المقالات

قرون الاستشعار والدولة المدنية !؟


 

✒️ عمر ناصر *||

 

يوما بعد يوم قرون الاستشعار لدي تتحسس وتتلمس لتتأكد من وجود اثار كائنات بشرية طفيلية تحاول وضع بيوض الانتهازية والوصولية لتجد مرتعاً جيداً وحواضن في بيئة رطبة مناسبة لافكارهم المريضة كخطوة تمهيدية لركوب موجة السخط والغضب الشعبي والجماهيري الذي ينادي به قسم كبير من الشعب في خطوة لتغيير شكل نظام الدولة اما الى النظام الرئاسي او الى المدني مما جعل بعض المتسلقين الذين لم يكن لهم نصيب من كعكة الفساد في شكل نظام ألدولة الحالي ان يهيئوا لهم لاقتناص الفرصة الذهبية لتأسيس ارضية وقاعدة ينطلقوا من خلالها الى تطلعاتهم المشبوهة ..

عند الولوج الى الواقع بصورة اقرب في محاولة لتفكيك شفرة رموز التركيبة الحقيقية والفطرية لمجتمعنا نلمس بما لايقبل الشك واقع حال يقول ان اللبنة الاساسية للمواطن هي عبارة عن خليط متجانس وغير متجانس مابين الميول الدينية التي يؤمن بها كلياً ويرجع ذلك الى وجود نسبة كبيرة من الشعب هو محب وميّال للدين بطبيعته الفطرية وبين التوجهات المدنية التي هي اساس اللبنة العصرية والحداثة والانفتاح على الجميع التي تؤمن بالعدالة الاجتماعية بين القوميات والاديان والطوائف بغض النظر عن خلفية المكونات وانتمائهم العرقي والتي لها نسبة عالية ايضاً من الجمهور  .

في العمل السياسي تعتمد المتغيرات على منسوب ومستوى النجاحات وامكانية الوقوف على اسباب الفشل لأجل تقييم نسبة الاخفاقات التي حصلت في ماراثون الاجتهادات السياسية لغرض التصحيح وتقويم الاداء وهي حالة ايجابية وصحية ودليل على أن هنالك جهود بذلت ومشاريعاً قُدمت وعملاً أنجز ولكن لم يكتب له التوفيق او النجاح لأسباب قد تتعلق بسوء الادارة والتخطيط والتنفيذ او بسبب الضعف في تشخيص مواطن الخلل والاخفاق في ايجاد الحلول الناجعة له .

ينبغي اليوم التمييز بين انقياء منظري دولة العدالة الاجتماعية وبين الوان بعض الاظافر المحسوبة على المدنية والتي بدأت تشق طريقها بدواعي التنظير والتثقيف للمواطنة والمساواة وحقوق الانسان لان اعطاء الثقة المطلقة لجميع المدنيين كأعطاء سلاح لمجنون لكون فيهم من لم يكن مؤمن ايماناً كاملاً وليس لديه فهماً شاملاً بمبادئ واهداف الافكار المدنية وبناء دولة المؤسسات، وان جميع محاولات مشروع بناء دولة مؤسسات قادرة على ان انتاج قرار داخلي حقيقي يستمد قوته من رحم الامة نراه يجهض مباشرة قبل أن يرى النور لكون اغلب الحركات والاحزاب السياسية المؤمنة بالمحاصصة لديها فكر وايدلوجية مغايرة لايدلوجية بناء دولة المواطنة الفعلية التي تعتمد العدل والمساواة كأساس ومعيار للتعايش السلمي بين جميع ألافراد ويكون فيها مبدأ الفصل بين السلطات هو الفيصل في اصدار القرارات.

 وهذة المعرفة قطعاً ستمكننا من الوصول الى تفكير المواطن التي هي من اهم الخطوات واولى اولويات التغيير الحقيقي الذي ينبغي على الكتل والتيارات والاحزاب السياسية البدأ به فوراً لان خياره أصبح اليوم ضرورة حتمية وحقيقة حية ينبغي من خلالها اتاحة الفرصة بجدية لتقديم أناس أكفاء جُدد يتصدون للمشهد السياسي في المرحلة المقبلة من خلال تفعيل دور الشباب والمشاركة الحقيقية للمرأة في صنع القرار السياسي والعمل بجدية على بناء مجتمع متماسك وموحد بعيداً عن الجهوية والفئوية والطائفية ولاعادة جسور الثقة بفكرة بناء دولة المواطنة التي يعتبرها جزء من الشارع انها  اصبحت ضرب من ضروب الخيال والقسم الاخر يعتبرها هي طوق النجاة الاخير بعيدا عن كل محاولات عسكرة المجتمع وقبل وصول الأعصار لمقتربات الواقع المرير الذي نعيشه اليوم لتجنب ارتفاع الامواج ودخول المياه الى طاقم السفينة.

 

انتهى ...

 

خارج النص / الوصول الى تفكير المواطن اولى من الوصول مؤقتاً الى معدته  ...

 

عمر ناصر/ كاتب وباحث في الشأن السياسي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك