علي العقابي ||
لكل معضلة حَل و لكل مشكلة حل يقابلها و عند التمعن تظهر حلول لا حَل واحد ، منذ بدايات تأسيس بغداد في عهد العباسيين شَهدت هذه المَدينة المهمة تطورات كثيرة بل كانت عجلة التطورات فيها سريعة على مختلف الأصعدة، و أبرزها الثقافة العَربية و الإسلامية، و منذ سَنة ١٩٤٠ و إلى يومنا هذا في ٢٠٢١ بُني في بغداد ١٣ جسراً فَقط، و كانت جسور مهمة، و أبرزها جسر الشهداء الذي بناه الإنجليز و افتتح في سنة ١٩٤٠م ، و لم يشهد في عصرنا الحَديث و على تعاقب الحكومات اي تطوير أو حتى تَرميم بَسيط كما هو الثابت و السائد و الواجب في فى ضرورة صيانة و إدامة و ترميم الطرق و الجسور و تأهيلها للأستخدام، و بالتأكيد أن أعداد سكان بغداد في ازدياد كما يقابلها زيادة في المركبات أيضاً، حيث كشف الجهاز المركزي للأحصاء عن اعداد السيارات الموجودة في العراق الذي بلغ ٦ ملايين و ٦٠٩ الف و ٧٢٤ سيارة مسجلة لغاية سنة ٢٠١٨ ، و أضاف أن معدل عدد السيارات بلغ لكل ١٠٠٠ نسمة ١٦٧ سيارة ،
هذه الأعداد الضخمة يَجب أن يقابلها طرق و جسور مؤهلة تتسع لها و لمواكبة عجلة التَطور الحاصل، حيث أن تصميم و خرائط الطرق و الجسور في بغداد لم يُقام لأستيعاب مثل هكذا إعداد من المركبات،
و تشهد اليوم العاصمة بغداد اختناقاً شديداً في
الازدحامات و قطع طرق رئيسة و فرعية كثيرة، اما آن للطَبيب أن يقوم بعمله و يداوي الجروح، يستغرق اليوم المواطن العراقي ساعات في الازدحام ليصل عمله أو مقصده في حين أن دولاً تنشر اعتذار رَسمي في الصحف من مواطنيها بسبب تأخر المترو بضع دقائق، يجب أن يكون هنالك حل عاجل حتى لو كان سريع أو غير جذري، و الحلول واضحة و كثيرة و لا تحتاج حتى لمختص و خبراء ليفتو بها، لو ارادت الحكومة استيعاب الأمر و تداركه على الأقل اولاً إعادة محطات النقل الحكومي للعمل و التي تشهد اليوم هجران و إغلاق و هي متوزعة في بغداد و أغلب المحافظات، و لو استوعبت عربة نقل حكومي عدد ٢٠ مواطن لنقلهم لعملهم صباحاً سيقل ولو بمقدار بسيط استخدام المركبات الخاصة بنسبة ٢ إلى ٤ مركبة و بشكل تدريجي ، و يمكن أيضاً تأهيل سكك القطارات أو إنشاء خرائط لمترو نقل حكومي داخلي، أو إعلان مشاريع جسور للأستثمار كما تقوم به الدول و تفرض ضريبة على كل مركبة تستخدمه، و بالتالي لا يقل فقط اختناق الشوارع و الازدحامات بل ستقوم جملة هذه المشاريع بتشغيل الأيدي العاملة و تساهم في خفض البطالة و توفر فرص عمل أكثر ، و يمكن أن تكون هذه المشاريع على بساطتها هي دواء مخدر أو معالجة بسيطة أو تدارك للأمر، للبدء بمراحل أخرى يجب القيام بها و هي إعادة تأسيس خرائط طرق جديدة و العمل بها حسب إحصائيات اعداد السيارات الموجودة على الأرض و الأخذ بعين الاعتبار نسبة الزيادة السنوية،
كل ما مر هو كلام من الممكن أن نسمعه من أي مواطن بسيط في الشارع أو حتى في مركبات النقل الخاصة يومياً 'الكيات' ، هل من الممكن قد يكون مر على بال اي فردٍ من أفراد الحكومة، و يكون باله مزدحم بالتفكير كما شوارع بغداد ..!؟
https://telegram.me/buratha