المقالات

آنساتي سادتي إما بعد..!

1943 2021-04-16

 

قيس النجم ||

 

آنساتي سادتي إما بعد: نحن نحمل إرثنا فوق الأكتاف، لكنه ينهك الهامات، ويقصر القامات، ويرفع الاقزام، ويقدس الاصنام، ويحولنا الى جثث تحت سنابك خيول الفاتحين؛ فيحضرون لنا تراثاً جديداً، بإطار طائفي مقيت،  وهذا ما يجعلنا نعيش محنة الأخلاق، والوجود في آن واحد، بيد أن حضارتنا أصبحت مقسمة الى طوائف وملل وقوميات، ودولتنا العزيزة هي شجرة مثمرة تدر عليهم الخيرات، لكنهم يرمونها بالحجارة.

غزو فكري يسعى إليه الساسة عند اقتراب الانتخابات، لطمس الوحدة والتعايش السلمي، وزرع التطرف والتكفير، فمنذ ذلك الوقت الذي جاءوا فيه للحكم باسم الديمقراطية الكاذبة، وحتى يومنا هذا نجد أنهم تمكنوا من خلق مجموعات متطرفة يعشقون القتل والتهجير، مجموعات ليست لها علاقة بالدين ولا بالإسلام، ورسم صورة بشعة عن الدين الإسلامي، وقد نجح بعض الساسة في مبتغاهم، حين جعلوا كل من ينتقدهم خائن بل ومندس، وربما بعثي يدافع عن نظام دكتاتوري مقيت.

آنساتي سادتي :

نحن العراقيون متفقون على أن يقدر التاريخ، فمن لا يهتم بتاريخه سيضيع مستقبله،  لأننا يجب أن نتعامل برؤيا الاستحضار، لا بطريقة الاستذكار، ليكون منهجنا بناء تاريخ يشار لنا فيه بالبَنان، ولكن الحجر الذي يقف في طريقنا كعثرة، هم السراق والفاسدين ومَنْ يساندهم من الأحزاب الفاشلة.

الإصلاح الحقيقي قلناه، ونعيده ألف مرة عسى أن يفهموا معناه، وهو التغيير الجذري للوجوه الفاسدة، ومحاسبتها، وتهديم الدولة العميقة التي أسسوها، من قبل زمرة من الفاسدين، حين تسنموا مناصب، بدءاً من مدير عام، وهيئات مستقلة، الى وكيل وزير، فصنعوا عصابات منظمة وحيتان، لسرقة أموال الشعب، وأصبحوا بنياناً مرصوصاً أسه المال الحرام، أحدهم يحمي الآخر ويتستر عليه، فعند محاسبتهم سيتهدم بنيانهم، وتُقص أجنحة الأحزاب، والوزراء الفاسدين، وستكون الوزارة نقمة عليهم، وليس نعمة.

آنساتي سادتي:

سأحكي لكم حكاية الشاعر الذي وقف بين يدي حاكم بلدته، فقال له: إنك أحسن من القمر، وأشد من الأسد، وأقطع من السيف، فسرَّ الحاكم من قوله، فأمر له بعشرة الآف درهم، ثم همس الحاجب في أُذن الوالي قائلاً: كان الشاعر ليرضى منك بعشر دراهم، فلمَ أعطيته عشرة الآف درهم، فأجابه الحاكم: لقد سرنا بكلام، وسررناه بكلام، رغم أننا نعرف أن قوله فينا كذب، أيعقل أن أكون قمراً وأسداً وسيفاً؟ لذا يكفي أننا إشترينا كلامه، بعشرة الآف درهم، كاد ينزع جلده من شدة الفرح بها.

ختاماً: فرح الشاعر بالعشرة ألآف درهم، أما ما أطلقه شعراء الحزب الحاكم، مثل قائد الضرورة، ومختار العصر، وصديق الفقراء، وناصر المظلومين، والمصلح الجبار، حين نزعوا جلودهم الوطنية، وإرتدوا جلابيب السلطة، والمكاسب الحزبية والشخصية، كشاعرنا، ليضمنوا حقهم في الحكومة القادمة!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك