محمد العيسى ||
قد يبدو للوهلة الأولى أن العنوان لايعني شيئا أو مبهما ولكن توضيح الأمر ربما يضع إجابة واضحة له .
فالمسميات عادة ما تأتي من المخاضات والمخاضات لاتاتي صدفة ،انما تأتي من تراكم مجموعة من العوامل الفاعلة والمؤثرة
الداخلية الضاغطة التي كانت حاضرة منذ انتهاء رئاسة الإمام الخامنئي للجمهورية و التي كانت فيها السلطة التنفيذية واحدة من المرتكزات الحقيقية والفاعلة للنظام الاسلامي في إيران هذه العوامل قد تركت آثارها على الداخل الإيراني .
المراقبون للشأن الإيراني يدركون جيدا أن هناك تقاطعا بينيا بين الجمهورية الإسلامية كسلطة والنظام الاسلامي كقيادة وولاية ومفهوم قيمي يبني رؤيته على مرتكزات وأسس لاتعطي تلك الدلالة التي يعطيها مفهوم الجمهورية التي اختلف حتى على تسميتها اركان الثورة الإسلامية في إيران القدامى إلى أن حسم الامام الخميني قدس سره الموقف بإعلان الجمهورية الإسلامية في إيران وليس الجمهورية الإسلامية الإيرانية وبين التسميتين بون شاسع إذ أن الامام أعلن رفضه لأن تكون الجمهورية الإسلامية حكرا للايرانيين بل اعتبرها تأسيسا لما يأتي بعدها من جمهوريات إسلامية قادمة ،وان إيران تمثل ام القرى .
الاختلاف بين التسميتين بدى جليا في حكومة الرئيس محمد خاتمي في عبارته الشهيرة (إيران براي ايرانيان) اي إيران للايرانيين ،وعند هذه المفصلية وغيرها برز توجهان مختلفان المحافظين والاصلاحيين ،ومنذ ذلك الحين فإن إيران تعاني شد وجذب بين التيار المحافظ والاصلاحي وظل الإمام الخامنئي يمسك بعصا الوسطية والاعتدال رغم ميوله الواضحة لتيار المحافظين خشية على النظام والدولة من الانهيار ،الى أن جاء اليوم الذي انتخب فيه الشعب الإيراني إبراهيم رئيسي رئيسا للجمهورية وبذلك يكتمل تشابك الحلقات بالحلقة الأم ،للجمهورية الإسلامية التي استعادت القها الثوري الذي مافقدته يوما ولكن ذلك كان يتم عبر مؤسسات أخرى لاترتبط بالجمهورية كمؤسسة حكم .
والحرس الثوري الإيراني كان أهم المؤسسات التي نأت بنفسها بعيدا عن توجهات مؤسسة الرئاسة ولطالما لاحظ المعنيون اختلافا واضحا بين منهجية الرئاسة ومنهجية الحرس الذي كان يتلقى تعليماته مباشرة من الولي الفقيه .
بفوز رئيسي سوف ترتبط الجمهورية بالنظام فتكون قوة القرارات مستندة إلى رؤية شعبية وشرعية وربما سيمهد انتخاب ابراهيم رئيسي رئيسا للجمهورية لأن يكون قائدا جديدا للثورة الاسلامية في ايران فيطمأن قلب الامام الخامنئي بعد رحيله لاسمح الله على الثورة وعلى النظام ،وتهيئة محسن رضائي الحائز على النسبة الثانية في معدل الاصوات إلى انتخابات رئاسية جديدة .
هذه السيناريوهات المحتملة بعد فوز ابراهيم رئيسي برئاسة الجمهورية ، الجمهورية تعود إلى جذورها والنظام يعود فتيا كما بدأه الامام الخميني قدس سره
انتصرت الثورة بكل أركانها ومفاصلها وعاد المحافظون يمسكون بكل حلقات النظام ومفاصل الحياة السياسية
وذلك يعود إلى حجم الضغوط التي تعرضت له من حصار جائر وحرب إعلامية قذرة ،فايران تنتصر بالإرادة وكلما كانت الضغوط عليها اقوى كانت إرادتها بالانتصار اجلى واوضح
وايران لم تعد للايرانيين فقط (بلكة براي همه مستضعفان )بل لكل المستضعفين
https://telegram.me/buratha