المقالات

الإنتخابات الإيرانية نموذج يحتذى به..

1349 2021-06-18

 

🖋  قاسم سلمان العبودي ||

 

لاشك إطلاقاً إن الانتخابات الإيرانية منذ قيام الثورة الإسلامية الى اليوم تُعَدُّ أنموذجاً  إسلامياً  هو الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط بأكملها ، فلا مزايدات سياسية تسقيطية لهذه الإنتخابات من أي طرف كان ، داخلياً أو خارجياً .

لذا نرى ان صعود هذه الشخصيات لخوض التجربة الإنتخابية هو عصارة الفكر الإسلامي الثوري التجديدي الذي أرسى دعائمه الإمام الخميني رضوان الله تعالى عليه . ربما ركزت بعض الشخصيات المرشحة على الجانب الإقتصادي ، كون الجمهورية تعيش حالة حصار خانق من قبل الدول الغربية ،بضغط كبير من واشنطن، التي تحرك سياستها الخارجية اللوبيات اليهودية التي تكن العداء المطلق للجمهورية ورجالاتها . لكن يخطئ مَنْ يتصور أن المرشحين ركزوا فقط على هذا الملف الكبير والخطير ، بل على العكس لم يغفل جميع المرشحين الملفات الدولية والإقليمية الأخرى، وخصوصاً تلك الملفات التي تمس محور المقاومة الذي توليه طهران اهتماماً بالغاً .ان رهان الدول الغربية والإقليمية على صعود اليمين المعتدل ( كما يحلو لهم تسميته ) باعتقادهم انه سوف يجعل إيران تقدم  بعض التنازلات للغرب على حساب القضايا المصيرية ، وهم واهمون وهماً كبيراً، للأسباب التالية .

 أولاً . إيران دولة مؤسسات دستورية تخضع لولاية الفقية المباركة التي أرست دعائم الإسلام المحمدي الأصيل على مدى أربعين سنة أو أكثر، وسط عواصف تآمرية كبيرة جداً ، وقد خرجت من تلك المؤامرات أصلب عوداً .

ثانياً . إن بناء المجتمع الإيراني كان وفق النظرية الإسلامية الواضحة التي تفتقدها أغلب الدول الإقليمية المجاورة لإيران ، ما أعطى تماسكاً واضحاً للجبهة الداخلية التي أثبتت رصانتها، رغم الحصار الجائر الذي تعرض له الشعب الإيراني المسلم ، الذي طوع الحصار الى منجزات علمية ، وقدرات عسكرية أذهلت العالم بإسره .

 مما تقدم نخلص لنتيجة واحدة ، هي صعود أي مرشح الى رئاسة الجمهورية سيجد نفسه محاطاً بحزمة دستورية رصينة لن تسمح له بالتجاوز على الثوابت الإسلامية التي من أجلها أعطى الشعب الإيراني ملايين الشهداء ، ولازال .ان

إجراء الإنتخابات في موعدها الدستوري ، هو رسالة واضحة المعالم الى دول المنطقة جميعها ، والعالم بأسره ، بأن الإسلام السياسي أرقى نظام ديمقراطي في العالم ، ولن تتغير ثوابته برحيل رئيس ومجيء آخر .

إن تنامي القوة العسكرية الإيرانية أغاض الغرب وجميع أدواتها في الشرق الأوسط ، وعلى رأسها السعودية التي فشلت بتسويق سلطتها  على أنها المدافع عن الإسلام ، وذلك من خلال بروز الإسلام المحمدي الأصيل في التجربة الإيرانية التي عرت الإدعاءات  السعودية برعايتها للإسلام ، لذا دائماً نرى ونسمع الأمنيات السعودية بسقوط التجربة الإيرانية ، والأمنيات غير متحققة .

ان بوصلة الاستطلاعات تشير الى تقدم السيد رئيسي على من سواه ، وهو ابن الثورة الإسلامية البار ، ويشير ذلك بوضوح الى إن روح الإمام الخميني ( قدس سره ) مازالت حاضرة في الوجدان الشعبي الإيراني الذي دافع عن جبهته الداخلية بضراوة ، رغم التحديات . إن من لايميز بين صندق الإقتراع وصندوق الفاكهة ( بحسب وصف السيد الخامنه آي ) لن يحق له التقول أو إبداء الرأي في تجربة هي الأبعد عن الشعب السعودي الذي لم يمارس الديمقراطية والانتخاب عبر التأريخ ، إلّا في تجربة واحدة فقط، يوم انتخبوا مِنْ كل  قبيلة رجلاً لإغتيال النبي الأكرم صلى الله عليه وآله .

نعتقد إن الثوابت الدستورية ستكون ملزمة لأي رئيس قادم بغض النظر عن انتمائه الحزبي ، ونعتقد أن سياسة إيران الخارجية لن تتأثر كثيراً بالقادم من المرشحين ، وخير دليل عندما وصل الرئيس محمد خاتمي الذي، سمّى نفسه حينها بالإصلاحي، ولم يوفق بخرق النظام الدستوري الإسلامي  الإيراني رغم الدعم الخارجي من دوائر الإستكبار العالمي وأدواته الإقليمية .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك