المقالات

سقوط الموصل الم و دروس وعبر

1758 2021-06-12

 

فيصل ريكان ||

 

كان يوم 2014/6/10 يوم حزين اسود في تاريخ العراق الحديث.

لقد استيقظنا في صباح ذلك اليوم المشؤوم على خبر نزل كالصاعقة علينامن شدة هول المفاجئة بين مشككين بصحته وبين مكذبين.

حاول البعض منا التأكد من صحة ذلك جاهدين حتى الظهيرة دون الحصول على الخبر اليقين.

كنت حينها اعمل بمنصب قيادي في احدى المؤسسات الاعلامية المهمة في البلاد ووظيفتي هذه  كانت تتيح لي الاتصال بالمسؤولين ورغم ذلك عجزت عن استيضاح حقيقة الامر لكنني بقيت معللا النفس بكذب ماتوارد  من اخبار غير رسمية لتخفيف وقع الصدمة على قلبي وقلوب  زملائي.

وفشلت كل المحاولات للحصول  على تطمين من احدهم حتى وان كان مجرد خبر.

لازالت الصورة ضبابية والانباء التي ترد متضاربة وفسرها البعض بانه قد يكون قد حصل هجوم من داعش على موقع او قرية ولكن الاعلام الاصفر المسموم كما هو عادته جعل من ذلك موضوعا كبيرا كسقوط مدينة الموصل.

وعملت الهواتف بكل ما اوتيت من قوة من اجل ذلك وللاسف فان بعض من نتصل بهم لايردون علينا دفعا للاحراج والبعض الاخر يجيب بعدم علمه بأي شئ ولا ابالغ ان قلت انه قد استغرق الحصول على معلومة اكيدة وقتا حتى الظهيرة من ذلك اليوم الاسود.

غريب جدا سقوط مدينة مثل الموصل وبها كل هذه القوات فالمحافظ تتبعه افواج مدججة بالسلاح وقائد الشرطة لديه قوة مسلحة تكفي لصد هجوم جيش كامل وحمايات النواب والبيشمركة وغيرها والاغرب ان هذه جميعا تبخرت في ساعات معدودة ولم نحصل على اتصال واحد ممن يقودون هؤلاء

كنت في فترة سابقة مهووسا بدراسة الفترة مابعد سقوط الدولة العباسية لاكمال استحضاراتي لاكمال مابدأته في رسالة الماجستير عن قوانين الاحوال الشخصية في تاريخ العراق القديم والاعداد لاكمال البحث في الدراسة المقارنة لهذه القوانين في العراق القديم والحديث ومن خلال هذه الدراسة رسمت صورةفي ذهني عن الويلات والوحشية التي مورست ضد سكان بلاد الرافدين في حقب مختلفة من تاريخ البلاد القديم والحديث.

 ثم تخيلت عصابات داعش وهي تحرق المكتبات وترمي المجلدات والكتب في الانهر كما فعل المغول في بغداد وكل مدن العراق وثبت بالدليل ان  ماقامت به داعش كان اكثر وحشية  وقسوة مما قام به  المغول والدويلات التي تعاقبت على احتلال بغداد والمدن  الاخرى بعد سقوط الدولة العباسية.

نعم تحقق ماكان يخشى من حدوثه والخوف الاعظم كان بامكانية وصول مغول العصر الحديث الى بغداد

 والحمد لله صدت هذه الهجمة البربرية ولكن الثمن تهاوت مدن وسفكت دماء غزيرة وطمست معالم حضارات عميقة في القدم وترملت نساء وثكلت امهات واغتصبت عذراوات وبيعت صبايا بعمر الورد في سوق النخاسة.

اي الم واية مأساة اعادت للاذهان صورة المغول وهم يدخلون مدن العراق ولكن باكثر وحشية

علينا ان نستذكر شهداء التحرير وكل من حمل السلاح ووقف بوجه العدو المتوحش دفاعا عن ارض العراق ولولا هذه التضحيات لما بقي شئ جميل في بلادنا وبالاخص شجاعة ابناء الوسط والجنوب الذين انبروا بسرعة البرق لمساعدة اخوانهم في المدن المنكوبة وخصوصا بعد سماعم فتوى الجهاد من المرجع السيد السيستاني ادام الله ظله.

وعلينا ايضا ان نستلهم الدروس والعبر من هذه الذكرى الاليمة وماتسببته من مأسي وتدمير.

ونعمل بكل تجرد ومسؤولية على تحديداسباب هذه النكبة ومعالجتها والحذر منتكرارها في اية بقعة من بقاع العراق العزيز لان اعداء العراق لازالوا يتحينون الفرص للانقضاض عليه.

ولكي لاتكون الذكرى الدامية قصة نرويهاوحسب على المختصين دراسة هذه الكارثة ومعالجة مسبباتها ومحاسبة منتسبب بها لان اهالي المدينة الحدباءينتظرون بصبر تحقيق العدالة.

ــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك