المقالات

رسالة الى الوالي..!

1397 2021-04-29

 

د. عائد الهلالي ||

 

ولانني لا امتلك خبرة في صناعة السينما ولم اذهب الى اكثر من مجرد  مشاهد فسوف لن اتحدث عن الفلم العربي والذي جسد بطلته الفنان عادل امام مع شريكة أعماله الفنانه يسر من الناحية الفنية او التقنية وهو فلم قد انتج في تسعينيات القرن الماضي وتدور احداثه في عان ١٨٠٧ عندنا يقرر اعيان مدينة رشيد بتوجيه رسالة الى والي مصر من اجل ان يلحق بارسال الامدادات والجيوش لإنقاذ مدينة رشيد المحاصرة من قبل الانكليز ويقع الاختيار على  شخص اسمه حرفوش ابن برقوق الراكبدار يكلف من قبل اهالي المدينة بحمل الرسالة الى الوالي في الطريق الى  القاهرة يقابل حكيم يستطيع ان ينقله الى القرن العشرين فيجد نفسه في عالم متناقض حيث القاهرة الحديثة ويتم القبض عليه كمجنون، وتتعاطف معه الممرضة إيناس وتأخذه إلى بيتها بعدها اعتقد الجميع يعرف القصة . حقيقة لا تهمنا نهاية الفلم لان البطل في النهاية معروفة وكما يقول.. قباني في احدى قصائده ( الحب ليس رواية شرقية بختامها يتزوج الابطال)

المهم ماحصل للعراق بعد الاحداث المتلاحقة وبالتحديد منذ عام ١٩٩١  وما اعقبها هو ماحصل لحرفوش بالضبط في عملية الانتقال غير المتوازنة والتي احدثت هزة عنيفة وانقلاب في كل شيء فلا حامل الرسالة  استطاع  انقاذ نفسة وايصال الرسالة بالشكل الذي كان مكلف بها  واما الحديث عن المدنية المحاصرة والجوع والمدارس الطينية  وتأخير الرواتب والاستقطاعات والغاء البطاقة التموينية وانقطاع الكهرباء في عصر التكنلوجيا كلها اصبحت اضغاث احلام بل ومن الماضي ناهيك عن مجموعة الحرافيش والتي وصلت و اسست وقولبت لنظام الحكم . والتي كان لها اكبر الاثر في فقدان المواطن لاتزانه لانه ماعاد يفرق ما بين الصالح والطالح ماعاد يفرق مابين الحق والواجب مابين الحلال والحرام فما قامت به هذه الاحزاب منذ وصولها والى اليوم هو كارثة كبرى بمعنى الكلمة فعندما نريد ان نتحدث عن كيفية بناء الدول والتي خرجت من مخاضات كبرى اودت بكلما تبقى منها نجد ان القادم قد ساهمت في اتساع الفجوة مابين الواقع والطموح ناهيك عن انها لم تؤسس لنظام دولة حقيقي فاقتصادياتها قد ساهمت وبشكل كبير في نخر الدولة وعاد الولاء للحزب والجماعة اكبر من الولاء للدولة وهو ذات الخطأ الذي أودى بالدولة العراقية نحو الهاوية عندما اختزلها الطاغية المقبور  في الولاء للحزب اولا وبالتالي شخصه وعشيرتة الاقربين اخيرا .

كم كانت امانياتنا واحلامنا كبيرة عندما نصحوا  في ذات يوم فلا نرى له من وجود و ان الكابوس الجاثم لعشرات السنين بشعارات جوفاء قد ازيح من على صدورنا كم كنا تواقين بان لا نرى صوره تطالعنا في كل مكان وان الزنازين المكتضة بالابرياء تهدم وان نعيش في دولة (لانجوع فيها ولا نعرى) كم وكم امنيات يبدوا انها غير قابلة للتحقيق في هذه البلاد الخراب يعم في كل مكان نتيجة نظام المحاصصة المقيت والذي اصبح متجذرا ولايمكن الخلاص منه وما الانتخابات القادمة الا واحدة من الإشكاليات التي ستساهم في تجذير  هذا النمط من الحكم والذي سوف يفضي  بقادم السنين الى حكم الاسر والعوائل بعد ان اثرت من المال العام واصبحت قوى لايمكن السيطرة عليها و سوف يأتي اليوم الذي تتحول به هذه الاحزاب الى مشايخ ارستقراطية  ديمقراطية ويتحول الاستاذ والحاج الى شيخ او كما يحلو للبعض بأن يطلق عليه باشا وهذا المصطلح اصبح واسع الانتشار ويجذب الكثيرين فنحن نؤسس الى نمط لبننه  الحكم ولكن على الطريقة العراقية القائم على الدكة العشائرية عندما اختلف معك اينما نكون فحل الرسالة يبدوا انه قد اختفى او لربما تزوج البطلة وهم يجلسون الان يديرون الامر بحكمة عالية في ساحات العز والكرامة و في الخطوط الامامية من تويتر والشعب يضرس صيفا من شح الكهرباء وشتاء من الغرق وشح النفط الابيض في اكبر مخزونات الكرة الأرضية لهذا المنتج.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابو صفاء الخفاجي
2021-04-29
احسنت دكتور هذا واقعنا المزري للاسف والاكثر غرابه هو تقبلنا وتعايشنا له ونحن نعلم اين الخلل
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك