المقالات

"كوفة علي" في ذكرى استشهاده

1847 2021-05-03

 

د.علي المؤمن ||

 

  نتنقل في الكوفة العلوية في ذكرى استشهاد المولى علي، بين بيته وميثمه ومحرابه وهانيه ومختاره. ومن مسجد الكوفة الى شوارعها وأزقتها وشاطئها. ولاينكر منصف أن تحولاً كبيراً من ناحية الإعمار والخدمات حدث في الكوفة، قياساً بما كانت عليه في ظل النظام السابق، إلا أن كوفة علي لاتزال مهملة، لاتزال تعاني، لاتزال دون مستوى منزلتها التاريخية والمستقبلية بكثير.

   الكوفة العظيمة، هي العاصمة الحصرية للإمامة؛ من أمير المؤمنين علي بن ابي طالب الى أمير المؤمنين المهدي بن الحسن المنتظر. عاصمتنا التاريخية المستقبلية هذه؛ لاتزال مُهملة، ولايقدر قيمتها أغلب المعنيين في العراق؛ لا الدولة ولا الشيعة ولا أبناء المحافظة. وإذا ابتعدنا عن الجانب الديني والمذهبي والسياسي، وركزنا على البعد التاريخي الإنساني؛ فإن الكوفة كانت في يوم ما عاصمة أكبر دولة في العالم. وبالتالي؛ فهي تراث إنساني وديني ومذهبي من جهة، ومستقبل بالمواصفات نفسها في المستقبل، وهو ما لايتوافر في أية مدينة عراقية وغير عراقية أخرى.

   لذلك؛ ينبغي أن تكون الكوفة محمية إسلامية شيعية عالمية، من خلال قرار مشترك من مرجعية النجف والدولة العراقية ومنظمة الايسيسكو، كما ينبغي أن تكون محمية دولية من خلال تسجيل جميع معالمها في منظمة اليونسكو. ولايقتصر مشروع إعادة بناء الكوفة وحمايتها، على الجانب الديني والمذهبي والتراثي وحسب؛ بل على الجانب الإعماري والتحديثي والخدمي أيضاً، فإلى جانب إعادة إنشاء الحوزة العلمية الكوفية الكبرى والجامعات والمدارس الدينية؛ ينبغي أن تكون هناك جامعات أكاديمية وفنادق ومستشفيات حديثة وشوارع لائقة، فضلاً عن الخدمات الاستثنائية.

   والى جانب ذلك؛ ينبغي تحويل الكوفة الى عاصمة للسياحة الدينية في العراق، ومركز عالمي للجذب السياحي؛ لأن ما في الكوفة من معالم دينية ومقامات وآثار؛ لعله يندر مثيله في أي مدينة إسلامية تاريخية أخرى. ويكفي أن فيها مسجد الكوفة ومافيه من كنوز ومقامات، وماوقع فيه من أحداث، وهو أحد المساجد الأربعة، الى جانب المسجد الحرام والمسجد النبوي والمسجد الأقصى، ويكفي أن في الكوفة بيت الامام علي والإمام الحسن ومحراب عبادتهما ومقعد إمامتهما وكرسي خلافتهما، ويكفي ان فيها مسجد السهلة التاريخي المتفرد في عظمته. 

   هذا المشروع ليس مشروعاً محلياً على مستوى قضاء الكوفة أو محافظة النجف، بل هو مشروع وطني شيعي إسلامي عالمي، ينسجم مع عالمية الكوفة وعظمتها، ومن واجب الدولة العراقية، التي ينتسب أغلب حكامها الى مذهب أمير المؤمنين، أن تنهض بهذا المشروع، وتكرس اهتماماً استثنائياً مكثفاً ومستداماً بمدينة الكوفة؛ لتكون لائقة بماضينا وحاضرنا ومستقبلنا.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
رسول حسن..... كوفه
2021-05-03
ان شاء الله عندما يشبع اعضاء البرلمان والمحافظه من دماءنا هذا اذا كانت كلمة الشبع موجوده في جداول اعمالهم الغير متناهيه... شكرا للسيد المؤمن على عرضه حال الكوفه.. وبالمناسبه لقب امير المؤمنين خاص بالامام علي ع فقط ولا يطلق على اي امام حتى المهدي عج.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك