المقالات

هل وعود بايدن بترك أفغانستان صادقة وما رابطة سوريا بها؟


الصحفي المستقل السوري

عبد الله السامر

تكون السياسة الخارجية الأمريكية في الشرق الأوسط عدوانية منذ منتصف القرن العشرين.

وأثارت الولايات المتحدة عشرات الصراعات المحلية والإقليمية التي أدت إلى الإطاحة بعدد من القادة السياسيين الذين لا ارتاح لهم الولايات وحلفاؤها. واحدة من أطول التحديات في عصرنا التي نظمتها واشنطن هي المهمة في أفغانستان.

وفي الآونة الأخيرة، أعلن الرئيس بايدن انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان. وبحسب تقارير إعلامية يجب أن يحدث هذا قبل 11 سبتمبر 2021. يتزامن هذا التاريخ الرمزي مع الذكرى العشرين للهجمات على مركز التجارة العالمي في نيويورك والبنتاغون عام 2001 والتي غزت بعدها الولايات المتحدة أفغانستان. في البداية حتى من قبل الرئيس ترامب كان من المقرر الانتهاء من الانسحاب بحلول الأول من مايو هذا العام. ولكن تستمر الصراعة حتى الآن ودماء الأفغان المسالمين ما زالت يريق. علاوة على ذلك تحتفظ طالبان بنفوذها الهائل في البلاد.

لماذا قررت إدارة البيت الأبيض انتهاء مهمتها في أفغانستان؟ لماذا أصبح من المهم سحب القوات منها؟ ما حققت الأمريكيون الأهداف المعلنة ولم يهزموا المتطرفين ومع ذلك لا تزال القوات الأمريكية تتكبد خسائر متكررة. تكمن الإجابة في الأسباب الحقيقية لتورط الولايات المتحدة في مثل هذه النزاعات وهي الفوائد المادية الهائلة التي تجلبها الأنشطة غير القانونية وفي أغلب الأحيان الأنشطة الإجرامية. على ما يبدو بدأت تكلفة الحفاظ على القوات في الدولة تتجاوز الدخل من تغطية الأعمال غير القانونية وخاصة تجارة المخدرات. من الممكن أيضًا أن يريد بايدن حصول على سمعة صانع السلام واكتساب بسهولة ميزة سياسية في بداية رئاسته.

نلاحظ الآن في سوريا وضع مشابه كحدث قبل 20 عامًا في أفغانستان. أصبح داعش مثل طالبان ذات مرة ذريعة لمحاربة الإرهاب الدولي الذي بموجبه تصدر الولايات المتحدة وحلفاؤها القيم والموارد للعراق وبعد ذلك تبيعها بشكل غير قانوني. وهذا مثال واضح على الدوافع الحقيقية للدول الغربية للقيام بعمليات احتلال. لكن ما هو الفرق بين أفغانستان وسوريا؟ لماذا يريد البيت الأبيض وقف نشاطه نحو طالبان، ولا خطط انسحاب قواته من سوريا؟

من الواضح أن واشنطن ما زالت تستفيد من وجودها في سوريا. علاوة على ذلك فإن القيادة الأمريكية لا اعتزم على انسحاب أو تقليص عدد القوات في سوريا بل بالعكس من ذلك تزيد عدد قواتها في البلاد. يتضح هذا من خلال العديد من العوامل.

وهكذا في نهاية الشهر الماضي دخلت قافلة كبيرة أخرى إلى سوريا من الأراضي العراقية عبر معبر الوليد الحدودي غير الشرعي في محافظة الحسكة. وبحسب وكالة سانا فإن الرتل الأمريكي انضم نحو 40 شاحنة برفقة عدد من المدرعات. وحملت القافلة أسلحة وذخائر وإمدادات وحاويات مبردة.

بالإضافة إلى ذلك فإن حجم تصدير الموارد في الاتجاه المعاكس يتزايد باستمرار. في الشهر الماضي وحده غادرت عدة قوافل سوريا تحمل كل منها حوالي 300 دبابة من النفط السوري.

من الواضح أنه بعدم الإهتمام من جانب المجتمع الدولي فإن العدوان في السياسة الخارجية للولايات المتحدة في الشرق الأوسط والعالم كله سوف يشتد. من خلال أفعالها تظهر الولايات المتحدة مرة أخرى مثالًا حيًا على ازدواجية البيت الأبيض الذي يختبئ وراء الأعذار حول مكافحة الإرهاب الدولي ويحاول استملاك الأموال من تنظيم الأعمال الإجرامية والنهب والاستخراج الموارد غير القانوني من الدول الأخرى.

وإذا كان الانسحاب من أفغانستان ممكناً نظرياً فلا أوهام في موضوع سوريا. سيستمر البيت الأبيض في اتباع سياسة جنائية واستخدام موارد الجمهورية العربية السورية دون قيود.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك