مثنى الطائي ||
إن الايام العشرة الماضية من معركة سيف القدس الحاسمة التي خاضتها المقاومة الفلسطينية والتي كانت مفصلية ومحورية في تاريخ فلسطين والمقاومة من جهة واسرائيل والكيان الغاصب من جهة اخرى ، فقد حققت هذه المعركة مالم يتحقق او يتوقع ان يتحقق طيلة فترة السبعين عاما المنصرمة ومنذُ تأسيس هذا الكيان اللقيط باستثناء معارك عرين الاسود في لبنان العزة والصمود عامي ٢٠٠٠ و ٢٠٠٦ وطرد الغزاة وتحرير الاراضي اللبنانية من دنس الغُزاة والطامعين ، فما افرزته هذه المعركة القصيرة في ايامها الكبيرة في نتائجها وآثارها من اقتدارٍ فاجئ كل التوقعات بعدما كانت المقاومة بدائية لا تتعدى الحجارة وبعض وسائل السلاح البسيطة الى مقاومة صاروخية استهدفت عُمق العدو وصمودٍ حطم كل الاحلام والمخططات في اتمام عقد صفقة القرن وإنشاء دويلة الصهاينة اليهود في ارض فلسطين العربية بعدما انخدعوا بدعم المتغطرسين اللامحدود لهم وانغروا بتطبيع مشايخ الغدر المنبطحين معهم ، وبعد اغترارهم بامكانياتهم العسكرية وقواهم التقنية الواهمة ومنظوماتهم الدفاعية وقببهم العسكرية الواهنة ، ومنصاتهم الاعلامية المخادعة وقلاعهم وحصونهم المنيعة ، فرغم ماكانوا يمتلكون من إمكانيات مادية وعسكرية واقتصادية وتقنية وفنية ، فإن كل تلك المقومات قد تلاشت وضعفت وتساقطت عن الصمود أمام مقاومة وقوة وصواريخ المقاومين وعزم وإباء الممانعين ووصول ضرباتهم الى عُمق هذا الكيان الغاصب ووصول صواريخهم الى أدق المواقع الاستراتيجة والامنية وأكثرها حساسية وخطورة بالشكل الذي ارعب ساسة واللوبي الصهيوني وزرع الذُعر في نفوس المستوطنين وهم يتسابقون في الدخول الى ملاجئهم وكهوفهم المنيعة خوفا من ضربات المقاومين لهم ، وحرصا منهم لتضييق الفجوة داخل هذا الكيان اللقيط وما تبعهُ من ذُعر لمرتزقة الخليج وأعراب التطبيع ، وتجنبا لسقوط هيبتهم اما داعميهم من انظمة الاستكبار وأمام الرأي العام العالمي خصوصا بعدما امتلأت الكثير من شوارع ومدن أوربا بالتظاهر والاحتجاج تنديدا على سياساتهم العدوانية على شعب فلسطين الاعزل واغتصاب ارضهم .
كذلك ما بلغه هذا الكيان من الحط بقدره امام مرتزقتهم العرب من المطبعين الغادرين ، لذا فإن هذه الحرب وهذه الايام الحسوم من تاريخ الطرفين اوجدت معادلة جديدة ورؤية جديدة وستراتيجية جديدة غيرت قواعد الاشتباك وبدلت معادلات توازن الرُعب والاصطدام والاحتكاك مع العدو وفرضت إرادة ومشروع المقاومة من جديد وبقوة وأجبرت ندهم الاخر على عدم فرضه لسياسة الهيمنة والامر الواقع .
كل تلك المعطيات اجبرت الصهاينة وحلفاءهم من انظمة الغطرسة ومرتزقتهم من حكام ومشايخ التطبيع الى الاسراع في عقد الهدنة بين الطرفين ووقف اطلاق النار لألى تتضح هشاشة هذا النظام وتفتضح حقيقته اكثر وما وصل اليه من ضُعف وعجز في ايقاف ضربات المقاومة وصد صواريخه القاهره ، بعد تلاشي منظوتهم الخرافية "الحديدية" وما وصل اليه هذا النظام مِن الحرج الشديد والذُل الكبير لم يبق له الا خيار المهادنة ووقف اطلاق النار الغزاوية والصواريخ القاسمية التي اقضت مضاجعهم وجعلت سُمعة هذا الكيان محطا للمسخرة والتنكيل لدى الجميع .
وعليهم أن يدركوا إن الحرب لو أستمرت لافتضح هذا النظام اكثر ولتلاشت كل حصونه وقلاعه ، وهم يعلمون ذلك ، وكذلك علمهم ان هذه المواجهة تصدى لها جناح واحد فقط من اجنحة المقاومة واذرعها فما بالك لو دخل على خط المواجهة اسود لبنان وليوث العراق ورجال اليمن وابطال سوريا وشجعان ايران ! ، فاستمرار الحرب يحقق انتصارا اكبر للمقاومين وذلٌ ابلغ لهم ولكل المطبعين ، مع اخذهم بنظر الاعتبار ان هذا النصر رفع من رصيد المقاومة في شعوبهم وتلاحمت كل صنوفها وتوحدت جميع فصائلها في جميع محاورهم ، فلم يبق لهم الا خيار الهدنة والمهادنة التي تسابق لها كبارهم وعرضوا عليهم الكثير من اموالهم ضنوا انهم يشترون ضمائرهم كما اعتاد على ذلك حلفاءهم ، فكذلك في الهدنة سوف يكون الانتصار اعظم والاقتدار أشد وسوف تتنامى قدرات المقاومة وتتصاعد امكانياتهم تصنيعا وتدريبا وتسليحا وإعدادًا وجهوزية ، فضلا عن تنامي الروح المعنوية المتوهجة والامال الثورية المتوقده التي افرزتها انتصار معركة سيف القدس والتي بحد ذاتها صنعت اعظم انتصارا وحققت اكبر اقتدارا قضى على كل احلام مشروع التطبيع وصفقة القرن في اقامة دولة صهيونية يهودية مستقبلا ، تمهيدا لتحرير كامل الارض المغتصبة من دنس ووجود هذا الكيان اللقيط
https://telegram.me/buratha