المقالات

القشريون صناعة مال السلطة


 

علاء عبد الطائي ||

 

        غريبة هي الدنيا، والأغرب أنها لاتنصف جهود الوطنيين مو والمخلصيين والزعماء الكبار، الذين تركوا بصماتهم واضحة في مسيرة شعوبهم.

        لايظن أحداً أن صدام حسين سقط بجهود القوات الاميركية

        في أكبر حرب في الصراعات الدولية.

        صحيح ان الصورة كانت بالشكل الذي ظهر في التاسع من نيسان ٢٠٠٣، لكن الأكثر واقعية وإنصافاً أن هناك جهوداً وطنية عراقية ومن مختلف مشارب وأحزاب المعارضة العراقية ورجالاتها وشخصياتها الإسلامية والوطنية.. بذلت أغلى مالديها

        ومنذ ثلاث عقود قبل التغير.. من أجل حرية الشعب ولانعتقد أن هناك معارضة في الدنيا.. قدمت ضحايا كما فعلت المعارضة العراقية.. والأغرب أن العاملين الحقيقيين الذين عملوا على إسقاط الدكتاتوريه منذ سنوات طويلة اختفوا عن مسرح الحياة العراقية... والذين كانوا يعيشون في الهامش هم القادة اليوم

        أو أن جزء كبير منهم في مواقع ومسؤوليات في الدولة العراقية..

        إنها خطيئة كبيرة أن يكون القشريون والهامشيون زعماء وقادة

        في تشكيلة الحكومة العراقية وفي السلطتين التنفيذية والتشريعية.

        أما الذين كانوا رواد حركة المعارضة وقادة التغيير في طي النسيان.

        المشكلة الحقيقية هنا أن العراقيين لم يتعرفوا على قادتهم الحقيقيين، وأمام ضخ الأموال وتأثير السلطة وعدم معرفة الأصلح والأكفأ لقيادة الساحة، ضاع زعماء الحركه الوطنية في زحمة الضجيج، فأصبح القشري هو القائد والسطحي هو الوزير

        والنائب والمسؤول والمنظر والحريص على مصالح العراقيين.

        لكن الحقيقة تخفي شيئاً آخر أكثر سواداً ورمادية.

        إنها البحث عن الإمتياز والحظوة والجاه والمال وبريق لمعة الإعلام والفضائيات والنوم العميق في دهاليز الخضراء ومحيطها.

        إن العراقيين مدعوون إلى معرفة القيادات الأصيلة والوطنية والتاريخية، التي صنعت لهم هذا التحول الكبير من دون أن يكون ماجرى في التاسع من نيسان إلا نتيجة لمخاض العمل العسير والشاق في أروقة السياسة الدولية ومن دون أن يقدم هؤلاء الزعماء أي تنازل عن ثوابت البلد ومستقبل المواطن ومصير الأمة.

        إن العراقيين الذين شاركوا في كل الإنتخابات التشريعية

        لابد أن يختاروا وبعيداً عن الإصطفافات الطائفية ومنطق المحاصصات القومية.. القيادات الوطنية التي لاتبحث عن الإمتياز والسلطة، والجائعة إلى المواقع والوزارات، وإلا

        فإن القادم من السنوات كفيلة بتكريس القشريين وإزاحة الوطني مايبقي مسؤولية كبيرة على هذا الشعب، لاسيما

        وإن العملية الديمقراطية في غرف الساسة يتم فيها الحديث عن دور أساسي للعراقيين في صناعة القرار.

        ليعلم العراقيون أن الطبقة السياسية الحاكمة اليوم ومع إحترامنا للبعض منهم، ليست نهاية التاريخ، ولم تكن هي الطبقة الوحيدة، التي قاتلت صدام حسين وعارضته بمختلف أساليب التعارض السياسي، بل هنالك طبقات وطنية كثيرة مارست أدواراً حقيقية مسؤولة في المعارضة آنذاك.

        ولو جرت أي مقاربة منصفة بين جهود هؤلاء وأولئك لإتضح الفارق الكبير بين الجهدين كماً ونوعاً.

        المشكلة أن الإنتخابات العراقية قدمت وبدعم مالي كبير

        يفوق التصورات، ودعماً دينياً وجهود إعلانية، موازية طبقة سياسية لاتصل بأهميتها أهمية الجهود التي بذلت من قبل شخصيات وطنية كبيرة لإسقاط صدام.

        فيما إستطاعت هذه القشريات أن تصل المجلس النيابي.

        وتحتل مكاناً في دائرة صياغة القرارات ومعالجة قضايا البلاد

        فيما لم تفلح الشخصيات الوطنية الرائدة في الوصول إلى البرلمان، لأسباب يتصل جانب كبير منها بالمال وتأثير لوبيات

        تنظيمية وإقليمية، ورؤية حواشيها السياسية في فهم المجتمع العراقي والوصول إلى قناعاته بسهولة

        لذلك نعتقد أن العمل بمنطق التمثيل النسبي ليس مثالياً

        ولايمكن أن يكون قاعدة أساسية في بناء الحياة العراقية

        وفي إختيار المجموعات القيادية القادرة على حكم العراق.

        لأنه على الأقل حرم الشخصيات الأولى الرائدة من حق القيادة

        والإفادة من خبرتها وعلاقاتها الدولية وحرم العراقيين من المضي في إستكمال مشروع بناء الدولة العصرية والعادلة.

        لذلك فإن التمثيل النيابي لهذه الجهة أو تلك مع الإحترام لشخوصها، لايعني بالضرورة أنها الصفوة المختارة ولايوجد

        بديلاً لها في الساحة العراقية.

        وقد يكون التمثيل عامل إعاقة كبيراً في معادلة تقدم البلد.

        بسبب وجود طبقة لاعلاقة لها بالتقدم.

        من هنا العراقيون مدعوون إلى البحث عن القيادات التاريخية

        التي صنعت كل ملامح التغيير وجزءاً كبيراً لما حصل في ٩ نيسان، ويبقى لها اليد الطولى في رسم السياسات، و يفترض أن تحتل مكانها بين الكبار، لا بين القشريون، الذين يريدون التسلق في عالم الكبار ليصنعوا المجد الشخصي، بعيداً عن هموم الكبار في صناعة المجد الوطني

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك