا بالشيطان الأكبر دون سواها من الدول الإستكبارية وخاصة الاتحاد السوفيتي الذي كان نظامه السياسي قائما على الإلحاد وإنكار وجود الخالق ،فكان الامام حاسما في هذا السياق ،اذ رفض أن يطلق هذا العنوان الأعلى امريكا لأسباب عديدة أهمها ،:
_ان السياسة الأمريكية قائمة على استغلال الشعوب والسيطرة على خيراتها حتى لو كلفها ذلك الدخول في صراع دام معها
_ان من طبيعة الشيطان هو اتباع أساليب المكر والخداع للوصول إلى غاياته وإيقاع الناس في شرك حبائله وهذه الصفات تنطبق على أمريكا تماما ,فهي تسعى دائما إلى خلق الفوضى والخلافات بين أبناء الشعب الواحد ،بل أنها تسعى إلى خلق بؤر توتر دائمة بين مكونات الشعب الواحد سواء العرقية والاثنية والمذهبية من أجل إضعاف تلك الشعوب ومن ثم اذلالها والسيطرة ،ولعل ماحصل في العراق من احتلال داعش لمساحات كبيرة من العراق كان بفعل الشد الطائفي الذي مهد لدخول هذا التنظيم الارهابي للعراق الذي لايخفى على احد أنه صناعة امريكية بامتياز ،كما أن مايحصل اليوم من حالة توتر وارباك في مناطق العراق الوسطى والجنوبية واتباع سياسة الضد النوعي لتهيئة الفرصة المؤاتية لقتال شيعي -شيعي هو أيضا سيناريو امريكي بامتياز.
_تهتم امريكا بل وتجند كل طاقاتها من أجل تقسيم الدول إلى كانتونات صغيرة من أجل السيطرة عليها
_تسعى امريكا إلى أن تجعل كل دول العالم تدور في فلكها وتذعن لسياساتها والا تقوم بإسقاط أنظمة تلك الدول أما بالقوة اوبتحريض الشارع عليها.
_تسعى امريكا دائما إلى حماية لقيطها غير الشرعي (إسرائيل) وتوفر كافة الإمكانيات لضمان بقائه واحتلاله للأراضي الفلسطينية.
_تسعى امريكا على الدوام لجعل الشعوب متخلفة اقتصاديا وثقافيا ،وخاصة تلك الدول التي يتبنى شعوبها المنهج الثوري من قضايا الأمة المصيرية .
_تقوم امريكا بمحاصرة الدول التي تختلف مع سياساتها اقتصاديا من أجل إسقاط أنظمتها حتى لو كلف ذلك تجويع شعب كامل .
_سعيها الدائم للسيطرة على منابع الطاقة في العالم .
_محاولاتها الدائمة للسيطرة على النقاط الاستراتيجية والعقد الرئيسية في العالم لتأثير هذه المحاور سياسيا بما يعرف بعلم الجيبولوتيك
هذه جملة من الأسباب التي استشرفها الامام الخميني قدس سره،انذاك والتي جعلته يصف امريكا بالشيطان ،فالشيطان لايمكن أن يتحول الى ملاك ،وحبائله هي ذاتها قائمة للنيل من إرادة الإنسان ،ولذا كان الامام رضوان الله عليه متشددا في قطع العلاقات الدبلوماسية مع امريكا ،فهو يدرك أنها الشيطان الأكبر بلا منازع ولايمكن أن تعدل سياساتها أو تحد من اطماعها ونواياها التوسعية .
https://telegram.me/buratha