أياد خضير العكيلي ||
في كل أنتخابات يحاول ويجتهد المرشحون من أجل كسب أصوات الناخبين بواسطة الرسائل التي يقدمها هؤلاء لجمهورهم خلال حملاتهم الانتخابية أثناء فترة الانتخابات .
وتختلف قوة الرسائل من مرشح لمرشح آخر حسب رؤية وخبرة وكفاءة كل مرشح ، وكذلك لمدى فعالية إدارة الحملة الانتخابية لهم ( إن وجدت طبعاً ) ،
وكلما كانت تلك الادارة متخصصة ومهنية وذات خبرة ورؤيا واضحة معززة عملها برسائل واقعية وعملية تخاطب بها مزاج وعقول وعواطف الناخبين كلما زادت فرص المرشح بكسب أكبر عدد من الاصوات والاقتراب من الفوز بمقعد برلماني ،
هذا بالاضافة الى الكثير من الامور الاخرى التي تعزز فرص المرشح للفوز والتي سنتطرق اليها ونذكرها بالتفصيل في مقالات لاحقة أن شاء الله .
ولكن مايهمنا هنا ومانحاول ان نتطرق اليه هي مراحل كسب الاصوات والفوز بها . وهي ٥ مراحل مهمة جداً .
أولاً : عملية تحشيد الاصوات ،
وهي المرحلة الاولى التي يقوم بها المرشح او الحزب او الكتلة لكسب أصوات الناخبين ، من خلال كسب التأييد الشعبي وتحشيد الاصوات بشكل عام وغير محدد من خلال رسالة عامة تقدم الى الجمهور سواء بشكل مباشر مع الجمهور عبر اللقاءات والندوات أو بشكل غير مباشر عبر وسائل الاعلام المختلفة وشبكات التواصل الاجتماعي .
ثانياً : عملية كسب الاصوات ،
وتختص هذه المرحلة بكسب أصوات الناخبين بشكل شخصي ومباشر إستناداً الى تفاعل الاشخاص وأنجذابهم أو ايمانهم بما يطرحه المرشح او الحزب او الكتلة خلال عملية التحشيد الاولى فيتم حينها اللقاء مع تلك الشخصيات لكسب أصواتهم بشكل مباشر ، فيما تصنف تلك الشخصيات فيما بعد حسب أهميتها ونفوذها وقوة تأثيرها بالمجتمع وسيكون لكل من هؤلاء أهتمام خاص ودور معين .
ثالثاً : عملية تأمين الاصوات ،
وتعتبر هذه المرحلة من أهم مراحل الحملة الانتخابية والتي غالبا مايغفل عنها المرشحون ولايعطوها الاهتمام اللازم ، ونعني بتأمين الاصوات هو عملية ضمان وتأييد ومتابعة تلك الاصوات للمرشح طيلة فترة الحملة الانتخابية وصولاً الى يوم الاقتراع وتأمين والتأكد من ذهاب الناخب الى المركز الانتخابي . ويتم ذلك من خلال التواصل المباشر والدائم بين المرشح وهؤلاء الناخبين الذين تم كسبهم سواء بشكل مباشر أو عبر وسطاء ووكلاء مؤثرين يتم أختيارهم بعناية ،
ويتم ذلك خشيةً من تغيير هؤلاء الناخبين لقناعاتهم أو كسبهم من قبل مرشحين آخرين ، أو في التأثير عليهم لعدم المشاركة بالانتخابات لسبب أو لاخر ،
وفي هذه الحالة سيخسر المرشح هذه الاصوات كما تذهب الجهود والاموال التي صرفت عليهم سدى .
رابعاً : عملية حماية الاصوات ،
ونعني بذلك هو حماية الاصوات في المراكز الانتخابية من خلال المراقبين الخاصين بالمرشح أو الحزب أو الكتلة والتي يجب أن يتم التأكد من كفاءة وأخلاص هؤلاء المراقبين وكذلك تدريبهم تدريب خاص ومهني،
وذلك لان العملية الانتخابية في الحقيقة تتمحور جميعها على دور وعمل هؤلاء المراقبين يوم الاقتراع .
خامساً : عملية تثبيت الاصوات ،
وترتكز هذه المرحلة على عملية تثبيت الاصوات لدى المفوضية العليا المستقلة للانتخابات بعد عملية الفرز الاولي ، إذ علينا أن لانغفل عنها ولو للحظة واحدة ويتم ذلك من خلال المشرفين الخاصين لكل مرشح او حزب او كتلة في مفوضية الانتخابات كما أن هناك طرق أخرى للتثبيت .
ونعتقد إن هذه المراحل الخمسة يجب أن تنفذ بشكل حرفي ومهني عالي المستوى دون إنقطاع
أو أغفال وأهمال أي مرحلة منها ،
لان ذلك سيؤدي إلى فقدان الكثير والكثر جداً من الاصوات وبالنتيجة الى خسارة المرشح لامحالة ،
ولهذا فأننا سابقا غالبا مانسمع من الكثير من المرشحين شكاوى تتعلق بسرقة أصواتهم والحقيقة ليست كذلك دوماً وإن وجدت فبسبب عدم تنفيذهم لتلك المراحل الخمسة بشكل كامل ، وهذا إما إهمالا منهم أو لقلة خبرتهم أو لامور أخرى سيتم التطرق اليها لاحقا إن شاء الله .
خارج النص / أن للعملية الانتخابية أسرار وخفايا كثيرة لايمكن لأي كان أو لقليل الخبرة من معرفتها كما انها تحتاج لمختصين وذوي خبرة لادارتها .
https://telegram.me/buratha