المقالات

المُتَبلوّن بأفكار البعث..

1395 2021-04-29

 

محمد البدر ||

 

حين تُتَبِل قطعة لحم ستمتزج نكهات مواد التتبيل بها وتعطيك مزيج يجمع بين مذاق اللحم ونكهة مواد التتبيل.

هذا فقط إذا تبلتَها ليوم واحد أو عدة ساعات.

ماذا لو كان هناك مجتمعٌ بقي مُتبل بأفكار وتنظيرات وأدبيات ومفاهيم حزب فاشي عفن لمدة 35 عام.

ذلك الحزب تبّل هذا المجتمع بمزيج من العنصرية و الفاشية والديكتاتورية والكره والحقد والتخوين والتسقيط والاتهام وخطاب احتكار الوطنية، لا تساؤل لا تفكير لا تحليل لا إعتراض لا حياد.

اختفت مؤسسات ومقرات ذلك الحزب وسقط نظامه الحاكم وذهبت سلطته.

لكنتتبيلتهُ التي عَتق بها المجتمع لا زالت نكهتها باقية وتستطيع أن تشم عفونتها تفوح من كلام وطرح ومتبنيات وأدبيات الكثيرون ممن لازال يتبناها عن عمد أو تأثر أو انخداع أو جهل.

لازال الكثيرون يتبنون متبنيات البعث ومما يؤسف له إن ذلك يحدث باللاشعور ودون علمهم متخيلين إن هذا طرحهم وأدبياتهم وليست بقايا تلك التتبيلة.

الموضوع على مستوى الجماعات وحتى الأفراد بل إن هناك كائن عراقي لازال غارقاً بتلك التتبيلة.

هذا الكائن المُتبل، قطعة المواطن المعتق بتلك الأفكار تراه لا يعرف مايريد.

المهم أن يدلق علينا عفونة تلك التتبيلة هو يفعل هذا فقط لتفوح منه نكهتها.

المُحزن إنه متضرر من هذه التتبيلة وزمنها لكنه لا زال متمسكاً بعفونتها ويفوح منها قيحاً على الآخرين.

لكن ما يُحزن أكثر وأكثر هو حين يُراد أن تتلوث مفاهيم الوطنية والمواطنة والإنتماء وحرية الرأي والتعبير بعفونة تلك التتبيلة.

وأما أن تفوح منك نتانتها وهنا يتم منحك شهادة الوطنية والإنتماء من المُعتقون بتلك العفونة وتصبح مواطن صالح

أو أن تختار لنفسك نكهة ومذاق خاص بك بعيداً عن تلك العفونة وتكتب مُعرياً وفاضحاً لعفونة تتبيلة البعث وأنت هنا ستصبح مواطن غير صالح وتسحب منك جنسية الإنتماء لهذا الوطن وترمى على الحدود الشرقية مثل ما تم رمي مليون عراقي سابقاً بتهمة التبعية.

تخيل أن تصبح عفونة أدبيات وشعارات وتوجهات البعث هي من تحدد قيمة الأفكار والمفاهيم، وهي من تحدد الوطني من اللاوطني.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك