المقالات

جريمة مستشفى ابن الخطيب ومهزلة الدم العراقي

1812 2021-04-25

 

علي السراي ||

 

تسقط حكومات ورؤساء حكومات وأحيانا ينتحر مسؤول ويستقيل وزير هنا ووزير هناك نتيجة

لشعورهم بالذنب جراء

 كارثة يتسببون بها وتقصير منهم في عملهم وهذا يقيناً يحدث في الدول التي تحترم نفسها وتحترم شعوبها ومواطنيها ناهيك عن المحاكمات والتحقيق في هكذا نوع من الحوادث والكوارث بعدها يتم الاعتذار والتعويض والتعهد بعدم تكرار ذات الخطا والاتعاض منه والحذر من أن لايقع ثانية ويكلف أرواحاً بريئة...

أما في العراق..... فلو قتل نصف الشعب العراقي في يوم واحد وأُزهقت أرواح أبنائه ( وانبش سنسفيلهم )  مانشوف لا حكومة تستقيل ولا رئيس وزراء ولا وزير ولا مسؤول يقدم استقالته أو يتحمل مسؤولية ماجرى بل العكس تماماً يخرجون علينا من خلال قنواتهم الرسمية الصفراء وبكل خسة ونذالة ووضاعة وبجاحة وقباحة وصلافة يدافعون عن أنفسهم بشتى الطرق الخبيثة والاعذار الباردة وأحياناً أخرى يجدون لهم كبش فداء لاحول له ولا قوة لتحميله المسؤولية وشعارهم ليذهب الشعب كل الشعب الى الجحيم في قبالة الكرسي الحقير حتى أصبح وأمسى العراقي مجرد رقماً عادياً يضاف إلى سجل الأموات يومياً وكأنه حشرة لاقيمة لها وهذه هي  الحقيقة وأتحدى من يأتيني بغيرها وأبسط دليل على ذلك هو سجن الحوت وبقية سجون خمسة نجوم في العراق و التي يقبع فيها عُتاة قادة الإرهاب السعودي من سفاحي ومجرمي الدواعش الذين أولغوا بسفك دماء الشعب العراقي وهم يتنعمون في تلك الفنادق بإنتظار تسويات سياسية بين حكومة التحاصص وأحزابها حتى يتم إطلاق سراحهم واليذهب دم ضحاياهم إلى الجحيم وهنالك ألالاف من الشواهد غيرها

فأي عار وحضيض واقع مرير ومستنقع رذيلة نعيش فيه اليوم في ظل حكومات يتسابق مسؤوليها على سرقة البلاد والعباد تاركين الشعب لقمة سائغة لإنياب العوز والفقر ونقص الخدمات وكأنهم في واد والشعب بأخر...

إن ماجرى بالامس في مستشفى ابن الخطيب وقبلها من كوارث ماهو إلا نتيجة حتمية للفساد المستشري والضارب أطنابه في كل مفاصل الدولة ونظامها المحاصصاتي البغيض ووضع الرجل الغير مناسب لها الحزب أو التيار في المكان الغير مناسب والنتيجة هي استمرار ناعور الدم المراق في الدوران  ليُكلفنا دماء بريئة قادها حظها العاثر لتكون ضحية بين براثن هذا المسؤول الفاسد أو ذاك، وعليه فإن

أقل إجراء يجب ان يُتخذ هو إقالة الحكومة وتقديم المسؤولين المقصرين فيها الى المحاكمة تماماً كما يحدث في الدول الاخرى كي يكونوا عبرة ودرس لغيرهم وعدم تكرار كوارث يذهب ضحاياها الابرياء وهذا أقل إجراء في قبالة الدماء المسفوكة كل يوم هنا وهناك بسبب تقصير الحكومة ومسؤوليها...

رحم الله المتوفين جراء احداث مستشفى الخطيب والشفاء العاجل لكل المصابين والجرحى والعار كل العار لكل مسؤول لا يخاف الله في حرمة أرواح ودماء هذا الشعب الصابر والواقع بين مطرقة آفة الفساد وسندان المحاصصة البغيضة...ولاحول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم

ـــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك