المقالات

بدر ابن الاربعين..من الصولة الى الدولة

1938 2021-04-30

 

حافظ آل بشارة ||

 

 (حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ...) اربعون سنة مرت على تأسيس بدر ، بدر من الفصيل الى السرية الى الفوج الى اللواء الى الفرقة ثم فيلق بدر ، ثم منظمة بدر ، بدر من الترابة الى ام النعاج الى الحويزة الى هور صلين والحمار والجزيرة ، الى الصالحية الى اطراف الكوت والى اواسط بغداد ، ومن جبل شمران الى دربندخان وحلبجة وجبال قرداغ الى زردلي كاو الى دريوار ، شهداء بدر يحتضنهم جبل قرداغ العظيم ، كما تحتضن لبوة خرافية اشبالها المقطعين ، الليوث يرقدون هناك في حضن الجبل بسلام ، الليوث يرقدون على مشارف البصرة ايضا يعطرون شط العرب في مساره الابدي ، الليوث يرقدون في جنتهم في وادي السلام يتصدرهم ابو مهدي المهندس ، بدر ازدهر كحاضنة سماوية تصنع هياكل الشهداء ، قمم بشرية نادرة بمستوى ابو حسين الهاشمي ، ابو طارق البصري ، ابو الخير ، الدكتور ابو سجاد ، الدكتور ابو اسراء ، ابو ظاهر ، ابو ذر الخالصي ابو احمد الخالصي ، ابو مهاجر ، ابو علي الخالصي يزدحمون في الذاكرة ازدحام نجوم في ليلة ظلماء ، نتذكر شجاعتهم ، عبادتهم ، السيماء الملائكية الفريدة التي تغلف وجوههم بنور لا يراه الا من يعرف القصة من اولها (اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ) ابو ميثم الصادقي ابو ايوب البصري ، سيد جعفر الموسوي ، ابو محمد الطيب ، ابو لقاء ، علي فكري ، عبد الله شاهر ، احمد الخفاجي ، ازدحام هائل من النجوم في ذاكرة ليل عراقي كموج البحر القى سدوله .

بدمائهم اشتغلت ماكنة الاقدار وسنن الكون في الغيب لتسحق الطاغية ، بتلك اللوعة وبليالي الدعاء والمناجاة بعث الله عليه عاصفة الصحراء ، وعاصفة ثانية وثالثة حتى تدحرج كجرذ مذعور في قاع الحفرة النتنة ، بقدسية تلك الدماء حاكمه العراقيون واقتصوا منه ، كنا نعتقد ان لعبة بناء الدولة اقل شأنا عند الرجال من خوض اللعبة مع الموت التي تنتهي باستشهاد يعيد صياغة الرجل الى مايشبه نجم لامع في ظلماء تأريخ امته ، كنا نعتقد ان اللعب مع الراجمات والكيمياوي والتوماهوك وحقول الالغام ودبابات الليزر وطائرات الشبح اصعب بكثير من لعبة بناء دولة ما ، لكن عندما بدأ التغيير السياسي عرفنا انه المسار الاصعب ، فاقتضت حكمة الباري اعادة بدر الى زمن الصولة في مواجهة داعش ليتذكر الرجال ثانية معنى الانتقال من الصولة الى الدولة ، واذا كانت المعارك المدوية تكشف عن خلجات صغيرة في حنايا القلب ، فان بناء الدول عمل يعيد تفتيت قلوب الرجال ليكشف جواهرها ويعلن الزوايا المظلمة التي لا يراها الا الصادقون ، ان تشارك في الصولة وانت تغالب الموت في لعبة خاطفة ومكشوفة التفاصيل ، والرصاص المذنب يريك سلم العروج الى القمة شيء ساحر ، لكن معركة الرجال في مشروع دولة ، قيادة دولة ، تقسيم الغنائم في دولة ، ان تخطب وتأكل وتشرب وتدخن على المخمل مع قرود الدولة ، شركاء المشروع الذي لا وجود له ، هذه التمثيلية التي تشارك فيها بين مصدق ومكذب لا تريك سوى سلالم الهبوط الى درك تحفه الظلمات (لا يؤمر أحد على عشرة فما فوقهم إلا جيء به يوم القيامة مغلولة يداه) انها هوة لانتاج الظلام والعفونة ، هذه هي اصول اللعب وقوانينه ، ليس هناك اي خطأ ، لكن على اللاعب ان يفهم طقوس اللعبة الجديدة ومنزلقاتها اللذيذة ، وابل الرشق المذنب الذي كان يرسم لك سلالم العروج في الصولة ، هو نقيض كامل لوابل الظلام الذي يريد ان يلقي بك في المستنقع اللذيذ ، الفرق كبير بين القمة والمستنقع ، اذا اردت ان تبلغ القمة التي حلمت بها ولم تلحق بقافلتهم العطرة المودعة بالحان الشجون ، العب لعبة الدولة بعقلية الصولة ، لكي تعثر على السلالم في الظلام لترتقي ولتفهم ماهي القصة التي تجعلك من رجال الارتقاء ، واعلم مصدقا ان مباراة الشجعان العاشقين مع الرصاص عندما يفوزون يكونون شهداء ، لكن مباراة الشجعان الصادقين مع مزالق الحكم ان فازوا اصبحوا  ائمة نعم ائمة هذه هي الحكاية.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك