المقالات

بين الدولة واللادولة..احتدام حرب المصطلحات

1513 2021-06-09

 

سعود الساعدي ||

 

حرب المصطلحات هي حرب على معاني ومضامين الكلمات وتلاعب بتوجهات الرأي العام تقودها غالبا قوى الإحتلال وتهدف لما يلي:

١/ احتكار إنتاج المصطلحات.

٢/ تعبئة المفردات بمضامين تضليلية.

٣/ تحنيط وتجميد المفردات بمعان محددة.

٤/ "اعتقال" عقول وتفكير الناس وحبسها في قفص مصطلحاتهم.

٥/ إدامة الإحتلال اللغوي والثقافي.

٦/ صناعة معاجم وقواميس لغوية احتلالية ثابتة.

تنتفع بعض القوى المتخادمة أو المستفيدة من وجود الإحتلال ومصانعه اللغوية من هذه المصطلحات وتتبنى مضادها المغلف بالوطنية لتحتكر الشرعية وتختطف الدولة ولتسوق نفسها كضد وطني لخصومها.

ما يخفف ويحدد تلاعب القوى المنتجة والمستفيدة بالرأي العام وتوجهاته ومشاعره ومواقفه هو القوى الوطنية المضادة والمعارضة لسياسات إدارة مصانع المصطلحات والتي يجب أن تنتج بدورها مصطلحات مضادة تعبر عن الحقيقة وتصحح للرأي العام مفرداته و"تحرره" من الإحتلال اللغوي الذي لا يقل خطرا عن احتلال الأرض بعد أن تحولت هذه المفردات "الإحتلالية" إلى قاموس لغوي و جزء أساسي من الحياة السياسية والثقافية في الإعلام ولغة متداولة بين الساسة والناس.

ومن أبرز المصطلحات التي باتت تشكل جدلا واسعا ومحتدما خلال الفترة الحالية هي مصطلحي الدولة واللادولة اللذين بات من الضروري بيان حقيقتهما وكشف زيف مضامينهما وخبث أهداف من أطلقهما  وتبناهما.

لكل ما تقدم يجب على القوى والنخب الوطنية ما يلي:

١/ أن تطلق في خطاباتها وتحليلاتها وكتاباتها تسمية "قوى السلطة" على من يسمون أنفسهم "قوى الدولة" وهي القوى السياسية المسيطرة على السلطة وليس الدولة فالدولة هي مؤسسات خدمة محايدة ولا يفترض مصادرتها من قوى أو جهات أو شخصيات معينة.

٢/ إن تطلق على ما يسمونها "قوى اللادولة" بهتانا مصطلح "حماة الدولة" فهي قوى دولة وأكثر  لأنها حامية للدولة حتى يتم التذكير بدورها وتثببت حمايتها للدولة بكل معانيها واركانها ومنها النظام السياسي وحتى قواه "اللادولتية".

٣/ أن تشكل مصانع إنتاج مصطلحات من خبراء في الشؤون السياسية واللغوية والإعلامية والنفسية والإجتماعية لكي تتمكن من السيطرة أو على الأقل مجاراة  المنتجات المستوردة في أسواق الرأي العام المحلية.

ــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك