المقالات

عبد العزيز الحكيم وبريمر..مواقف وطنية..!


 

محمد حسن الساعدي ||

 

تمر علينا الذكرى السنوية لوفاة المغفور له السيد عبد العزيز الحكيم ابن الزعيم والمرجع السيد محسن الحكيم (قدس) والتي نستذكر فيها المواقف البطولية والشجاعة للفقيد الراحل ، حيث تروي الاحداث لنا كيف كان موقفه من الوجود الامريكي في العراق ، وكيف استطاع السيد الحكيم من اخراج الامريكان ليوصل رسالة الى الامام المتحدة بضرورة إيجاد جدول زمني لخروج القوات القتالية ، وهذا ما جعل الحاكم المدني في وقتها " بول بريمر" يستشيط غضباً من هذا الموقف والاجراء الذي تم بدون علم الادارة الامريكية او التنسيق معها ، ما جعل الحاكم المدني يتخذ موقف المعادي منه، ويكون شديد الحذر في التعامل مع الحكيم ، وهذا كله كان بمباركة وتوجيه المرجعية الدينية العليا في النجف الاشرف المتمثلة بسماحة المرجع الديني الاعلى السيد علي الحسيني السيستاني.

ان الرجال الذين يملكون الشعور الوطني ربما كثيرون، ولكن الرجال الذين يتصفون بصفة التضحية والايثار في سبيل الدفاع عن القضية الام (حرية الشعب العراقي ) هم القلة من هذا النوع، وهم رجال يتمتعون بهذه الصفات التي خصهم الله بها ووهبهم إياها، ومن هؤلاء الرجال علماء وأدباء وحملة أفكار نيرة يخدمون بها دينهم وأبناء مجتمعهم وبالتالي فهم يحظون بمكانة كبيرة ومنزلة رفيعة في قلوب من عرفهم وجالسهم، وعزيز العراق من رجالات العراق البارزين والذين وقفوا امام كل المؤمرات الرامية لتمزيق وحدة العراق وشعبه ، وكان اليد اليمنى لشقيقه شهيد المحراب (رض) الذي أغتالته يد الغدر والإرهاب في العراق بعد سقوط النظام البائد في الأول من رجب 1424هـ الموافق لشهر سبتمبر 2003م، وبعد استشهاده تحمل عزيز العراق (قدس) المسؤولية في قيادة المجلس الأعلى، ومارس دوره الريادي والقيادي في وضع سياسة العراق الجديد ودستوره الوطني الديمقراطي، وكما كان له دور كبير في فضح السياسات الاجرامية للنظام الصدامي ضد ابناء شعبه، هذا النظام الطاغوتي المتجبر الذي جثم على صدر العراق نحو ثلاثة عقود ونيف من الزمن.

كان لعزيز العراق (قدس) مكان الصدارة بعد شهيد المحراب (رض) في التخطيط ووضع العراق الجديد على سلم الحرية والعدل والمساواة لشعبه المظلوم، وفيما ينفع ويخدم العراق بلداً وشعباً، وهذا ليس بغريب عليه فهو ينحدر من عائلة كريمة مجاهدة استشهد الكثير من أفرادها بسبب مناهضتهم للظلم والجور الذي مر على العراق من قبل حكامه الذين توالوا عليه، والمعروف ان عزيز العراق (قدس) كان يتمتع بجرأة فائقة ومواقفه الشجاعة مع القريب والبعيد، فمواقفه الوطنية وأدواره الكبيرة لايمكن ان تعد ولا تحصى، وتأريخه الوطني والجهادي معروف عند أبناء الشعب العراقي، هذا الرجل الكبير الذي فقده العراق والذي كان طوداً شامخاً في سبيل فضح جرائم نظام صدام ضد الشعب العراقي في كافة المحافل الدولية، وبناء العراق الجديد، انتقل الى جوار ربه الكريم في يوم الاربعاء الخامس من رمضان 1430هـ الموافق 26 أغسطس 2009م، وهو يحمل هم وطن جريح سحقته ماكنة البعث المجرم ، والان وبعد مرور اكثر من اثنا اثنا عشر عاماً على رحيله، بقيت لمسات فكره تنبض في مراحل بناء الدولة الحديثة وتشق طريقها الصعب امام الاستقرار والرفاهية، وتبقى قيادته للتحالف الشيعي درساً مهماً في مفهوم القيادة والادارة والناجحة .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك