المقالات

ماذا لو تحالف الشيعة مع أمريكا و(إسرائيل)؟!

1622 2021-05-17

 

د. علي المؤمن ||

 

   ليس عندي أدني شك بأن أغلب الأنظمة العربية والأحزاب الطائفية على امتداد البلدان العربية؛ يتمنى لو أن أمريكا وإسرائيل تطلقان كل قنابلهما النووية لإحراق شيعة العراق وايران ولبنان وسوريا واليمن؛ ليتخلص من عبء المقاومة التي يشعر أنها باتت تمعن في إحراجه وفضحه وفضح تحالفاته مع الكيان الإسرائيلي، وباتت تقض مضاجعه أكثر مما تقض مضاجع الصهاينة والأمريكان، وهو ما كشفته وثائق ويكيليكس من قبل بكثير من التفصيل، وتكشفه اليوم مقاومة الشعب الفلسطيني النوعية.

   وهنا أود طرح سؤالين بريئين على شقيقي العربي السني، وأطالبه بإجابة منطقية علمية، وليس إجابة سياسية متسرعة معلبة: ((من سيبقى في ساحة المقاومة ضد الصهيونية ومشروع الهيمنة الأمريكية، لو ألغينا شيعة لبنان والعراق وايران وسوريا واليمن من خارطة المنطقة!؟، وماذا سيحدث للحركات السنية المقاومة في الداخل الفلسطيني وخارجه، كحماس والجهاد؛ فيما لو امتنع الشيعة وأنظمتهم وأحزابهم ومرجعياتهم، عن دعمها بالمال والسلاح والإعلام والسياسة، والذي لم يعد سراً؟!.)). شخصياً؛ لا أتخيل إلّا مشهداً مرعباً دافعاً للإستسلام الكامل للمشروع الصهيو ــ أمريكي، وانهياراً تدريجياً للمقاومة ضد الكيان الإسرائيلي.

    ولو قرأ العقلاء المشهد السياسي العربي والإسلامي، منذ أربعة عقود وحتى الآن، بواقعية وتجرد؛ لأيقنوا بأن الشيعة هم ركيزة جبهة المقاومة والممانعة ضد المشروع الأمريكي والمشروع الصهيوني في المنطقة. ولم يعد سراً أن الهدف الذي بات يًجمع عليه قادة الفتنة الطائفية وجيوش التحشيد الطائفي ودعاة الحقد والكراهية، بدءاً بالأنظمة ومخابراتها وإعلامها، وإنتهاء بالجماعات التكفيرية المسلحة؛ هو ضرب هذه الركيزة بكل الأسلحة.

    وبمراجعة سريعة لما تنشره وتبثه وسائل الإعلام العربية، وتصريحات ساسة الأنظمة الطائفية ومشايخهم، ومخططاتهم الميدانية، وفاعلية مليارات المال السياسي الخليجي، ومراسلات السفارات الأمريكية في المنطقة وتحليلات مسؤولي الأمن القومي والدفاع والمخابرات والخارجية الأمريكية؛ سيرى العقلاء بالعين المجردة أن السبب الحقيقي وراء تعرض الشيعة لعقوبات الحصار والتجويع والمقاطعة والتآمر والقتل والدمار، والضرب المتواصل بكل أنواع الأسلحة السياسية والمخابراتية والثقافية والإعلامية والإقتصادية؛ يتلخص في رفض الشيعة القاطع لمشروع الهيمنة الأمريكية والوجود الصهيوني في المنطقة العربية والإسلامية.

    وهنا أتساءل مع أخرى مع شقيقي السني العربي: ((هل تعلم ماذا سيحصل لو قدّم الشيعة فروض الولاء والطاعة للمشروع الأمريكي، وتحولوا الى حلفاء للكيان الإسرائيلي؟)). أجيبك: لاشك أن  أوضاع الشيعة السياسية والاقتصادية والأمنية ستنقلب رأساً على عقب، ولمنحتهم أمريكا واوربا حق الهيمنة الحصرية على المنطقة الخليجية وغرب آسيا بكل مقدّراتها وتفاصيلها.

    ولكن؛ حينها سيفقد الشيعة الخصائص الأبرز التي توارثوها من نبيهم وأئمتهم وأسلافهم، وظلت منذ وفاة رسول الله (ص) وحتى الآن تميزهم عقائدياً وفقهياً وسياسياً، وهي خصاص "الرفض" و"المقاومة" و"التصدي" لكل أشكال ومضامين الإستكبار والظلم والاستبداد، والتي ستظل تمنعهم من أي تطبيع ومهادنة مع الكيان الإسرائيلي.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك