المقالات

مفهوم الدولة واللادولة في العرف السياسي الجديد !!

1690 2021-04-23

 

🖋  قاسم سلمان العبودي ||

 

دأبت بعض الجهات السياسية العراقية لصناعة أصطلاحات سياسية جديدة تناغم الوضع العراقي المعقد والمتشابك في الساحة العراقية . فقد ذهب أكثر المغردين السياسيين بهذه الأصطلاحات ، لتمرير فكرة التخندق مع الحكومة الحالية  ، وبأي طريقة كانت حتى أذا كانت على حساب الثوابت .

دعاة الدولة أنطلقو بهذا المفهوم لتبيان فكرة بناء الدولة وهيبتها ، من خلال حصر السلاح بيد الدولة وعدم أعطاء فرصة لما يطلقون عليه مجازاً (( السلاح المنفلت )) . ظناً من هؤلاء أنهم بهذه التركيبة اللفظية ، يكسبون ود السفارة وأدواتها ، وتبيان موقف هذه الشخصيات السياسية مما يجري في الساحة العراقية .

على الطرف الآخر هناك من يروج لمفهوم الدولة أصطلاحاً وتطبيقاً بأمتلاك السلاح الذي يمثل ما تعجز عنه الدولة بفرضه على الواقع الأمني والسياسي ، ويكون عوناً لهذه الدولة بتحقيق المنجز السيادي وعدم المساس بهيبة الدولة التي لعبت بها الأجندات الخارجية طولاً وعرضا . الكل له مفهومه الخاص بالتعبير عن الدولة التي ينبغي أن تكون على أكبر قدر ممكن من بسط نفوذها وتمرير هذا المفهوم المرتبط بأداء تلك الدولة على الساحة العراقية .

نحن نعتقد وبعيداً عن التجاذبات السياسية ، أن مفهوم الدولة بمعناه العميق والواضح يتمثل أولاً ، بالسيادة المطلقة للدولة على جميع أراضيها ، وبالتالي على جميع قراراتها السيادية والتي تمس شرائح المجمتع العراقي بأكمله .

الدولة ، أن تتكفل بأقتصادها الذي ينعكس أيجاباً على المواطن العراقي الذي أذاقته الحكومات المتعاقبة ذل العيش والهوان منذ قيام الدولة العراقية الى يومنا هذا . لذا من يحاول التفلسف بهذا المصطلح ، عليه أن ينظر الى الأشياء بعينين أثنتين لا بعين واحدة .

الدولة يجب أن تكون مستقلة على جميع الصعد العسكرية والأمنية والأقتصادية ، وأن لاتذهب الى صندوق ( النهب ) الدولي لتكبيل أجيالها بديون تطوق عنقه الى سنوات ضوئية قادمة .

الدولة ، يجب أن تخرج المحتل الذي أستباح الأرض والعرض من خلال شحن المجتمع العراقي ببغضاء الطائفية المقيتة التي عصفت بالمكونات الأجتماعية العراقية  لسنوات طوال ، وأتمتها بداعش وأخواتها .

الدولة ، يجب تتعامل مع مكونات الشعب العراقي بمكيال واحد ، لأنه من المعيب جداً أن تسمح لحكومة الشمال بما تمنعه عن الوسط والجنوب تحت مسمى اللادولة .

الدولة ، يجب أن  تحترم قرار شعبها من خلال تصويت برلمانها القاضي بأخراج المحتل الأمريكي  ومحاولة بناء أقتصاد عراقي متين ، قاطعة بذلك التدخل الخارجي الأقليمي لدول الخليج التي ذبحت أبناء العراق بمفخخاتها وعلى مر السنوات المنصرمة .

الدولة ، يجب  تحمي  أبنائها الذين أنخرطوا في أكبر ملحمة شعبية لمواجهة المجاميع البربرية الداعشية ، ولا تسمح بأي حال أن يقتل أبناءها   بسلاح المحتل الأمريكي ، والصهيوني على الشريط الحدودي ، وتسوى المسألة على أنها نيران صديقة .

الدولة يجب عليها حماية مقرات حشدها الذي قوم أركانها وسيادتها ، وأعاد هيبتها الى الوجود بعد أن أصبح وجودها في مهب الريح ، وأن تكاشف أبنائها بالصدق ، ولا تصرح بعد تحقيق أجوف ، أن تماساً كهربائيا قد حصل .

يبدوا أن الدولة وفق نظرية هؤلاء ، هو التسليم ( لقضاء الله وقدره )  ، والذهاب مع ما تقرره السفارة من تطبيع مذل مع الكيان الصهيوني الغاصب للمقدسات الأسلامية ، وألا سيكون في جانب اللادولة ، وعليه أن يسلم سلاحه الذي أذل الأرهاب الداعشي ،  للدولة ، وأن يخرج من خندق اللادولة ! وبذلك ينضم لقافلة ( الوطنيين )  . وأما سيكون خارج أطار الدولة ، وبالتالي هو عدوها اللدود ، وعليه فأن لعنة اللادولة ستطارده مادام حياً !

أنا أعتقد أن من يتلاعب بهذه المصطلحات الغريبة على الجسد  السياسي العراقي ، أنما يريد بالعراق أن يكون تابع بأي شكل من الأشكال  للمنظومة الخليجية القذرة ، وحضنها التافه ، ومن ثم السير بأتجاه تل أبيب، وعدم الذهاب الى محور المقاومة مع الجمهورية الأسلامية ، التي تنادي نهاراً جهاراً بصناعة الأنسان المقاوم لكل أشكال الذل والخضوع .

يبدوا أن البحر أصبح أكثر أستعداداً من أي وقت مضى لأستقبال الصهاينة وجوقها المطبل معها . وما النجاح والتفوق العسكري بالوصول للعمق الصهيوني ألا مرحلة من مراحل الأقتدار التي أذهلت العدو ، فضلاً عن أدواته .

بالعودة لمفهوم الدولة واللادولة ، نقول لجميع السياسيين العراقيين المروجين لهذا المصطلح ، كونو مع الأحرار من هذا الشعب ، حتى تبنى سيادة الدولة بمفهومها العام ، وألا ستكونون مع اللادولة أنتم ، ومن معكم ، ولا تحاولو رمي الكرات المثقوبه في ساحة من أرخص دمه لبناء دولته التي تتفيئيون ظلالها بمكر شيطاني خبيث . مابين الدولة واللادولة خيط عمالة رفيع ، وحب دنيا زائلة

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك