المقالات

فقدان المواطنة وروح ألانتماء ...


 

✒️ عمر ناصر *||

 

يؤكد الباحثون على ان الانتماء الروحي اكثر تماسكاً وقوة من الانتماء المادي اي ان الترابط الذي يكون بين الافراد واصولهم هو اكثر تأثيراً بواقعهم ، بدليل ان اغلب المهاجرين يبقى لديهم ذلك الشعور والاحساس العالي بالانتماء لبقعة ارض كانت ولازالت هي النبض الذي لايفارق مخيلتهم ، وان مرض الحنين الى الوطن Home sick ماهو الا مثال بسيط على ذلك فنرى ألكثير منهم يؤثر على نفسه وأن كان به خصاصا.

وغالبا مانرى أن ذلك الشعور يتنامى اكثر بالرغم من انصهار الكثير منهم واندماجهم داخل ثقافات اخرى وفي مجتمعات مختلفة تماماً عن ثقافة مجتمعاتهم الاصلية ، وتقولبهم بل انصهارهم في قالب تلك ألمجتمعات بشكل كامل لكن في واقع ألحال تبقى روح الانتماء فيهم طالما نراها تُغرس بطريقة عفوية في تصرفات أبناءهم الذين لايعرفوا من بلدانهم الاصلية ألا أسمها ومن ألشكل الا رسمها ، فتراهم يميلون حتى في سلوكهم الى طبيعة ألمجتمع ألذي ينتمي اليه تارة والى المجتمع الذي قدم منه تارة اخرى.

 أن روح ألانتماء ليس بالضرورة أن يكون اساسها فطرياً بل على ألعكس تماماً فأحياناً كثيرة يكون الانتماء المكتسب هو أقوى بكثير من ألانتماء ألفطري اي بمعنى أدق هو الشعور الحقيقي الذاتي بقيمة شعور الفرد بنفسه داخل ألمحيط الذي يعيش فيه أكثر من شعوره بقيمته من ألمجتمع الذي قدم منه وأخص بالذكر اؤلائك الذين هاجروا من بلدانهم عنوة رغماً عنهم و انجبوا اولادهم في بلدان ألمهجر .

ولا يمكن دعم مبدأ العدالة اذا لم تكن هنالك معطيات ومقومات تساهم في اعلاء اسسها وبناءها بالشكل السليم وكما تريده المجتمعات التي تخلصت من جميع مفاهيم التشرذم العرقي والقومي ، ولايختلف اثنان على أن ألانتماء والشعور بالمواطنة ينطلق من قناعة الفرد التامة بأنه يعيش في بقعة ذات حقوق غير مسلوبة أو مغتصبة وانه لايعامل كمعاملة مواطني الدرجه ألثانيه في ألكثير من الدول، فألوطن هو ذلك الكيان الذي يؤمن به أبناءه ويشعرهم بقيمتهم المعنوية قبل المادية ، ويؤمن بضرورة تقديس كرامتهم قبل معيشتهم وبالتالي لايمكن المزايدة على حب ألاوطان لكونه ترابط روحي محض بين قلب الفرد وجوهر الارض.

 

*عمر ناصر / كاتب وباحث في الشأن السياسي 

——————————————————————

 

خارج ألنص // الوطن الحقيقي من يحتضن ابناءه من صقيع البرد ويؤمن الحرية والكرامة لهم.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك