المقالات

الإمام الخميني طاب ثراه محقق حلم الأنبياء

1408 2021-06-03

 

حسن المياح ||

 

( الإسلام دين الله العالمي الشامل , الذي يخرج الناس من ظلمات الكفر والإشراك , وينتشلهم من ظلام الجهل وركام تيه الجاهلية القاتم الراكم الجاثي على صدر الإنسان , الى نور الإسلام وإشراقة القرآن . وبهذا المفهوم , وعلى أساس هذا المعنى والتوضيح , لم يكن نشر الإسلام عقيدة وتشريعآ , وأخلاقآ وسلوكآ , ونظامآ سياسيآ ومنهج قيادة حياة الإنسان ~ كما يدعي الإستكبار وأفراخه الجاهلون الإمعات المتطفلون ~ , أنه تصدير ثورة وإحتلال أوطان ....

كلا ... وألف لا ...

إنما هو ~ بكل يقين وإطمئنان ~ دعوة إيمان عقيدة توحيد , وتطبيق تشريعات القرآن , وإنتشال من وهدة الجاهلية المعتمة المطبقة , وإعلان حرية وإنفتاح عقلية الإنسان , ليرى النور الإلهي سعادة حياة , وإشراقة بحبوحة عيش إنساني رغيد بكل طمئنة وسلام ......)

والإمام الخميني طيب الله ثراه رجل مؤمن كريم , عاهد الله سبحانه وتعالى على أداء التكليف ما وسعه الأداء الأتم الأكمل الصحيح , ليبرأ ذمته , ويحقق غاية وجوده الإنساني في عالم الدنيا , ليخرج منها طاهرآ عفيفآ , عزيزآ كريمآ , خالية ساحته بقدر ما يستطيع من شوائب الظلم والأثم والعمل السيء المنبوذ .

وهكذا كان هذا الرجل المؤمن الساعي في ديدن وجوده الحياتي في العيش المؤمن الواعي الحركي السليم .

آثر ووحد وأفرد الله سبحانه وتعالى عبادة وتسبيحآ , وتهليلآ وتمجيدآ , وتكبيرآ وإستغفارآ , على ملذات نفسه وموجبات متطلبات رغائبه وجواذب مشتهياته . فكان يأنس الى ذكر الله صلاة وتسبيحآ , وصيامآ وتزكية نفس , وقراءة قرآن ودراسة الشريعة ليكون العالم المجتهد , والمرجع الملتزم النزيه الذي يخدم رسالة الإسلام من حيث ما يريده الله أن تكون الخدمة والعبادة والتقديم , والعمل والسعي والتطبيق .

جاهد النفس تربية وتهذيبآ , وعامل العقل إنفتاح وعي , وفهم أحكام , وتطبيق تشريعات الإسلام , وجالد النفس مسلك الطاعة ليكون القدوة على خط إستقامة عقيدة لا إله إلا الله , والنموذج الأصلح والأتقن والأطيب في التطبيق والإحتذاء , والأسوة سلوكآ حياة الأنبياء والأئمة المعصومين من آل البيت النبوي الكريم عليهم جميعآ سلام الله وزكاته ونماؤه حسنات وبركات , والذي يتوسم أخلاق وسلوك وسيرة الإنسان الكامل الذي إختصت وجودآ حقيقيآ واقعيآ في النبي والآل المعصومين عليهم السلام , ليكون شبههم صورة , ومثالهم سجية , وسنخهم طبيعة , ومن منهلهم يشرب , ومن نبعهم يستقي , ومن موائدهم يتناول طعامه المعنوي والمادي , فيكون الإبن البار , والتلميذ المخلص الوفي الصادق الذي يقتفي منهج عقيدة التوحيد الرسالية إيمانآ وإنتماءآ , وولاءآ وتضحيات .....

وهكذا هو بكل تأكيد كان ..

عاهد الله سبحانه أن يقتقي خطى الصالحين في مدارج السالكين , فأتم الله تعالى له توفيقه , وسهل له طريقه , وأعانه في ترسم خطى سلوكه , وحقق الأمنية الكبرى التي يتمناها الأنبياء الكرام الميامين والأئمة الدعاة المعصومين , التي نذر نفسه وحياته لها , وعلمه وتقواه لتأسيسها , وراحته وجهده ليبنيها , ووقته وعبادته ليشيدها دولة عدل وإستقامة على منهج عقيدة لا إله إلا الله دولة إسلامية عادلة مستقيمة قويمة , ثابتة الأركان , سميكة الجدران , مهندسة البنيات , تستوعب كل مسيرة الخلق والثقلان , وإنها دولة الإسلام , على أساس القرآن .

ولذلك فتح أسارير فليسوف العصر , وفريد علم وفقاهة الدهر , السيد المؤيد آية الله الكبرى وحجته العظمى السيد الشهيد محمد باقر الصدر , الذي قال بكل فخر الإيمان , وعز عقيدة القرآن , وشموخ رسالة الإسلام , وكرامة خلق الله في أحسن قوام الذي هو الإنسان , أن الإمام السيد آية الله العظمى والمجتهد الأكبر روح الله الموسوي الخميني قد حقق أملي وأمل الأنبياء في إقامة دولة العدل الإلهي القائمة على أساس تشريع الإسلام , وحقق الأحلام الرسالية المؤمنة واقعآ عمليآ كمنهج حياة , ونظام حياة سياسي يقود الإنسان , ويرسيه سعادة وحبورآ وسرورآ على بر الأمن والأمان , ليهنأ العيش الإنساني الرغيد العزيز الكريم .

وتمنى ... وكان يسعى جاهدآ ومتشوقآ  لنيل شرف خدمة الله في خط رسالة الإسلام السيد الشهيد محمد باقر الصدر , أن يكون خادمآ في عز دولته , وشموخ رسالة الإسلام , ووكيلآ نائبآ ~ ولا يخفى ما للسيد الصدر الموسوعة الشاملة المتعددة العلوم والفنون من وجود رسالي ومكانة علمية ومرتبة فكرية ~ عن السيد الخميني في القرية التي ينسبه اليها من قرى إيران الإسلام , ليخدم الرسالة الإسلامية الإلهية والإنسان , وليحظى برضوان من الله أكبر وأوسع وأشمل وأكمل .

وبعد أن إنقطع الإسلام دولة عدل , ونظامآ سياسيآ عمليآ مطبقآ في واقع الحياة والناس , عقيدة وتشريعآ , ونظامآ سياسيآ حاكمآ في مؤسسات وميادين دولة عدل على إستقامة أحكام ومفاهيم القرآن أربعة عشر قرنآ من الزمان ~ منذ وفاة النبي الرسول محمد بن عبدالله صلى الله عليه وآله ~ , وها هو في نهايات القرن العشرين في عام ١٩٧٨م , أعاد الإمام الخميني وجود , وأنفذ حاكمية دولة العدل الإلهي على أساس إستقامة عقيدة التوحيد تشريعآ , وأجرى القرآن دستورآ وأحكامآ ومفاهيمآ , تجسيدآ واقعيآ على أرض إيران الإسلام , وكان همه وشغله الشاغل الذي يتوق اليه بذل مهجة في نشر ( والذي أطلق عليه مصطلح " تصدير الثورة " حقدآ ولؤمآ , وبغضآ ومحاربة , وتشنيعآ ودعاية غادرة زائفة ) الإسلام عقيدة رسالة إلهية , وتشريعآ ربانيآ سماويآ , وأحكامآ ومفاهيم القرآن .

وعلى أثرها قامت قائمة الإستكبار , وإرتفعت عقيرة الإستعمار , خبثآ وإنتقامآ , وكشر الغرب عن أنيابه المجرمة القاطعة المفترسة المتوحشة حقدآ وهذيانآ , ولم يستقر حال الصهيونية الماسونية , ولم يهدأ بال موسادها المجرم الخبيث العابث الرذيل مكائدآ وتلفيقات , وصواريخ عداء وقنابل إعتداء طائرات , على جمهورية الإسلام في إيران . وأصبح الإسلام ~ كما يتصورون ويعتقدون , ويثقفون ويدرسون ~ هو العدو اللدود , الذي ظهرت شوكته المؤلمة التي أرقت الإستكبار وسلبته عنفوانه , وأسقطت طغيانه , وأهانت فرعنته , وجعلته يعيد كل حساباته في ظلمه وإرهابه وإجرامه , وأطالت سهاد الشيطان الأكبر وجعلته يفكر في جاهليته المجرمة , وجهله الناقم العابث , وظلامه الذي أرخى سدوله المجرمة الغاصبة الناهبة المسلطة على الدول الصغيرة وشعوبها المستضعفة , وأرعب الصهيونية الكيان الغاصب في لملمة أوصاله المتهرئة الجبانة في حياكة مخططات حاخامات صهيون , لدفع خطر السيل الهادر الغاضب ~ كما هم يتصورون ويشعرون ويعرفون ~  الجارف القادم من أعماق دولة الإيمان وتربة رسالة الإسلام ........

مثل هذا الرجل الإمام السيد الخميني الشديد في الله عقيدة , والقوي الصلب بالإسلام إيمانآ وإلتزامآ , والمستقيم العادل سلوكآ , قد قلب موازين العالم رأسآ على عقب , وشغل الدول كافة تفكيرآ وحسابآ , وتعليلآ وإحتسابآ , في باكورة قدوم الألفية الثالثة من عمر الزمان بعد ميلاد النبي السيد المسيح عليه السلام , كما يؤرخ له الإستكبار والشيطان الأكبر في عرفهم الكنسي المحرف لدولة الإنسان , وبانت عورات كل الأنظمة البشرية التي وضعها الإنسان , الذي جعل من نفسه ضدآ نوعآ في التشريع والحاكمية ,  ومقابلآ إلهآ صنمآ في العبادة والتسليم ....

وما أحياء ذكرى هذا القائد الإمام , إلا إعلان حاكمية عقيدة لا إله إلا الله في أرض الخافقين , والمشرقين والمغربين , وليست المحصورة والمقيدة في دولة إيران  ~ كما يريد الإستكبار والإستعمار والصهيونية والشيطان الأكبر أميركا اللمم ; وإنما هي رسالة شمول عقيدة , وكمال تشريع , وتمام حاكمية عالمية في كل الأوطان ....

وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين .

وتبارك الله خالق ومالك الناس أجمعين , والحمد لله رب العالمين , كما يرتلها إية أولى بعد البسملة من سورة الفاتحة كل الناس أجمعون , والمؤمنون المصلون .

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين , الذي به نؤمن ونستعين .....

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك