المقالات

تحالفات ما توكل خبز


 

علي علي

 

    لاأظن إنسانا سويا ينكر ما للتعاون والتحالف والتكاتف من غلبة وقوة يتحققان لدى المتمسكين بها، عكس الفرقة والشتات ومايخلفانه من ضعف لدى أية مجموعة، وقد قالها معن بن زائدة في قصته المعروفة ناصحا أولاده:

كونوا جميعا يا بني إذا اعترى   

       خطب ولا تتفرقوا آحادا

تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسرا    

      وإذا افترقن تكسرت أفرادا

ومن البديهي أن مجتمعنا العراقي اليوم بأمس الحاجة الى هذه المقومات، لاسيما بين رؤوس الحكم ومسؤوليه الذين يتبوأون المراكز العليا في البلد، وكذلك الكتل والقوائم التي من المفترض ان يكون صوتها واحدا ويدها العاملة بها واحدة متجاوزة الخلافات التي بينها، فضلا عن الابتعاد عن المنافع الشخصية والفئوية، بغية الوصول الى استقرار سياسي لتحقيق الغاية المنشودة الأولى وهي استقرار البلاد برمتها، ليتسنى الالتفات الى البناء والإعمار بعد عقود التخلف والتأخر عن ركب الأمم.

  وقد نحى برلماننا العراقي في حزيران من عام 2014 منحىً إيجابيا -وقلما يفعلها- في التعديل الذي أجراه على قانون الانتخابات آنذاك، إذ فتح أفقا جديدا ومجالا رحبا، لمن يريد التآلف والتكاتف من الكتل الصغيرة والقوائم من التي لم تحظ بـ 100 ألف صوت، فمنحها مساحة أوسع آنذاك للحصول على الأصوات التي تمكنها من دخول العملية الانتخابية، فكان هذا داعما لروح التكاتف والتآرز بين القوى الصغيرة، لتكوين قوة كبيرة بإمكانها تحقيق الأهداف المشتركة والإيديولوجية المرسومة في برامجها كما ينبغي.

  إلا أن الذي حصل -ومازال يحصل- في العراق الديمقراطي الجديد، هو ائتلافات وتآزرات وتكاتفات وتعاون يهدف الى مالايصب في مصلحة البلاد والعباد، كما ان الغايات في هذا تتباين بين ظاهر وباطن، فأما الظاهر فهو خدمة العملية السياسية، وتعديل الانحرافات فيها والتلكؤات التي رافقتها، وكذلك تقديم أكثر مايمكن تقديمه لإسعاد المواطن -العزيز والحبيب على قلوبهم- من خلال مسميات كثيرة وعديدة. أما الباطن فهو باطن بعيون صانعيه، بينما هو في الواقع لم يعد باطنا كما يخاله البعض وماعاد معناه (في قلب الشاعر) كما هو من قبل، فقصائد جميع الكتل والقوائم باتت مقروءة ومسموعة لدى أبسط مواطن عراقي، إذ ولّدت لديه التجارب السابقة قوة حدس وسرعة بديهة، تمكنانه من الحكم على مجريات الأحداث بشكل صائب.

ولما هو معروف عن العراقي طيبة قلبه وحسن نياته، فقد ظن البعض ان هذه التحضيرات والاستعدادات بين الكتل والقوائم تصب في صالحه، ولم يدرِ ان المبطن من عملية التآلف لايبشر بخير له، فـ (طبخة) انتخابات عام 2014 بحسابات أرباب الكتل أتت أكلها في الانتخابات التي تلتها، بعد إتمام طهيها على نار هادئة، لتحقيق غايات أحزابهم أو الجهات التي ينضوون تحت جلبابها، إذ ظهرت كل كتلة على حقيقتها وانكشفت النيات المبطنة من تحالفاتها السابقة مع كيانات كانت تدعي وقتها خدمة البلاد والعباد، وهي اليوم تبرر تقصير وزرائها ومسؤوليها في المجلس التنفيذي، فتسبغ عليه أعذارا واهية، قاصدة بها غير غافلة، والإشارة الى هذه الكتل لاتحتاج إيماءً او إصبعا للدلالة عليها.

aliali6212g@gmail.com

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك