المقالات

إصبع على الجرح..محرقة الفقراء ..

1978 2021-04-25

 

منهل عبد الأمير المرشدي ||

 

مأساة وفاجعة ومحرقة وجريمة كبرى بحق الفقراء من أبناء الشعب العراقي تلك التي حدثت في مستشفى إبن الخطيب أودت بحياة واصابة اكثر من مائتي مريض يرقد فيها .

نعم مستشفى ابن الخطيب التي أنشأت في العهد الملكي كمركز للعزل وكانت تسمى حينها مستشفى التويثة يستقبلون فيها المصابين بالأمراض الإنتقالية في حينها كأمراض السل والكوليرا أي ان أكثر من سبعين سنة مضى على إنشائها ولهي خالية من أنظمة التكييف والتأمين والدفاع المدني وغير صالحة بكل المقاييس لإيواء البشر لكنها وبإرادة الحكومة العراقية المنفتحة والبرلمان المتفائل ووزير الصحة الفطحل تم تخصيصها لتكون مركزا لإيواء المصابين بفايروس كورونا .

 طبعا لست بحاجة لأن اشرح من هو الذي يقصد هذه المستشفى وهي بهذا الحال غير الفقراء والمسحوقين ومن لا حول ولا قوة لهم إلا بالله العلي العظيم فالميسورين قد شرعت المستشفيات الأهلية والمراكز الخاصة ابوابها لإستقبالهم ورعايتهم بالدولار كما إن الطائرات حاضرة مستحضرة لنقل من يصاب من أعضاء وجماعة الرئاسات والحكومة والبرلمان . لذلك نقول انها محرقة جماعية للفقراء .

 إنها إبادة جماعية بمنتهى البشاعة وجريمة كبرى واضحة المعالم لا تحتاج الى شهود او دليل لإثبات الجرم وتشخيص المجرمين .  لا نحتاج لجنة تتشكل بأمر رئيس الحكومة لتستمر ايام واسابيع وتنتهي من حيث لا ندري وتقيد الجريمة ضد مجهول فالمتهم الأول هو رئيس الحكومة نفسه بما فيه من ضعف وغرابة وبلاهة وسذاجة ولا شيء يدل من قريب او بعيد انه اهلا لأن يكون بموقع رئيس قسم او حتى راعيا لماعز وخروف .

لا نريد اقالة او استقالة وزير الصحة الذي لا يشبة شخص الوزير في شيئ من حيث الشكل والمضمون والحضور والكفاءة .

 جاهل بكل ما تعنيه الكلمة وببغاء لما يسمع فيقول وأمين صندوق للسحت الحرام لمن جاء به من الذين آمنوا وعملوا الصالحات . لا نأمل خيرا من اجتماع طارئ لبرلمان طارئ ونواب طارئين كذبوا وخانوا العهد واستسلموا لإرادة رؤوس الفساد من رؤساء الكتل وتأطروا بالنفاق فكانوا منافقين بمنتهى الوقاحة ولازلنا نتذكر ذلك المشهد الدراماتيكي لنائب رئيس البرلمان حسن الكعبي وهو يرمي بنفسه على رئيس البرلمان محمد الحلبوس ليهنئه بالأحضان بعد التصويت على إقرار الموازنة المالية الفضيحة التي شرعت وأسست لشعب منهوب وكما يريد البره زاني وأذنابه من السنة والشيعة .

 المشكلة ليست كما قالوا في انفجار بقنينة الاوكسجين فالمستشفى بذاتها وكل ما فيها جريمة وأركان الجرم هم كل من ننتظر منهم الحسم والنتيجة , حكم جريمة الحرق الذي يؤدي الى موت انسان عمدا في القانون العراقي هو الإعدام شنقا حتى الموت وحكم جريمة الحرق بالتقصير او الإهمال هو السجن لعشر سنوات .

  هل نأمل او نتأمل او نحلم او يترائى لنا من قضاء عراقي برأ المجرمين والفاسدين بالجملة من الكربولي الى الدايني ومشعان الجبوري وليث الدليمي وخميس الخنجر والقائمة التي تبدأ ولا تنتهي بل وتم تكريم المجرمين ليكونوا بمناصب سيادية في الحكومة ومجلس النواب .

 هل نأمل منه أن يكون بمستوى الحدث وبحجم الكارثة ليكون صوته منصفا لجراحات اشعب العراقي وعذاباته ويكون له موقف تأريخي يصحح المسار !! وهل يكون للشعب العراقي صحوة ووقفة وصرخة بوجه المنافقين والمتلاعبين على موتهم الجماعي ويتوقفوا عن عبادة اصنام السياسة ام اننا غدونا كما قال الشاعر .. أنت قد أسمعت لو ناديت حيا   ولكن لا حياة لمن تنادي  ...

   تضيئ النار عند النفخ فيها ولكن ضاع نفخي في رماد ..

 وإنا لله وإنا اليه راجعون ..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك