المقالات

«إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى» .

1815 2021-06-14

 

🖋  قاسم سلمان العبودي ||

 

لا شك إن مسلسل استهداف الحشد الشعبي برز واضحاً من قبل المحتل الأمريكي بعد أن أصبح الحشد أسطورة بطولية أذهلت الأعداء قبل الأصدقاء . إن تفاعل  أهالي المناطق المحررة مع أبناء الحشد جاء تعبيراً عما لمسوه من قبل أبناء الحشد مع سكان تلك المناطق، و هذا لم يرق لقوات الاحتلال ، وبعض السياسيين المنغمسين في الأجندة الأمريكية .

بعد حادثة البوعيثة ، والاستهداف الواضح لقوات الحشد الشعبي ، عاد مسلسل الاختطاف لقيادات الحشد من خلال خطف الحاج قاسم مصلح الذي تم اختطافه وفق تلفيقات ساذجة ، حتى إنها لم تقنع الشارع العراقي ، فضلاً عن القضاء العراقي الذي قال كلمته الفصل في هذا الشأن ، الذي برّأ الحاج مما نسب اليه من تهم كيدية واضحة الخطوط والنوايا .

كان المخطط أن يجر أبناء الحشد الى الصدام المسلح مع الأجهزة الأمنية الأخرى، لشيطنة الحشد وتسقيطه اجتماعياً، حتى تخلو الساحة العراقية من المدافعين عن المسارات الوطنية الحقيقية ،وبذلك يخلو الجو العام لرسم المخططات الخبيثة التي تحاول واشنطن دفع العراق لتلك المخططات خدمة للصهيونية العالمية .

المستهدف الأول في هذه المسرحية الهزيلة جداً هو التشيع بأكمله ، في العراق وأيران ولبنان وفي بقاع الأرض جميعا . وقبل ذلك كله الاستهداف الواضح للعمامة التي تشرفت بالإنابة للمعصوم في إدارة شؤون الدين ، وإيصاله الى المؤمنين بفيض الله وعنايته .

الأمر الغريب في مسلسل استهداف الحشد الشعبي والتشيع على حد سواء ، أنه يتم على يد بعض ممن يحسب على التشيع والعمامة . وما تلك المصطلحات الرنانة التي أطلقت من هؤلاء على الحشد وعلى الفصائل التي ترجمت القرار البرلماني القاضي بخروج المحتل الأمريكي ، تارة بالسلاح المنفلت ، وتاره أخرى بقوى اللادولة ، وأخرى بالولاء للخارج ، ومن هذه المسميات التي تحاول اختزال الحشد ومن يقف خلفه في الأجندة الخارجية ، والكل يعلم الى ماذا يشير هؤلاء بتلك التسميات الخبيثة .

والأمر الأغرب أن نرى من يدافع عمن انتهك الأرض والعرض ، ومحاولة إيجاد حقوق  مادية ، وأخرى معنوية وإلصاق مصطلح المغيَّب في كل مناسبة تتقاطع مع حقوق مَنْ غيبوا فعلاً على يد المجاميع الإرهابية الداعشية التي غزت العراق بأوامر أمريكية . الى اليوم لازالت جثث أبنائنا الذين قضوا في معسكر سبايكر المشؤوم مجهولة، ولا أحد من ( الباشطين ) أصحاب المصطلحات الرنانة ، يذكرهم ، أو يذكر عوائلهم، ومواساتهم ولو بالكلمة الطيبة . بل على العكس من ذلك نرى استهدافاً واضحاً لإخوتهم في المنظومة الحشدية من خلال تطويع المفردات الإعلامية الرنانة للنيل من الحشد في كل محفل .

اليوم الحشد الشعبي منظومة عسكرية متكاملة ومن الممكن أن يغير قواعد اللعبة السياسية في العراق وفق رؤيا وطنية خالصة . قطعاً ذلك لن يروق لدول الجوار العراقي ممن أدمن البقاء على كرسي الحكم الى أبد الآبدين . فكانت الرشى والهبات هي السبيل الأوحد للإجهاز على العراق من خلال ديمومة الاحتلال  الأجنبي الأمريكي ، ومن خلال بعض السياسيين الفاسدين الذين وصلت بهم الحال أن ينخرطوا بالأجندة الخبيثة للمحتل الأمريكي والممول الخليجي الذي يعطي بسخاء كبير .

في ذكرى تشكيل الحشد الشعبي المبارك ، نقول لمن باع نفسه للمحتل ، كِدوا كيدكم ، وأسعوا سعيكم ، والله  ما رأيكم إلا فند ، وما أيامكم إلا عدد ، لن تسقطوا حشدنا بكثرة مؤامراتكم ، فإنها واضحة المعالم للقاصي والداني ولن يكتب الله لها النجاح ، ودولة محمد وآل محمد ( ص ) قائمة . وتذكروا جيداً ، أن المحتل الأمريكي سيخرج عاجلاً أو آجلاً ، ووقتها ستعرفون جيداً من هم الفتية الذين آمنوا بربهم ، وستضيق بكم الأرض بما رحبت .

ـــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك